الإحباط، وعدم الاقتناع بوجود حلول، خصوصاً على الصعيد الاقتصادي، والاغتراب، والتفاوت الفكري بين الآباء والأبناء، ومشكلات الزواج، وتردي العلاقات الاجتماعية، وتدني مستوى دخل الفرد، وغياب الحرية في اختيار التعليم، وضبابية المستقبل، وغلاء المعيشة، وفقدان الثقة بالنفس، وفقر الأهل... هذه أبرز قضايا الشباب وهمومهم ومشكلاتهم، كما توصل إليها عشرات الشباب الأردنيين، ذكوراً وإناثاً، من فئات عمرية متقاربة، ومن بيئات اجتماعية متعددة، جميعهم "ملتقى الشباب الأردني 2001" الذي نظمه مركز الأردن الجديد للدراسات، في مسعى منه الى الإسهام في خلق روابط بين تكنولوجيا المعلومات وبين التغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي يشهدها الأردن... في أروقة الملتقى في افتتاح الملتقى، اكد مدير مركز الأردن الجديد هاني الحوراني، ان الملتقى منبر دوري للشباب، يعبر عن آرائهم، ويعكس خبراتهم، ويفتح الباب امام ثقافة شبابية مشتركة. وأن المركز في صدد تحويل الملتقى الى موقع حواري دائم للشباب على شبكة الإنترنت، بهدف تكريس الإيمان بالمشاركة العادلة والمواطنة المتساوية، من دون تمييز بين الشباب على اساس الجنس والخلفيات الاجتماعية والسياسية والثقافية، وتطوير القوانين والتشريعات النافذة وتفعيل حقوق الشباب، وبلورة ثقافة مدنية عصرية تحفز الشباب على المشاركة التي ليست فقط حقاً دستورياً للشباب، بل هي واجب عليهم، ومكون عضوي للمواطنة... ما يتطلب ممارسة الشباب حق/ واجب الانتخاب على المستويات المحلية والوطنية والمؤسسات التعليمية... والانتساب والانتظام في عضوية المؤسسات التطوعية من جمعيات ونواد وأحزاب ونقابات، لممارسة حقهم/ واجبهم في انتخاب الهيئات القيادية ومراقبة أدائها وضمان الشفافية والمساءلة والإدارة الصالحة لواجبات القيادة. على صعيد نسبة الشباب الى مجموع السكان، وظروفهم، ومشكلاتهم، وعلاقتهم بالتكنولوجيا، ومدى إفادتهم منها، جرى عرض عدد من التقارير وأوراق العمل ونتائج الاستفتاء. ففي تقرير من د. عبلة عماوي، يتبين ان الشباب من فئة 15- 19 سنة يشكلون 31 في المئة من مجموع السكان في الأردن. كما يبين التقرير ان غالبية الشباب يؤيدون حق المرأة في التعليم العالي وفي الانتخاب والاقتراع وفي العمل وفي تبوؤ المناصب العليا. ويظهر ان نصف الشباب شاركوا في الانتخابات النيابية السابقة، لكنهم قد أعطوا أصواتهم لمرشحي عائلاتهم. وأظهر تقرير عماوي ان 75 في المئة من الإناث من الفئة العمرية 16- 17 ملتحقات بنظام التعليم الثانوي. وأن الشباب في الأسر متدنية الدخل يشهد معدل تسرب من الدراسة اعلى بكثير منه في العائلات متوسطة الدخل وعالية الدخل. وبحسب إجابات الشباب، فإن أهم المشكلات التي يمر بها الأردن تتمثل في المديونية، برنامج إعادة الهيكلة الاقتصادية، والعجز في المياه، والفقر. وعلى مستوى الهموم التي تشغل تفكير الشباب، في صورة رئيسة فهي، فرص العمل في المستقبل، والرفاه الاقتصادي، وتكافؤ فرص الوصول للتعليم العالي، والمشاركة في صنع القرار السياسي، والتعبير عن الرأي، وعدم توافر مراكز للرياضة وقضاء اوقات الفراغ، ومحدودية البرامج اللامنهجية التي تربط التعليم بفرص العمل. وفي عرض لتاريخ استخدام الإنترنت في الأردن، تبين ان استخدام البريد الإلكتروني بدأ في الأردن اواسط عام 1995، وأن الاشتراك في الإنترنت اصبح متاحاً للعموم في نيسان 1996 ثمة 9 شركات تؤمن الاشتراكات. وعلى رغم ان نمواً ملحوظاً تشهده الاشتراكات، لكنه يظل اقل من حجم نمو مستخدمي الإنترنت. الشباب: فئات وطاقات تعددت إجابات تحديد الفئة العمرية للشباب، بحسب المشاركين، إذ رأى بعضهم انها الفئة من 15 الى 35 سنة، ورأى آخرون انها تمتد من 15 الى 25 سنة، أو من 15 الى 30 سنة، أو من 8 الى 30 سنة. كما أظهرت المناقشات في مجال الرغبة في التغيير، ان الشباب فئة قابلة لتناط بها عملية التغيير في المجتمع للأفضل، وأنهم الأكثر قابلية للتغير و/أو التغيير، وأنهم نقطة الانطلاق في إحداث التغيير. وتناولت مجموعات العمل احتياجات الشباب، فبرزت القضايا والهموم الاقتصادية والاجتماعية، والحريات الفردية والعامة في مقدمة الحاجات الموزعة الى احتياجات فردية الحرية، التفتح العقلي، التواصل الاجتماعي، الحب، تساوي الفرص، التوجيه والمتابعة، الاستقرار النفسي والمادي، فرص عمل من دون تمييز، فرص اكبر للعمل والدراسة في الخارج، واحتياجات جماعية فرص للتعبير عن الرأي، استيعاب طاقات الباب من قبل القيادات السياسية والاقتصادية، توجيه الشباب ورعايتهم، تأمين الدراسة الجامعية المجانية، فرص عادلة ومتساوية في التعليم، تفعيل دور الشباب في الرأي العام، توفير التكنولوجيا بكلفة رمزية، رفع مستوى دخل الفرد، زيادة الدور القيادي للشباب في المجتمع المحلي، فتح باب الحوار بين الشباب والجهات المسؤولة، محاولة التغيير في العادات والتقاليد والقانون بما يتناسب والتطورات العصرية، وجود ممثل ينقل وجهة نظر الشباب ومشكلاتهم لأصحاب القرار وللجهات المختصة. مشاركة و...استفتاء في مرحلة متقدمة من اللقاء، لمعالجة موضوع المشاركة الشبابية، جرى توزيع المجموعات الست الى قسمين: ثلاث مجموعات عمل عالجت موضوع المشاركة السياسية، وثلاث مجموعات عالجت المشاركة الاجتماعية. وعلى صعيد مشكلات المشاركة السياسية والحلول المقترحة، برزت محاور عدة، اهمها، مشكلة الثقافة السياسية، حيث البنية الاجتماعية الثقافية والسياسية التقليدية العشائرية مثلاً التي تضيق على حرية الفرد، وفقدان الحس الوطني... فالسياسي لا يمثل سوى نفسه. ومشكلة الممارسة السياسية المتمثلة في غياب الديموقراطية وعدم مشاركة فاعلة من الشباب في الانتخابات ترشيحاً وتصويتاً، عزوف الشباب عن المشاركة في الأحزاب السياسية لعدم الإيمان بالأحزاب وبجدواها، والخوف ! من الانتماء إليها، وممانعة الأهل. نتائج التحليل الأولى لإجابات المشاركين وآرائهم الواردة في الاستمارات، جاءت في ورقة عمل ايمن ياسين منسق عام الملتقى، واشتملت على عملية تحليل أولي تناولت 95 استمارة لشباب وشابات بين 18 و30 سنة 49 ذكوراً، 46 إناثاً، ومن حيث المنطقة 24 من محافظات الشمال، 54 من محافظات الوسط، 17 من محافظات الجنوب. وقد تناولت إجابة المشاركين على السؤالين: ما الذي يحتاج الى تغيير؟ ما فوائد الإنترنت والكمبيوتر؟ يستطيع الدارس، سواء في حقل السياسة او الاجتماع أو الاقتصاد، ان يجد في هذه النتائج ما يقوده الى سمات هذه الفئة العمرية، مشكلاتها، توجهاتها، واهتماماتها، ونظرتها الى المستقبل... الخ. ولعل من المفيد التوقف عند بعض المؤشرات التي تنطوي عليها هذه النتائج. وأول ما يستوقفنا إجابات المشاركين على سؤال - محور المشاركة في العمل التطوعي والسياسي، إذ على رغم ان ما نسبته 5،90 في المئة من العينة ينتسبون الى منظمات المجتمع المدني، فإن النسبة الأعلى بينهم وهي 5،30 في المئة تنتمي الى جمعيات خيرية وهذه غالباً ما تمثل عشائر أو قرى، والنسبة نفسها الى نواد جامعية ومدرسية 5،30 في المئة. في حين يختفض الانتساب في الأحزاب السياسية الى 2،3 في المئة من العينة، يليه في الخفض الانتساب الى نقابات عمالية 3،6 في المئة، وتعود لترتفع في المعسكرات الشبابية الى ما نسبته 2،23 في المئة والنقابات المهنية 2،23 في المئة، والمنتديات الثقافية 20 في المئة، والنوادي الرياضية 9،17 في المئة. وفي مجال الانتخابات بأشكالها، نجد المشاركة في انتخابات نيابية 3،45 في المئة، مدرسية 5،30 في المئة، جامعية 6،52 في المئة، هيئات ومنظمات مجتمع مدني 1،18 في المئة. ونسبة الى استخدامات الكمبيوتر، فإن نسبة 1،62 في المئة يستخدمونه يومياً، و 3،25 في المئة اسبوعياً، و9،18 في المئة شهرياً. لكن الغالبية تستخدم برامج عادية لتنسيق قضايا إدارية. وعلى صعيد استخدام الإنترنت، جاءت الإجابات على النحو الآتي: نسبة 2،63 في المئة من العينة لديهم اشتراك، و7،33 في المئة يستخدمونه في مكان العمل، و7،33 في المئة في مقاهي الإنترنت، و8،15 في المئة في الجامعة. أما عن طبيعة استخدام الإنترنت، وهذا هو الأهم، فالنسبة الأعلى 8،76 في المئة هم ممن يستخدمه للبحث - أي بحث؟! تليهم فئة الاطلاع على البريد الإلكتروني بنسبة 7.73 في المئة، ولمتابعة الأخبار بنسبة 7،53 في المئة، وللتسلية 6،51 في المئة، وبلغ نصيب الدردشة 1،42 في المئة. وانتهت القائمة بالمتسوقين ونسبتهم 5،30 في المئة. على محور قضايا التغيير، وكيفية الوصول الى أردن افضل، جرى طرح ثلاثة وعشرين موضوعاً في أربعة حقول، فتبين ان القضايا الاجتماعية هي اكثر المحاور استدعاء للتغيير فيها، تليها الاقتصادية، ثم تكنولوجيا المعلومات، وتحتل القضايا السياسية المرتبة الأخيرة. واحتلت قضية "التفكير الجماعي بين الشباب" بنسبة 5،30 في المئة المرتبة الأولى بين القضايا الاجتماعية، تلتها قضية تحفيز الإبداع الشبابي، وتطوير التعليم ومناهجه ووسائله، وتفعيل الحوار بين الشباب، وتحسين وتطوير اخلاقيات ومسلكيات التعامل بين الشباب، وتغيير النظرة الاجتماعية الى الشباب، وتغيير النظرة الى العالم، وجاءت في أسفل السلم قضايا مثل تحفيز الشباب للمشاركة في العمل التطوعي وملء أوقات الفراغ والتفكير المستقل للشباب بنسبة 3،6 في المئة لكل منها.