جاكرتا - أ ب، رويترز - نشرت جامعة جورج واشنطن يوم الجمعة الماضي، وثائق سرية تضمنها كتاب صادر عن وزارة الخارجية الاميركية، تثبت ان السفارة الاميركية في جاكرتا تدخلت لمساعدة الرئيس الاندونيسي السابق سوهارتو في اطاحة مؤسس الدولة أحمد سوكارنو. وزودت الديبلوماسية الاميركية سوهارتو عندما كان جنرالاً إبان سنوات الفوضى 1956-1966 لائحة باسماء حوالى مليون شيوعي، ما مكنه من تصفية ما بين مئة الف ومليون منهم في حملة شنها ضد التيارات اليسارية المناهضة لأميركا. وأظهرت الوثائق ان مارشال غرين السفير الاميركي لدى جاكرتا بعث في العاشر من آب اغسطس 1966 برسالة الى واشنطن يؤكد فيها لمرؤوسيه انه زود الاجهزة الامنية الاندونيسية لائحة اسماء الشيوعيين. وبحسب الوثائق فان السفير الاميركي دفع مبلغ 50 مليون روبيه لحركة كاب - غستابو التي كانت خاضعة لأوامر سوهارتو عندما كان جنرالاً في الجيش. وعلى رغم رفع طابع السرية عامي 1998 و1999 عن وثائق وزارة الخارجية الاميركية المتعلقة بأندونيسيا وماليزيا والفيليبين واليونان وتركيا وقبرص بين عامي 1964 و1968، أوقفت ادارة الرئيس جورج بوش توزيع الكتاب بعدما فشلت وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي إي من سحب الملف السري من الجامعة، ولكنها لم تتمكن من توقيف نسخة عنه نشرت على الانترنت. ويذكر ان الملف يتضمن معلومات عن نشاطات ديبلوماسية واستخباراتية اميركية في اندونيسيا، اثناء سنوات الفوضى. ومن المعروف ان سوهارتو حكم اندونيسيا بيدٍ من حديد طوال 32 سنة، فرض خلالها رقابة صارمة على كل المنشورات التي تتعلق بالماضي الدامي. ولكن بعدما أجبر على التنحي عن الحكم عام 1998، بدأت البلاد تشهد انفتاحاً في النقاش السياسي، خصوصاً المتعلق بدور اميركا في تصفية السياسيين المعارضين لسوهارتو. وتزامن التعتيم على الكتاب مع اقصاء البرلمان الاندونيسي الرئيس السابق عبدالرحمن وحيد وتنصيب نائبته ميغاواتي سوكارنو بوتري 54 عاماً ابنة سوكارنو، رئيسة. وقال مسؤول في الخارجية الاميركية ان الجامعة بدأت في وقت مبكر من هذا العام عملية ترتيب نشر الكتاب. وأضاف: إن المطابع التابعة للحكومة بدأت من طريق الخطأ بتوزيع نسخ منه، قبل ان تنتهي وزارة الخارجية من مراجعته. وأشار المسؤول الى انه لا يعرف عدد النسخ التي بيعت من الكتاب أو متى سيرفع الحظر عنه. ولكن الناطق باسم الخارجية الاندونيسية سليمان عبدالمنان قلل من أهمية التقرير، إذ قال إن "الذي حصل، حصل في الماضي ونحن ننظر الآن الى المستقبل كما ان التاريخ موجود كي نتعلم منه". وأكد ان نشر الكتاب لن يؤثر سلباً على العلاقات الاميركية - الأندونيسية.