بيروت - "الحياة" - قالت مصادر ديبلوماسية مطلعة في بيروت ان الولاياتالمتحدة قطعت شوطاً في استيعاب الوضع المتأزم بين سورية ولبنان من جهة، واسرائىل من جهة ثانية، مشيرة الى ان الاتصالات التي اجرتها بالأطراف المعنيين حالت دون تفاقم الوضع وأدت الى السيطرة على الموقف ولو موقتاً. وفيما جدد وزير الدفاع الاسرائىلي بنيامين بن اليعيزر تحميل دمشق "مسؤولية اعتداءات حزب الله ضد اسرائىل"، قدم مندوب لبنان الدائم في الأممالمتحدة السفير سليم تدمري مذكرة الى امينها العام تتضمن تفاصيل الاعتداءات الاسرائىلية على لبنان. وانتقل رئىس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري امس الى دمشق والتقى الرئيس السوري بشار الاسد، وذكرت مصادر بري ل"الحياة" انهما "اجريا جولة افق للأوضاع العامة في المنطقة، خصوصاً في لبنان في ضوء الاعتداءات الاسرائىلية ومنها الغارة على الرادار السوري في البقاع". وعرج بري في طريق العودة على عنجر حيث التقى رئىس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية اللواء الركن غازي كنعان، وأجرى فور عودته اتصالين هاتفيين برئيسي الجمهورية اميل لحود والحكومة رفيق الحريري وأطلعهما على اجواء اللقاء مع الاسد. وذكرت مصادر بري انه كان مرتاحاً الى اجواء اللقاء. وكشفت المصادر الديبلوماسية ل"الحياة" ان القائم بالاعمال الاميركي في بيروت ديفيد هيل، الذي كان على تواصل دائم طوال اول من امس مع الرئيسين لحود والحريري، ابلغ الجانب اللبناني في ساعة متقدمة ليل الاحد - الاثنين ان التصعيد بلغ ذروته ولن يتكرر إلا في حال استأنف "حزب الله" العمليات العسكرية، في شكل يدفع اسرائىل الى الرد. واذ استبعد هيل، بحسب المصادر، رداً اسرائىلياً في الوقت الحاضر على قصف "حزب الله" مواقع اسرائىلية في مزارع شبعا المحتلة اول من امس، لم يسقط من الحساب امكان قيامها برد لاحق في حال توفي اي من الجنديين الاسرائىليين الجريحين، على رغم ان معلوماته تؤكد ان الجندي الذي اصيب بجروح خطرة من جراء قصف "حزب الله" الجمعة الماضي بدأ يتجاوز الخطر ويتماثل الى الشفاء. في هذه الاثناء، تواصلت المواقف العربية والاسلامية الداعمة للبنان وسورية. وعبرت المملكة العربية السعودية، في بيان بثته وكالة الانباء السعودية، عن استنكارها الاعتداءات التي قامت بها الطائرات الاسرائىلية اخيراً على موقع سوري في الاراضي اللبنانية. ورأت السعودية في بيان صدر عن مجلس الوزراء السعودي في ختام اجتماعه الاسبوعي ان هذه الغارة تشكل تصعيداً خطيراً يضر بأمن المنطقة واستقرارها. واتصل الرئيس الايراني محمد خاتمي بالرئيس لحود مستنكراً العدوان الاسرائيلي ومؤكداً دعم الحكومة الايرانية للبنان. ووجه الامين العام للامم المتحدة كوفي انان نداء الى الاطراف ل "وقف كل الخروق للخط الازرق حالاً لتفادي أي تصعيد ممكن". وناشد الجميع "ضبط النفس الى اقصى حدود لتفادي انهيار تام لوقف اطلاق النار"، مجدداً نداءه لاتخاذ الخطوات الملموسة لتنفيذ تقرير ميتشل.