أصدر عدد من مطارنة بطريركية الروم الارثوذكس في القدس بياناً اعتبروا فيه اجتماع المجمع المقدس الخميس الماضي الذي أقر يوم 13 آب اغسطس المقبل موعداً لانتخاب بطريرك جديد، غير قانوني لعدم توافر النصاب القانوني إزاء غياب ثلثي الأعضاء. واعتبر المطارنة قيام قائمقام الكرسي البطريركي للروم الارثقوذكس المطران كورنيليوس بعقد الاجتماع خطوة عشوائية تتنافى والاعراف المتبعة في الكنيسة. وناشدوا القائمقام ان يعقد اجتماعاً غدا بهدف اتخاذ قرار قانوني يتعلق بالمراحل المقبلة من عملية انتخاب بطريرك. ويهدد الانشقاق الكنيسة الارثوذكسية إزاء تدخل الحكومة الاسرائيلية العلني في شؤونها من خلال محاولتها فرض مرشح يخدم مصالح اسرائيل ويواصل صفقات بيع وتأجير املاك الوقف الارثوذكسي لها. وكان وزير العدل الاسرائيلي أبلغ القائمقام شطب اسرائيل اسماء خمسة مرشحين من لائحة تضمنت 15 مرشحاً لمنصب البطريرك في الوقت الذي أقرت الحكومة الأردنية والسلطة الفلسطينية اللائحة كاملة. ويدعو المطارنة المعارضون للتدخل الاسرائيلي المجمع المقدس الى عدم اعتبار الشطب الاسرائيلي، والتصويت على اللائحة بكامل اسمائها. الى ذلك، أملهت المحكمة العليا في القدس الحكومة الاسرائيلية لتقدم اليوم تبريراً لاعتراضها على المرشحين الخمسة، وذلك بناء على التماس قدمته الكنيسة وطعنت فيه ضد تدخل الحكومة في تعيين بطريرك جديد واعتباره خرقاً للحرية الدينية. ولم تكتف الحكومة الاسرائيلية بشطب اسماء المرشحين فحسب انما تواصل ممارسة الضغوط على عدد من المطارنة وتهديدهم بمعاقبتهم إذا ما أصروا على رفض التدخل الاسرائيلي. وعلم ان مستشار رئيس بلدية القدس الغربية للشؤون المسيحية شموئيل افيتار قام أول من أمس بزيارة كنيسة القيامة والتقى المطران دانيال أكبر مطارنة البطريركية سنا وطالبه بالعمل "على ألا تكون مواقف الكنيسة الارثوذكسية متعاطفة مع الشعب الفلسطيني"، وهدده باتخاذ اجراءات ضده اذا لم يتجاوب مع المطالب الاسرائيلية. وكان افيتار هدد في وقت سابق بأن أي مطران أو رجل دين ارثوذكسي لا ينصاع للقرارات والاملاءات الاسرائيلية ستسحب منه هويته أو اقامته وسيمنع من تلقي أي نوع من أنواع التأمين المحلي. وقال مصدر كبير في البطريركية ل"الحياة" ان اسرائيل تريد من خلال تهديداتها هذه الحصول على مزيد من التنازلات من الكنيسة الارثوذكسية في ما يتعلق بقضايا العقارات والأراضي والموقف السياسي من مستقبل القدس، علماً ان الكنيسة الارثوذكسية لا تعترف بالسيادة الاسرائيلية على القدسالشرقيةالمحتلة.