أكدت مصادر مقدونية مطلعة أن الوضع ظل غير مستقر في مدينة تيتوفو وضواحيها، بسبب مماطلة المقاتلين الألبان في تنفيذ اتفاقهم مع حلف شمال الأطلسي بالانسحاب من المناطق التي سيطروا عليها خلال الايام الاخيرة، بينما لا يزال النازحون المقدونيون يخشون العودة الى منازلهم لعدم وجود ضمانات أمنية لهم. نفت وسائل الاعلام المقدونية في سكوبيا امس ان يكون المقاتلون الألبان التزموا الانسحاب الكامل من المواقع التي بسطوا سيطرتهم عليها ما بعد الخامس من تموز يوليو الجاري، يوم ابرم اتفاق وقف النار بوساطة من مسؤولين من الحلف الاطلسي. وذكرت الوسائل نفسها ان الوضع لا يزال غير مستقر في مدينة تيتوفو وضواحيها، حيث سُمع اطلاق نار متفرق وسقطت قذائف هاون اطلقها "الارهابيون الألبان" قرب المواقع العسكرية لوحدات الجيش والشرطة المقدونية في ضواحي تيتوفو. وعقد رئيس "الحزب الديموقراطي لمقدونيا" توميسلاف ستويانوفسكي، مؤتمراً صحافياً في تيتوفو امس، ذكر فيه "أن الوضع لا يزال متوتراً في كل المناطق التي احتلها الارهابيون، بسبب بقائهم فيها، على رغم ادعائهم الانسحاب، ما يجعل من الصعب على النازحين المقدونيين العودة الى ديارهم في تيتوفو وضواحيها ومزاولة حياتهم الاعتيادية". وأضاف: "أن غالبية الارهابيين لم ينسحبوا من المناطق التي احتلوها، وإنما نزعوا بزاتهم العسكرية وارتدوا ملابسهم المدنية، وواصلوا التحرك بسلاحهم ونشر الترهيب والتهديد". وفي سكوبيا، رصدت "الحياة" أمس مئات المقدونيين الذين نزحوا من منطقة تيتوفو، وهم لا يزالون في جراراتهم وعرباتهم امام الساحة المقابلة لمبنى البرلمان، حيث يقع جناح مقر رئيس الجمهورية بوريس ترايكوفسكي. وأفاد "الحياة" زوران ستيفانوفسكي، وهو أحد النازحين من قرية ليشوك قرب تيتوفو، أن المقاتلين الألبان لا يزالون يتحركون على مسافة امتار عدة من منازل المقدونيين في القرى الواقعة في ضواحي تيتوفو "وأن 80 نازحاً كانوا ذهبوا في حافلتين مع مسؤولين من الحلف الأطلسي ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبية لاستطلاع الوضع عادوا ادراجهم الى سكوبيا، لعدم توافر متطلبات الأمن لهم". وكان حوالى 8 آلاف شخص من السلافيين المقدونيين، فروا من منازلهم في تيتوفو وضواحيها، عقب الاشتباكات الأخيرة وانتقلوا الى سكوبيا، وأثاروا، بالاشتراك مع متشددين مقدونيين، اعمال شغب ضد الكثير من مؤسسات الدول الغربية السياسية والتجارية في العاصمة. ومعلوم أن الاتفاق الذي أبرمه حلف شمال الأطلسي مع المسؤول السياسي ل"جيش التحرير الوطني" الألباني علي احمدي، قضى بانسحاب المقاتلين مسافة 500 متر من آخر منزل في القرى التي سيطروا عليها، كمرحلة اولى لانسحابهم الكامل الى المواقع التي كانوا فيها عند تنفيذ اتفاق وقف النار. وتضاربت الأنباء امس عن استئناف المحادثات في شأن المطالب الألبانية الخاصة بالتعديلات الدستورية، في مدينة تيتوفو، على ما كان أُعلن أول من امس، إثر جهود كثيفة بذلها كل من منسق الشؤون الأمنية والخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا والأمين العام للحلف الاطلسي جورج روبرتسون، وتأكيدهما في مؤتمر صحافي "ان العملية السياسية ووقف النار، عادتا الى مسارهما الصحيح المطلوب، بعدما نُزع فتيل اندلاع حرب مدمرة". وذكرت معلومات حكومية "انها يمكن ان تستأنف مساء امس الجمعة في تيتوفو"، بينما توقعت مصادر اعلامية مطلعة ان تؤجل الى اليوم السبت. وأفادت محطة تلفزيونة خاصة ان المشكلة التي اوصلت المحادثات سابقاً إلى طريق مسدود لا تزال باقية والخاصة بالمطلب الالباني لاعتبار اللغة الالبانية لغة رسمية ثانية الى جانب المقدونية في كل البلاد، إضافة الى الصلاحيات المستقلة عن السلطات المركزية في سكوبيا.