} عاشت اندونيسيا أمس يوماً عادياً لم يعكر صفوه أي حادث يذكر، وانصرفت خلاله الرئيسة الجديدة ميغاواتي سوكارنو بوتري الى استشارات في شأن التشكيل الحكومي، وتتهيأ اليوم لمواجهة أول اختبار سياسي بانتخاب نائب لها، في وقت التزم سلفها عبد الرحمن وحيد الصمت داخل القصر الرئاسي. جاكرتا - أ ف ب، رويترز - بدأت الرئيسة الاندونيسية الجديدة ميغاواتي سوكارنو بوتري مشاورات لتشكيل حكومة ائتلافية في أجواء من التهدئة غداة إقالة الرئيس عبد الرحمن وحيد الذي لايزال مقيماً في القصر الرئاسي، وسط جاكرتا. واستقبلت ميغاواتي الكثير من الزوار في مكاتب نائب الرئيس، بينهم الجنرال سورويو بيمانتورو الذي حاول وحيد اقالته من منصبه قائداً للشرطة، ووزير الامن السابق سوسيلو بامبانغ يودويونو. ومن المتوقع ان تعين ميغاواتي 54 عاماً ابنة الرئيس سوكارنو، مؤسس أندونيسيا، مجلس وزراء جديداً خلال أيام، وستبدأ بمعالجة المشكلات السياسية والاقتصادية التي جعلت اندونيسيا واحدة من أكثر الدول الآسيوية اضطراباً. وفي المقابل، لا يزال وحيد يقيم في القصر الرئاسي، وإن بدا أن صفحة حكمه الذي استمر 21 شهراً طويت نهائياً. وقال الناطق باسمه ادي مساردي: "لا يزال وحيد مقتنعاً انه لا يزال رئيساً، من وجهة نظر القانون والحق، إلا ان ثمة رئيساً آخر في البلاد بسبب عملية ديموقراطية مضللة". ومن المقرر ان يجتمع مجلس الشعب الاستشاري الذي عين ميغاواتي، ثانية اليوم، لانتخاب نائب جديد للرئيس، وهو اختيار مهم من أجل استقرار زعامتها وتحديد شكل فريقها. ورحبت الصحف بتولي ميغاواتي الرئاسة. وقالت صحيفة "جاكرتا بوست": "انه وقت ميغا". الا انها أضافت ان الوقت حان لكي تصلح الامور بينها وبين وحيد. وأفادت صحيفة "ميديا اندونيسيا" ان على ميغاواتي التعامل مع وحيد في شكل مناسب... يجب ان تتعلم هذه الأمة كيف تحترم زعماءها". وساد الهدوء جاكرتا اليوم، وكذلك جاوة الشرقية، معقل انصار وحيد الذين تعهد بعضهم الموت من أجله، الا ان الزعماء الاسلاميين هناك حثوا الجميع على التزام الهدوء. ومن المقرر ان تزور ميغاواتي قبر والدها في جاوة الشرقية، ما اثار المخاوف من اندلاع اعمال عنف. وهيمنت الاحداث في اندونيسيا على اجتماع غير موسع لمجموعة "اسيان" انتهى أمس، رحبت في بيان رسمي، في ختامه، بانتخاب ميغاواتي، وأعربت عن املها ان يكون توليها الرئاسة ايذاناً باستتباب الاستقرار السياسي والاسراع في النهوض الاقتصادي. ووصل وزير الخارجية الأميركية كولن باول إلى هانوي أمس للمشاركة في اجتماعات آسيان الموسعة. وهذه أول مرة يزور باول فيتنام بعد مشاركته في الحرب فيها، مطلع السبعينات. ووجه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز أمس برقية تهنئة الى ميغاواتي، عبر فيها عن "أصدق التمنيات في تحقيق كل ما يطمح اليه شعب اندونيسيا من رخاء وازدهار". ووجه ولي العهد السعودي الامير عبد الله بن عبدالعزيز أيضاً برقية تهنئة الى ميغاواتي للمناسبة نفسها، متمنياً لها "التوفيق الدائم فى تحقيق كل ما يتطلع اليه الشعب الاندونيسي".