جاكارتا - د ب أ - لا شك في أن زعيمة المعارضة الاندونيسية ميغاواتي سوكارنو بوتري البالغة من العمر 53 عاماً والمعروفة بهدوئها، هي المرأة الأكثر شعبية في البلاد. وتنتشر صور ميغاواتي المعروفة بلقبها "ميغا" في كل مكان في غالبية الجزر الأندونيسية البالغ عددها 17 ألف جزيرة. وتجدها على الاعلام والقمصان والبطاقات والصحف وحتى البطاقات التليفونية. غير أن الشخصية الحقيقية لميغاواتي، لا تزال لغزاً يحير عقول الكثير من الاندونيسيين. وفاجأت ميغاواتي النخبة السياسية في جاكارتا في السابع من حزيران يونيو الماضي عندما فاز حزبها بأكثر الأصوات في الانتخابات البرلمانية، علماً بأنها ابنة مؤسس الجمهورية الاندونيسية الرئيس سوكارنو. ويعتبرها الاصلاحيون من أمثال أمين ريّس من المحافظين. وقادت حزب النضال الديموقراطي الذي ترأسه إلى نصر مباغت على بقية الاحزاب بعد حصوله على 34 في المئة من الاصوات. وقبل أعوام، كانت ميغاواتي أبرز ضحايا القمع السياسي الذي مارسه نظام الرئيس سوهارتو الذي أدرك انها غريمة يخشى جانبها ودبر خطة اطاحتها من رئاسة الحزب عام 1996. وتحولت "ميغا" بفضل النضال الذي خاضته ضد سوهارتو إلى بطلة شعبية، خصوصاً في أوساط المحرومين. وترعرعت ميغاواتي وهي من مواليد الثالث والعشرين من كانون الثاني يناير 1946، في قصر مرديكه الرئاسي بالعاصمة. وكان والدها ذو سلطات غير محدودة سياسياً، بعدما أعلن الاستقلال عن الاستعمار الهولندي في السابع عشر من آب أغسطس 1945. غير أن الجنرال سوهارتو قام في شباط فبراير عام 1967 بتنحية سوكارنو اليساري. ولذا فإن عودة ميغاواتي إلى كرسي الحكم كرابع رئيس للبلاد منذ الاستقلال لا تعد نصراً سياسياً فحسب، بل شخصياً أيضاً.