1 - أطفال الروضة يحتجون على المعلمة حمامة. حمامتان. ثلاث. طارت الأولى والثانية... الثالثة في يد الجدة سمية. الجدة سمية مع الحمامة الثالثة مع الخروف الأبيض والكلب ذي العين المنقطة بالسواد والأرنب المرسوم على صفحة القمر داخل إطار اللوحة... ذهب الرسام الصغير وظلت خطوطه المستقيمة الخالية من الظلال، وألوانه الصارخة غير الممزوجة، معلقة على الجدار. سقط السقف. سقطت الحيطان الثلاثة. ظل الحائط الرابع وظل المسمار مغروساً به بكل قوة. جاء الجنود والدبابات والقنابل وظل الجدار وظل المسمار وظلت اللوحة. تسعة أشهر مرت على موت الرسام الصغير، تسعة أشهر والجيوش تحاول هدم الحائط الرابع، أعطى القائد الأمر بترك الحائط، وعدم إهدار الوقت. الجدة سمية لم تحتمل الاهتزازات. سقطت من اللوحة. بعد الجدة سمية لم يجد الخروف من يطعمه. أكل أرضية اللوحة الخضراء. منظر الخروف بعد أكل الحشيش جعله يبيت في بطن الكلب... في اليوم الثلاثين من الشهر تزحلق الأرنب من اللوحة. احتج الأطفال على المعلمة، وطلبوا إعادة القصة بإحياء الرسام الصغير. 2 - لن تتكرر... لكنك اعتدْتَ معجون الحلاقة يغطي وجهك، وقبلُ تمرُّ وفرشاة الأسنان كخنجر يدمي لثتك. كم الساعة الآن؟ تأخرت كثيراً. ليتك تنتبه الى الماء. صفات الماء أن لا رائحة ولا طعم ولا لون له، صفات كلها متحققة في مائي. ليتك تنتبه للباب المفتوح، فيكون سبيلاً لترى الماء. الوقوف على حافة الباب طريقة نحن هنا. فعلاً نجحت. - آي، أصابعك الخمس كالنشاب، تكفي اصبع واحدة لدفعي... الماء. الماء. حسناً الباب. الباب. اقفل الباب. لم تتركه مفتوحاً. البارحة ليلاً عدت مجهداً، فنسيانه مغفور. لكن الآن؟! لن أخيب ظنك بي. ليتك جددت الماء. لا عدتَ سالماً. كذا تخرج ومائدة طعامك كلوحة فان غوغ مائدة الطعام. سؤال واحد. لو اني أقف معك في المحكمة. لم تدلق كوب الشاي على المائدة كل مرة. صفان من البعوض، صف محتقن بالكافيين يخرج من قعر كوب الشاي، وصفّ حول مائي يرقص السامبا احتفالاً بدمي؟ المحكمة ستحكم بالإعدام على البعوض وإطلاق سراحك. - هيه، يا من أسفل الشقة. يا من على الشجرة. من يأتي يجدد الماء؟ باب الشقة مقفل. لكن النافذة مفتوحة ها أنذا أقف عليها، أيضاً باب القفص مفتوح. تطيرون من الشجرة. تدخلون من النافذة. تسحبون صحن الماء. تضعون غيره. * كاتبة سعودية.