صنعاء - "الحياة" -أصدرت محكمة البدايات الجزائية اليمنية أحكاماً مشددة تضمنت السجن فترات تراوحت بين 4 سنوات و15 سنة لأربعة أشخاص دينوا بالقاء متفجرات على مبنى السفارة البريطانية في صنعاء في 13 تشرين الأول اكتوبر الماضي. وقضت المحكمة بالسجن 15 سنة لكل من المتهمين الأول أبو بكر جعيول والثاني أحمد مسعود مشرف، وست سنوات للمتهم الثالث سلام سالم أبو جاهل، وأربع سنوات لفارس صالح طاهر. وتضمنت الأحكام الزام الأربعة بدفع قيمة الأضرار التي لحقت بمبنى السفارة وبالمنازل المجاورة. وأعلن رئيس المحكمة حسين علوان ان المتهمين الأول والثاني اعترفا بذنبهما، فيما أنكر الثالث والرابع الاتهامات الموجهة اليهما. وشدد على أن الأول والثاني القيا المتفجرات الى باحة مبنى السفارة بواسطة حبل، في حين تولى المتهمان الآخران مهمة الحماية وتغطية مسرح الجريمة. وأكدت المحكمة ان الأربعة شاركوا في العملية وأن جعيول ومسعود مشرف هما المدبران الرئيسيان اللذان كانا بررا الاعتداء بالرد على ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة باعتبار أن "بريطانيا هي التي زرعت اسرائيل في جسد الأمة العربية"، كما أكدا تأثرهما بمقتل الطفل الفلسطيني محمد الدرة برصاص اسرائيلي. وقررت المحكمة إحالة أحمد مسعود مشرف على التحقيق في قضية الشروع في تفجير قرب منزل اللواء حسين عرب وزير الداخلية السابق الذي أصبح عضواً في مجلس الشورى. وكان مشرف ذكر في اعترافاته انه اشترك مع أحد أفراد الحراسة الخاصة باللواء عرب في زرع عبوة ناسفة شديدة الانفجار في مكان يبعد عن منزل الوزير السابق 150 متراً، بهدف تفجيرها عن بعد، لكن شريكه أبلغ سلطات الأمن فأبطلت مفعول العبوة. وتلقى المتهمون الأربعة الأحكام بهدوء، ولم تبد على وجوههم أي علامة انزعاج، بل ان جعيول ومشرف ابتسما للصحافيين، وقبلت المحكمة طلب الأول باسمه وباسم زملائه الاستئناف. ومن المقرر أن يحاكم الأربعة قريباً في عدن في قضية تفجيرات رأس السنة، والتي استهدفت مبنى الكنيسة في التواهي و"فندق عدن كونتيننتال" ومكتب فرع وكالة الأنباء اليمنية، وكان المتهمون اعترفوا في سياق التحقيقات في تفجير السفارة البريطانية بأنهم خططوا لتلك التفجيرات ونفذوها. ويعتبر جعيول الذي كان يعمل مديراً لإحدى مديريات محافظة صنعاء الرأس المدبر، علماً أن مشرف كان موظفاً في الجيش، وسلام سالم أبو جاهل موظفاً لدى جهاز الأمن السياسي المخابرات، أما فارس طاهر فهو طالب في الثانوية العامة.