في تطور خطير ومثير لقضية تفجير السفارة البريطانية في صنعاء العام الماضي، فجّر احد المتهمين الرئيسيين "قنبلة" باتهامه وزير الداخلية السابق اللواء حسين محمد عرب عضو مجلس الشورى حالياً بأنه كان على علم سابق بسلسلة التفجيرات التي وقعت في عدن عشية رأس السنة الميلادية الماضية، وكان مطلعاً قبل يومين على التفاصيل وأسماء المنفّذين. وقال المتهم الثاني في تفجير السفارة البريطانية وتفجيرات رأس السنة في عدن احمد مسعود علي مشرف امام هيئة المحكمة الجزائية التي استأنفت امس جلساتها برئاسة القاضي محسن علوان، بأنه اتفق مع الوزير السابق للداخلية، عبر مرافقه الخاص هادي عبدالله مسعود، على وضع عبوة ناسفة امام منزل الوزير بهدف توريط المتهم الرئيسي في تفجير السفارة البريطانية ابو بكر سعيد جعبول في محاولة تفجير منزل عرب، في مقابل تخليصه المتهم مسعود من قضية تفجير السفارة البريطانية. وكان مشرف اكد في الجلسة الماضية امام المحكمة بأنه يوافق على كل أقوال جعبول الذي أقرّ بالاعترافات المدوّنة في محاضر النيابة والأمن في الجلسة السابقة. غير انه، في ردّه على اسئلة رئيس المحكمة بعد قراءة محاضر الاعترافات، سجل اعتراضه على ما وصفه بتزوير واضافات الى اقواله الحقيقية "لأنهم أرغموني على الأقوال والتوقيع على المحاضر وانا مربوط العينين بشاش ابيض من قبل رجال المباحث الجنائية". وأقرّ بمسؤوليته عن تفجيرات عدن، موضحاً انه سلّم نفسه بعدها الى اللواء عرب، ثم حذا حذوه زميله جعبول الذي استسلم هو الآخر. وكان رجال الامن في عدن فشلوا في القبض عليهما وعلى اثنين من رفاقهما هما علي ناصر عوض الشيبة وأنيس العولي بعد ايام على تفجيرات رأس السنة. وجرى بينهم تبادل لإطلاق النار اصيب فيه الشيبة بجروح وقُبض عليه وفرّ الباقون. وتابع مشرف سرد اعترافاته متهماً وزير الداخلية السابق بأنه كان على علم بموعد التفجيرات في عدن والمواقع المستهدفة والمنفّذين. وقال: "لقد أطلعته بنفسي على كل التفاصيل واتفقنا". وكان ممثل النيابة العامة حاول تجاوز اقوال المتهم اثناء تلاوته محاضر التحقيقات، وما يتعلق منها بوزير الداخلية السابق، وتعرض لها بسرعة. غير ان القاضي محسن علوان فتح الباب على مصراعيه امام المتهم ليقول ما يريد عندما وجّه اليه الاسئلة عن علاقته باللواء عرب وصحّة اقواله في محاضر التحقيق التي كان أدلى بها الى النيابة العامة اثناء وجود عرب في منصبه وزيراً للداخلية. وستأخذ القضية في ضوء هذا التطور أبعاداً جديدة خطيرة ومثيرة على الصعيدين السياسي والقضائي، خصوصاً اذا ثبتت صحة معلومات المتهم مشرف عن علاقته بوزير الداخلية السابق الذي يفترض انه المعني اساساً بمكافحة الارهاب ونشاطات الجماعات الاسلامية المتشددة والمحظورة التي ينتمي اليها المتهم ورفاقه الجهاد. وطرح هذا التطور تساؤلات كثيرة عن مدى علاقة اقوال المتهم بإزاحة اللواء حسين عرب من الحكومة الجديدة قبل بضعة اشهر، وهو المعروف بقوة نفوذه داخل المؤسسة الامنية. ولم تستبعد اوساط سياسية وقضائية ان تنعكس هذه القضية على قضايا اخرى مماثلة تتعلق بنشاط الجماعات المتشددة في اليمن وحوادث التفجيرات التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة، خصوصاً في المحافظات الجنوبية والشرقية. وفي هذا السياق تمسك امس جعبول المتهم الرئيسي في تفجير السفارة البريطانية بصنعاء باعترافاته السابقة، غير انه اكد شراءه أربعة صواريخ "لو" من سوق السلاح في منطقة جحانة 60 كيلومتراً شرق العاصمة وانه استخدم الديناميت في الهجوم على مبنى السفارة، واستخدم احد الصواريخ في ضرب فندق "يمن كونتيننتال بعدن عشية رأس السنة الماضية، وتخلّص من الصواريخ الباقية في مياه شواطئ شقرة بمحافظة أبين، مؤكداً ان هدفه كان "الانتقام لضحايا المجازر الاسرائيلية ضد الفلسطينيين ومحاربة التبشير النصراني في اليمن والدفاع عن القيم الاسلامية". وقرر القاضي استئناف المحاكمة اليوم.