اخترق "تلفزيون الشباب" التابع لعدي النجل الاكبر للرئىس صدام حسين حظراً كان يمنع بموجبه ظهور رموز النظام الملكي الذي اطيح في 14 تموز يوليو 1958، في انقلاب دموي قتل فيه معظم افراد العائلة المالكة، اضافة الى الزعيم السياسي البارز نوري السعيد الذي كان يوصف بأنه "رجل بريطانيا"، وتولى رئاسة الحكومة في العراق اكثر من عشر مرات بين 1928و1958. وبث التلفزيون اول من امس برنامجاً في عنوان "ملفات أمام القضاء" ظهر فيه السعيد والملك فيصل الثاني الذي قتله ضباط وجنود هاجموا "قصر الرحاب"، اضافة الى نساء واطفال فيما كان مصير الامير عبدالاله الوصي على العرش "اكثر دموية" إذ سحلته "الجماهير الغاضبة". وأورد البرنامج نقداً عنيفاً لسياسة نوري السعيد مؤكداً "موالاته لبريطانيا والولايات المتحدة ومناهضته الامة العربية". وللمرة الثانية خلال عشر سنوات تتعرف أجيال من العراقيين الى نوري السعيد وفي المرة الاولى من خلال فيلم "الملك غازي" الذي عرض في بغداد عام 1992 ورسم "صورة مقبولة" لنوري السعيد بحسب اداء المخرج العراقي فيصل الياسري، واظهرت "أبو صباح" كما يكنيه العراقيون صاحب "مفهوم خاص في تحديد مصلحة البلاد يقوم على علاقة وثيقة مع بريطانيا"، ما جعله على النقيض من الملك غازي ذي "التوجهات القومية والوطنية" التي يراها السعيد "نهجاً متطرفاً يجر العراق الى الويلات".