القاهرة - رويترز - تحتفل مصر هذه الايام بمرور 150 عاماً على توقيع عقد انشاء اول خط للسكك الحديد في افريقيا والمنطقة العربية الذي ربط بين مدينتي الاسكندريةوالقاهرة. وبعد 21 عاماً تقريباً على تسيير اول خط للركاب في انكلترا والعالم بين مدينتي مانشستر وليفربول في شمال انكلترا وبالتحديد في يوم 12 تموز يوليو عام 1851 وقع خديوي مصر عباس الاول مع البريطاني روبرت ستيفنسن نجل جورج ستيفنسن مخترع القاطرة الحديد عقداً بقيمة 56 الف جنيه انكليزي لانشاء خط حديدي بين العاصمة المصرية والاسكندرية بطول 209 كيلومترات. ونص العقد الذي تحفظ نسخته الاصلية في متحف سكك حديد مصر على ان يدفع المبلغ على سبعة اقساط قيمة كل منها ثمانية الاف جنيه انكليزي وان يتم التنفيذ في غضون ثلاثة أعوام بشرط ان توفر مصر العمال والاطباء والادوية والخيام للمشروع. وكان من المتوقع ان تدخل السكك الحديد مصر في وقت اقرب لكن التنافس التاريخي بين فرنسا وانكلترا لعب دوراً في تأجيل انشاء السكك الحديد في مصر لمدة 17 عاماً تقريباً. وكان اول من فكر في انشاء السكك الحديد محمد علي مؤسس الاسرة العلوية في مصر في عام 1834 باقتراح من جانب الانكليز. وقال رشاد عبدالسلام مدير متحف الهيئة القومية لسكك حديد مصر ان انكلترا عرضت على محمد علي انشاء خط بين السويسوالقاهرة ليكون حلقة الاتصال بين اوروبا والهند. ووصلت الى مصر بالفعل كميات من القضبان الا ان فرنسا التي كانت تسعى لتنفيذ مشروع قناة السويس اقنعت والي مصر بان بريطانيا تهدف من وراء عرضها الى فصل الدولة المصرية عن العالم الاسلامي فتراجع عن الفكرة. وأضاف عبدالسلام ان عام 1854 شهد تسيير اول قاطرة على الخط الحديدي في مصر بين الاسكندرية ومدينة كفر الزيات في منطقة الدلتا، مشيراً الى ان عربات القطار كانت تعبر مياه النيل في المدن المختلفة بواسطة المعديات قبل انشاء الجسور الحديدية على المجرى المائي. واكتمل الخط الحديدي بين القاهرةوالاسكندرية عام 1856 وبعد عامين افتتح خط بين العاصمة المصرية والسويس ثم بدأ انشاء خط القاهرة بورسعيد بعد عامين اخرين. ولم يشرع في انشاء خط حديدي في صعيد مصر الا في عام 1867. ويقدم متحف الهيئة القومية لسكك حديد مصر الذي انشىء في عهد الملك فؤاد الاول عام 1933 في جانب محطة مصر بانوراما شاملة عن السكك الحديد من خلال المئات من المقتنيات الاصلية والوثائق والنماذج والصور.