شن الرئيس العراقي صدام حسين هجوماً عنيفاً على الولاياتالمتحدة، معتبراً انها "امبراطورية ستنهار وهي واقفة"، لأنها تتصرف "بعنجهية وغباء حتى مع أصدقائها"، فيما أعلنت روسيا أمس انها ستتعاون مع واشنطن "داخل مجلس الأمن" للتوصل الى اتفاق على الخلاف بينهما حول العراق. وسيبدأ خبراء صينيون قريباً تنفيذ عقد لإقامة شبكة للهاتف النقال وقع عام 1999 مع بغداد. وكانت الولاياتالمتحدة تخلت عن معارضتها هذا العقد وغيره من العقود المتعلقة بالاتصالات قبل أيام من موافقة بكين على مشروع "العقوبات الذكية". قال الرئيس صدام حسين في حديث مع كبار المسؤولين في حزب البعث الحاكم الذين قدموا لتهنئته بذكرى تولي الحزب السلطة في 1968: "لم نقرأ في التاريخ عن اي امبراطورية حتى في الازمنة الغابرة لم تحافظ على نعمتها وعلاقاتها مع الناس بالمستوى الذي تصرفت فيه اميركا بعنجهية وغباء وروح غاشمة". واضاف انها "بلا انصاف ولا حكمة ولا قاعدة عدل انساني تنطلق منها، بمعنى الاحساس بالدور في خدمة الانسانية اذ ليس لديها غير القوة والتكنولوجيا ... عندما تخرج عن محورها قليلا ستنهار المعادلة كلها". وتابع ان سيطرتها "على العالم لم تستمر سوى عشر سنوات منذ انهيار الاتحاد السوفياتي السابق ولو كان لديها قدر من الحكمة لأمكنها ان تمد في هذا الموضوع زمناً اطول كما كان يحصل في الامبراطوريات التي عاشت مئات السنين". واكد ان واشنطن "لم تستخدم الحكمة ليس في العراق فحسب بل حتى في علاقاتها مع الناس الذين تسميهم اصدقاء ... وتمسك بالمطرقة بيدها وتضرب الظهور بدون اي انصاف حتى مع من تسميهم اصدقاء في ابسط الامور". وذكر مثالا على ذلك "انهم الاميركيين يعلنون في واشنطن ان التحقيق يجب ان يكون كذا وكذا في البلد الفلاني وان المتهمين هم فلان وفلان". ورأى ان "هذا التصرف غريب لم يسبق ان حصل ويؤدي الى فضائح متكررة". في روما قال وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف أمس ان بلاده ستتعاون مع الولاياتالمتحدة في محاولة للتوصل الى اتفاق جديد على العقوبات المفروضة على العراق. وأضاف: "اتفقنا على تعزيز تعاوننا الوثيق بما في ذلك تعاوننا داخل مجلس الأمن لكي نتوصل الى الاتفاق على حل" للخلاف الراهن. وأدلى ايفانوف بتصريحاته بعد اجتماع استمر ساعتين مع كولن باول وزير الخارجية الأميركي. وقال ان الاجتماع تضمن "مناقشات تفصيلية للتسوية العراقية". وجرت المحادثات قبيل اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة الثماني في روما. الى ذلك ذكرت صحيفة "الاعلام" العراقية ان خبراء صينيين سيصلون الى بغداد قريباً لتنفيذ عقد لاقامة شبكة للهاتف النقال وقع في 1999، بعد موافقة لجنة العقوبات الدولية عليه. وأضافت الصحيفة الاسبوعية ان الخبراء الصينيين "سينصبون المنظومة الخاصة باستخدام الهاتف النقال بعد تأخير دام أكثر من سنتين". واوضحت ان المشروع الذي يفترض ان يستغرق تنفيذه 10 اشهر "يؤمن 25 الف خط على ان يتم توسيع العقد الى مئة الف خط في المرحلة اللاحقة". وكانت صحيفة "واشنطن بوست" ذكرت في السادس من الشهر الجاري ان أميركا افرجت عن عقود تجارية مجمدة لدى الاممالمتحدة ابرمتها الصين مع العراق وتبلغ قيمتها ثمانين مليون دولار لتأمين دعم بكين لتعديل نظام "العقوبات الذكية".. واضافت ان الولاياتالمتحدة تخلت عن معارضتها العقود المتعلقة بقطاعي الاتصالات والنفط قبل ايام قليلة من موافقة بكين الرسمية على مشروع تعديل العقوبات. ووقع العراق في نيسان ابريل 1999 العقد المتعلق بالهاتف النقال الذي تبلغ قيمته 28 مليون دولار مع شركة "هوا وي" الصينية. كما وقع عقداً آخر في قطاع الاتصالات مع شركة "الكاتيل" الفرنسية تبلغ قيمته ستين مليون دولار في كانون الاول ديسمبر 1998، لتجديد شبكته الهاتفية التي الحقت بها الغارات الجوية خلال حرب الخليج 1991 اضراراً بالغة.