قال الرئيس البولندي السابق ليخ فاونسا انه "سعيد بالهزيمة السياسية التي مني بها الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف على رغم الاعجاب الذي أكنّه لشخصه". وأضاف: "لولا هذه الهزيمة لما كان لألمانيا ان تتوحد" لأنه كان يسعى الى تجديد الشيوعية. جاء كلام فاونسا في حديث الى "الحياة" في مدينة جيفوني الجنوبية الايطالية، لدى استلامه جائزة تقديرية من الدورة الحادية والثلاثين لمهرجانها لسينما الاطفال الذي يستمر حتى الأحد المقبل، وهي الجائزة التي منحت قبل ثلاث سنوات لغورباتشوف نفسه. تعتبر نفسك منتصراً وغورباتشوف مهزوماً. لكنك منيت بخسارة انتخابية فادحة في ثاني انتخابات تجرى في بولندا. ألا تعتقد أنك شبيه بغورباتشوف في كل شيء بما في ذلك في جائزة نوبل التي منحت لكما، كدعوة الى الانسحاب من المشهد السياسي؟ هذه وجهة نظرك، أنا فضولي لمعرفة السبب الذي يدفعك الى اعتبار خسارتي الانتخابية هزيمة. الخسارة في الانتخابات ليست هزيمة، أنا لم أكافح من اجل شخصي، بل من اجل الديموقراطية. انتصرت في ثورتي على الشيوعية، وسيعترف العالم وقتاً ما بما أنجزت... بالضبط، كما سيعترف العالم لغورباتشوف بما أنجز. أنا معجب بشخصية غورباتشوف، لكنني سعيد جداً بأنه لم يتمكن من انجاز برنامجه السياسي. كان يحاول من خلال "بيريسترويكا" و"غلاسنوست" اعادة تجديد الشيوعية. غورباتشوف لم يكن يمتلك، على رغم أهميته، بعداً سياسياً وقراءة جيدة للأحداث، اذ كان يتوقع ان جدار برلين سيظل قائماً قرناً آخر. هل تؤدي الاحتجاجات المتوقعة في جنوى الى ثورة... على العولمة؟ العولمة لا مناص منها. وعلى هؤلاء ان يحتجوا بأساليب ديموقراطية، وإذا كانوا ضد العولمة فعليهم ان يتخلوا عن كل ما تتيحه. عليهم مثلاً ان يتخلوا عن هواتفهم النقّالة وألا يستخدموا كل ما تتيحه ثورة المعلومات. ولكن ألا يبدو غريباً أنك تعترض على الاحتجاج، وقد كان الاحتجاج الجواد الذي اعتليته خلال اضرابات نقابة "التضامن"؟ إن هؤلاء يتمردون على حكومات منتخبة ديموقراطياً، أما نحن فكنا نكافح الشيوعية. سيد فاونسا من أين تنبع كراهيتك للشيوعية؟ كانت الشيوعية تحجر على الحرية، وقد قتلت روح المبادرة وكان علينا ان نغيرها من خلال الفعل الثوري والإيمان. إذاً انت ترى ان الشيوعية انتهت الى الأبد. انتهت الى الجحيم. وبما أنني سأكون من سكان الجنة لن أواجه خطر لقاء لينين وستالين.