بون، سيدني - "الحياة"، رويترز - أطلق سكان أرخبيل في المحيط الهادئ نداء استغاثة عبر شبكة انترنت، لانقاذ جزرهم التي تغرق تدريجاً في المياه التي ترتفع، باطراد، بفعل ارتفاع حرارة الأرض. ويأمل هؤلاء اليائسون بان يصل نداؤهم إلى مؤتمر برلين العالمي للبيئة، لعل المؤتمرين يتفقون على إجراءات لعلاج ظاهرة الاحتباس الحراري. ويسكن نحو 500 شخص هذه الجزر التي بدأت شواطئها الرملية تغرق في البحر، فيما تسللت المياه المالحة الى ينابيعها. وبلغ ارتفاع أعلى نقطة فيها ما لا يزيد على اربعة امتار عن سطح البحر. وقال احد سكان جزيرة تاكوو في الأرخبيل المنكوب ان "اعادة توطين سكانها سيكون امراً لا مفر منه، ما دام البحر مستمراً في الارتفاع". وكان الارخبيل الذي يضم 13 جزيرة تعرف باسم جزر مورتلوك ولا تزيد مساحتها على كيلومتر مربع، بدأ بالغرق في المياه قبل بضع سنوات، وترافق ذلك مع اضطرار السكان الى نقل منازلهم من مكان الى آخر، فيما لم يعد هناك سوى قطعة ارض واحدة صالحة للزراعة في الارخبيل بكامله. ويأمل سكان الارخبيل بايصال صوتهم الى المشاركين في المؤتمر العالمي للبيئة في مدينة بون المتكئة على ضفتي نهر الراين، خصوصاً الى مندوبي جارتهم اليابان التي يسود قلق من موقفها المراعي للولايات المتحدة. ويستمر المؤتمر المنعقد تحت رعاية الأممالمتحدة أسبوعين، وتحضره وفود من 180 بلداً، تتمثل معظمها بوزراء البيئة فيها. وينظر المهتمون بالبيئة إلى اليابان، آملين بان تصمد في وجه ضغوط إدارة الرئيس جورج بوش التي تسعى إلى دفن معاهدة كيوتو في شأن الحد من ارتفاع حرارة الارض الناجم عن تراكم غازات الصناعة وعوادمها. ويتهدد الفشل المؤتمر، مثلما كان مصير قمة مشابهة عن البيئة عقدت في لاهاي، خريف العام الماضي، بفعل رفض الولاياتالمتحدة التقيد ببنود معاهدة كيوتو وخفض انبعاث عوادم الصناعة إلى معدل يقل بنسبة .25 في المئة عما هو الآن، على رغم خطورة ظاهرة ارتفاع حرارة الأرض. وقبل أسابيع، صدر تقرير علمي بارز عن "المجموعة الدولية الحكومية عن تغييرات المناخ"، أكد أن الأرض تسارعت سخونتها خلال القرن الماضي، على نحو لم يكن مألوفاً خلال الألفية الثانية كلها. ولاحظت هذه المجموعة أن القرن العشرين شهد ارتفاعاً في حرارة الأرض بلغ نصف درجة مئوية، وارتفاعاً لمياه البحار بمعدل 25 سنتيمتراً. وتهدد هذه الأمور بتفاقم مشكلة التصحر وشح المياه واجتياح البحار مناطق في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، في مقابل تزايد برودة النصف الشمالي منها إلى حد الغرق في عصر جليد جديد.