جنيف - أ ف ب - دعا الامين العام للامم المتحدة كوفي انان في جنيف أمس الى اطلاق جولة جديدة من المفاوضات التجارية "تتركر بشكل حقيقي على التنمية" في دول منظمة التجارة الدولية، محذراً من ان "الخطر الاكبر" الذي يتهدد التجارة العالمية يتمثل في "صفارات الانذار التي يطلقها دعاة الحماية". وكان انان يتحدث على هامش اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للامم المتحدة والمخصص لافريقيا. وتطرق الى اجتماع وزراء التجارة من 141 دولة في منظمة التجارة الذي سيعقد في قطر في تشرين الثاني نوفمبر المقبل وسيقرر ما اذا كان سيطلق جولة جديدة من المفاوضات المتعددة الاطراف ام لا. وحذر انان من انه "لن تكون هناك عواقب اكثر مأسوية للعالم عموماً وللدول النامية خصوصاً"، من التلميح الى نظام الحماية، لافتاً الى ان "عدداً من الدول النامية بات على وشك فقدان الثقة في النظام التجاري العالمي". وأشار الى أهمية مواصلة الجهود لفتح الاسواق عن طريق اطلاق جولة جديدة من المفاوضات، "التي يفترض ان تتركز هذه المرة بصورة حقيقية على التنمية". وفي مجال دفاعه عن الدول الافريقية، حض انان الدول الغنية على خفض المساعدات التي تقدمها لمزارعيها "والتي تصل قيمتها حاليا الى بليون دولار يومياً" على حد قوله. ووجه جيمس وولفنسون رئيس البنك الدولي نداء مماثلاً الى الدول الغنية. وقال الرجلان قبل قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى التي ستعقد الاسبوع الجاري في ايطاليا ان هذا الدعم الزراعي الضخم ساهم في تكريس الفقر في الدول النامية. وستبدأ قمة الدول الصناعية الكبرى في جنوة في 20 تموز يوليو الجاري. وقالت ايطاليا التي تستضيف الاجتماع ان الزعماء سيركزون على كيفية مساعدة الدول الأكثر فقراً على الوصول الى أسواقهم كوسيلة لتخفيف الفقر. وعلى رغم تعهد الدول الغنية بتوجيه 0.7 في المئة من اجمالي انتاجها المحلي للمساعدات الخارجية، الا انها لم تقدم فعلياً سوى 0.22 في المئة. وقال رئيس البنك الدولي ان نصيب الفرد من مساعدات التنمية لافريقيا انخفض الى 19 دولاراً سنوياً في عام 1998 من 23 دولاراً في عام 1990.