سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الاعلامي ولاعب كرة اليد والحكم الدولي يفتح قلبه ل"الحياة" : الزيد : "الباب اللي يجيك منه ريح سده واستريح" ! وحكام غرب آسيا الدوليون أفضل بكثير من "الشرقيين"
منتهى طموح اي حكم هو التواجد في اكبر المحافل الرياضية آلا وهو نهائيات كأس العالم لكرة القدم، والحكم السعودي عبدالرحمن الزيد من مواليد عام 1959 في مدينة الرياض، ذاق حلاوة التحكيم في مونديال 98 في فرنسا، ويأمل بتكرار التجربة مجدداً في اليابان وكوريا الجنوبية. واعرب الزيد عن امنياته الحقيقية في تشريف الكرة السعودية خصوصاً والمملكة عموماً في هذا المحفل "اتمنى ان اتشرف للمرة الثانية في تمثيل الكرة السعودية في المونديال المقبل، اشعر انني لست بعيداً من تحقيق هذه الأمنية لكن الامر يتطلب المثابرة مني والدعم من جهات اخرى خصوصاً لجنتي الحكام المحلية والآسيوية". وعن المعايير التي يتم على ضوئها ترشيح الحكام للمشاركة في المونديال، اوضح الزيد "الأمر يرجع في الدرجة الاولى الى نجاح الحكم محلياً وقارياً، ثم في المباريات التي يديرها خارج هذه الحدود". وعما اذا كان هذا الشرط يتوافر لديه، اكد "نعم، والدليل انه اسندت اليّ ادارة مباريات قارية عدة في مناسبات مهمة، كما انني ادرت بكفاية تامة مباريات على المستوى العالمي كان اخرها لقاء البرازيل مع بيرو في تصفيات قارة اميركا الجنوبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم". اشادة واشاد الزيد بمستوى التحكيم الآسيوي عموماً "مشاركة الحكام الآسيويين في البطولات العالمية كان لافتاً للنظر، والمهم ان وجودهم اقترن بتقديم عروض ممتازة لفتت اليهم الانظار. وهم اكدوا نجاحاتهم في نهائيات كأس العالم عام 1994 في الولاياتالمتحدة عندما قاد الامارتي علي بو جسيم مباراة المركزين الثالث والرابع، وفي كأس العالم 1998 في فرنسا، وفي بطولة القارات الاخيرة على كأس الملك فهد عندما اسندت لابو جسيم ذاته قيادة المباراة النهائية". وعن الاسباب التي اهّلت التحكيم الآسيوي لاعتلاء الصدارة، اكد الزيد "يعود الفضل بدرجة كبيرة الى رئيس اللجنة فاروق بوظو، وهو يعد افضل المحاضرين الدوليين وهو قريب من حكام قارته ولا يبخل عليهم بالتوجيهات". تفوق واعترف الزيد بان حكام غرب آسيا يتفوقون على الشرقيين "يتفوق الحكم الغربي على نظيره الشرقي بسبب طبيعة المباريات التي يقودها كل حكم، فالحكم العربي تعود على نوعية خاصة من الممارسات التي يرتكبها لاعبو غرب آسيا بسبب التنافس، وعندما يأتي حكم من شرق القارة لادارة مباراة في غرب القارة فمهمته تصعب لأنه لم يعتد على تلك الاجواء، بينما اذا ذهب حكم من غرب القارة الى الشرق فانه ينجح بسبب طبيعة اداء اللاعبين وامتثالهم للروح المثالية". وابدى بعض السعوديين امتعاضهم من الحكم الياباني اوكادا بسبب مواقفه السلبية تجاه فرقهم، وعن هذا الموقف قال: "يعد اوكادا من الحكام المميزين واختير للتحكيم في مونديال فرنسا، لكن هذا لا يعني انه لا يخطىء". مسؤوليات واسندت الى الزيد مسؤوليات اخرى الى جانب عمله حكماً دولياً عندما كُلف برئاسة اللجنة الفرعية لحكام منطقة الرياض، وهو اعتبر ان هذه المهمة ستساعده كثيراً في اداء التدريبات والحضور بشكل يومي الى اللجنة "كنت في السابق لا احضر يومياً الى اللجنة على رغم انها عُرضت عليّ قبل ست سنوات ورفضت في حينه بسبب ظروفي العائلية والعملية. لكن الامر تغير وقبلت بالتكليف ما يتطلب مني المتابعة اليومية للتدريبات الاشراف على الحكام، علماً انه يتبع لمنطقة الرياض 130 حكماً ومتابعتهم جميعاً امر في غاية الصعوبة". وعن السياسة التي سيتبعها في عمله الجديد، اوضح الزيد "سنرفع عدد ايام التدريبات الى ثلاثة خلال الموسم وخمسة قبل انطلاق الموسم بغية رفع المعدل اللياقي للحكام، فالحكم السعودي عانى طوال الموسمين الماضيين من قلة المخزون اللياقي". هلال ونصر وسيستمر الزيد بعيداً من قيادة مباريات فريقه الهلال "نعم لن اقود اي مباراة يكون الهلال طرفاً فيها لأنني كنت احد لاعبي كرة اليد فيه من عام 1974 الى عام 1985. اللجنة وافقت على اعتذاري، وهي تعمل بمبدأ السلامة والمحافظة على حكامها وتطبق المثل الشعبي السعودي "الباب اللي يجيك منه ريح سده واستريح"، واضاف "لم نسلم من الانتقادات، ونحن بعيدون عن قيادة مباريات الهلال، فكيف اذا كُلفنا بتحكيم مبارياته". اماني وذكريات ويعتقد الزيد بانه وصل الى ما كان يتمناه في حياته الرياضية "بدأت حياتي الرياضية طالباً في معهد التربية الرياضية، وحصلت على الدبلوم العام عام 1978، ثم حصلت على بكالوريوس التربية الرياضية في عام 1994. تدرجت في التحكيم بدءاً من حكم مستجد 1982، ودرجة ثالثة 1983، ودرجة ثانية 1985، ودرجة اولى 1989، وحصلت على الشارة الدولية عام 1992، وسأبلغ سن الاعتزال الدولية بعد عامين". وتذكر الزيد المباراة الاولى التي ادارها "اول مباراة رسمية كانت بين النصر والبطين على مستوى درجة الشباب، لم اشعر بالرهبة حينها لأنني اعتدت مثل تلك الاجواء في اروقة معهد التربية الرياضية". ويتغنى الزيد دائماً بمشاركته في مونديال فرنسا "لا انسى هذه المحطة في حياتي قط، فعلى رغم انني قدت ثلاثة نهائيات في الدوري السعودي واثنين في كأس ولي العهد، الا ان كأس العالم له رونقه الخاص. عُينت حكماً للساحة في مباراتي بلغاريا مع باراغوي والمكسيك مع هولندا... واخترت حكماً رابعاً في اربع مباريات. تجربتي هناك اصفها بالممتازة، حاولت في المباراة الاولى اثبات وجودي لأن المباراة الاولى هي المقياس الحقيقي للحكم وتحدد مدى مضيه قدماً او توقفه عند هذا الحد، واذكر جيداً ان المراقب وهو السويدي لارسون منحني درجة عالية 8.6 من اصل 10... كنت سعيداً للغاية وحمدت الله على ذلك". ورأى الزيد ان اجمل المباريات التي ادارها هي تلك التي امتلأت مدرجات الملعب فيها باعداد كبيرة من المتفرجين "ادرت مباراة البرازيلوبيرو في تصفيات كأس العالم قبل شهرين، وحضر المباراة اكثر من 85 الف متفرج ونجحت في قيادتها، الجمهور البرازيلي لم يصمت طوال المباراة. وكنت اشعر انه يشجعني لا يشجع بلده، ومنحني المراقب الارجنتيني درجة 8.5 على حد قوله، لكن المباراة الجماهيرية التي لم تغب عن بالي هي مباراة بيروزي والاستقلال الايرانيين على ملعب ازادي اذ حضرها 120 الف متفرج قبل عامين، والجمهور الايراني لم اشهد له مثيلاً في حياتي، فهو لم يسكت ولو للحظة واحدة طوال المباراة". دفاع ونفي الزيد تهمة انه غير محبوب من قبل انصار الشباب والاهلي والنصر "النصراويون قد لا يعجبون بي بسبب ميولي، على رغم تقديري لهم والامر ينطبق على الشبابيين والاهلاويين، لكنني اذا دخلت الملعب نسيت الميول تماماً، وتفرغت للتحكيم ويشهد الله على ذلك وهذا يكفي". وعن اخفاقات الحكام الموسم الماضي اوضح الزيد "المشكلة ان الحكام تعرضوا لضغوط اعلامية وجماهيرية وادارية بسبب ان الاندية الجماهيرية هي التي لعبت في المربع الذهبي من بطولة الدوري فكانوا تحت المجهر، واي خطأ لم يكن يغتفر لهم". وبرىء نفسه من عدم احتسابه هدفاً للشباب امام الاهلي ومن ركلة الجزاء التي احتسبها للاتحاد "لا اتحمل عدم احتساب هدف للشباب امام الاهلي لأن المسؤول عن ذلك هو الحكم المساعد، وركلة الجزاء كان تقديري ووضعي اثناء المباراة يصب في صحة احتسابها". مواهب الزيد متعدد المواهب فضلاً عن نيله الشارة الدولية، كان لاعباً في كرة اليد. وله ميول صحافيه اذ يكتب تعليقاً رياضياً اسبوعياً في صحيفة الاقتصادية، وسبق له ان ترأس اللجنة الاعلامية في اتحاد كرة اليد، وعمل صحافياً متخصصاً في متابعة مباريات دوري كرة اليد في صحيفة الجزيرة لسنوات طويلة. وهو مولع بالقنص الصيد وبالرحلات البرية، وله ولدان وخمس بنات، ويعمل وكيلاً في احدى المدارس الابتدائية في الرياضمسقط رأسه.