موسكو - أ ف ب - نالت بكين شرف استضافة دورة الالعاب الاولمبية الصيفية عام 2008 في المؤتمر ال112 للجنة الاولمبية الدولية المنعقد حالياً في موسكو. وهي حصلت في الدور الثاني من عملية التصويت لاختيار المدينة المنظمة على الغالبية المطلقة من الأصوات، وهي 56 من اصل 105 اصوات لممثلي اللجان الاولمبية في العالم، في مقابل 22 صوتاً لتورونتو الكندية و18 لباريس و9 لاسطنبول التركية، علماً ان مدينة اوساكا اليابانية خرجت من التصويت الاول. وباتت بكين ثالث مدينة آسيوية تحتضن دورة الالعاب الاولمبية الصيفية بعد طوكيو عام 1964 وسيول عام 1988، فعوضت بالتالي اخفاقها في استضافة اولمبياد عام 2000 امام مدينة سيدني الاسترالية بفارق صوتين فقط في الجولة الرابعة، علماً انها كانت متقدمة عليها في الجولات الثلاث الاولى. ويحظى ملف بكين بدعم كامل من الحكومة والشعب الصينيين 95 في المئة. وهو يرتكز على مشروع تشييد صرح هائل يطلق عليه اسم "اولمبيك غرين" في شمال العاصمة. وتعهدت الحكومة الصينية العمل على تخفيض نسبة التلوث البيئي في العاصمة بكين، وقدمت ملفاً رائعاً في هذا الاطار، واستعانت بخبرات اميركية واوروبية للترويج له، كما حظيت بدعم غير معلن من رئيس اللجنة الاولمبية خوان انطونيو سامارانش. وقبل عملية التصويت تلقى الموقع الرسمي للجنة الاولمبية الدولية على شبكة الانترنت الآف الاتصالات تطلب من اعضائه عدم التصويت لبكين نظراً لانتهاكها حقوق الانسان، الا ان هذه الخطوة لم تلق صدى ايجابياً لدى اعضاء اللجنة الاولمبية. وقال احد الاعضاء: "لا نخضع لمطالب احزاب او منظمات سياسية. وكلما حاولت هذه الجهات فرض وجهة نظرها علينا كنا نفعل العكس". واضطر الامين العام لملف ترشيح بكين وانغ وي الى الدفاع عن حقوق الانسان في بكين، وقال: "تحسنت ظروف حقوق الانسان كثيراً في الاعوام الخمسين الاخيرة في الصين، وخصوصاً في التسعينات في ظل الانفتاح السياسي والاصلاحات". واضاف: "نحن واثقون بان استضافة بكين للالعاب ستنعكس ايجاباً على قطاعات التربية والطبابة وحقوق الانسان ايضاً". يذكر ان منظمة العفو الدولية التي تدافع عن حقوق الانسان دعت في بيان اصدرته عقب التصويت، الصين الى تحسين وضعها في مجال حقوق الانسان واحترام الميثاق الاولمبي وتأكيد انها تستحق استضافة الالعاب، في الوقت الذي تم فيه اعدام 1700 شخص منذ نيسان ابريل الماضي في هذا البلد. واشار الى ان انتشار ظاهرة الخروقات الخطيرة لحقوق الانسان في الصين يؤكد انه لا يزال امام السلطات الصينية الشيء الكثير قبل ان يصبح احترام حقوق الانسان واقعاً ملموساً". وكانت عشر مدن قدمت ترشيحها في مرحلة اولى لاستضافة الالعاب فخرجت من التصفية الاولى بانكوك وكوالالمبور وهافانا والقاهرة واشبيلية اسبانيا بعد زيارات لجنة التقويم التابعة للجنة الاولمبية الدولية والتي وجدت انها لا توفر الضمانات الاساسية لاحتضان الحدث الاولمبي. وزارت لجنة التقويم بين شباط فبراير وآذار مارس الماضيين المدن الخمس التي ضمنت بقاءها في التصفيات النهائية، ونشرت تقريراً في 15 ايار مايو الماضي اعتبرت فيه ان ملفات باريس وتورونتو وبكين ممتازة وتستطيع كلها استضافة الالعاب الاولمبية. وقام المسؤولون عن ملف ترشيح كل من المدن الخمس بمرافعة شفوية امام اللجنة التنفيذية للجنة الاولمبية الدولية قبل الاقتراع في محاولة اخيرة لاقناع الاعضاء بأحقية مدينتهم في الاستضافة. وبالتطرق الى التصريحات، اعلن رئيس الاتحاد الدولي لالعاب القوى السنغالي لامين دياك انه كان من الضروري فتح الابواب امام الصين عبر اختيار بكين لاستضافة دورة الالعاب الاولمبية لعام 2008، وهو اكد ان قرار اللجنة الاولمبية الدولية انطوى على اهمية كبيرة كونه منح الفرصة ل 3،1 مليار للانخراط في الحركة الاولمبية، ووصفه برسالة وحدة في العلاقات البشرية.