إشاعات كثيرة تلاحق عارضة الأزياء العالمية البرازيلية جيزيل بوندشن 20 عاماً حول حياتها العاطفية. هذه الجميلة الملقّبة بصاحبة الصدر أحرزت نقلة نوعية عندما بدأت تعمل في وكالة الأزياء العالمية "إليت" ثم انتقلت الى "انترناشيونال مانجمنت غروب". ففي جزء من العقد الذي وقعته مع هذه الشركة شروط تفرض عليها عدم عقد قرانها خلال السنوات الخمس المقبلة، وهذا ما يفسر شده تحفظها حول علاقتها الغرامية مع نجم فيلم التيتانيك ليوناردو دي كابريو. فمنذ تشرين الثاني اكتوبر الماضي شوهد في اصبع يدها اليسرى خاتم الألماس لدى عودتها القصيرة الى شركة كاتووك في ميلانو وبعد زيارتها لكابريو بالتحديد. ولم تكن هذه الزيارة الوحيدة إنما تعززت بأخرى أكثر حميمية ودفئاً عندما اجتمعت عائلة العارضة بوندشن بعائلة دي كابريو ليلة رأس السنة في ماليبو في ولاية كاليفورنيا. وبوندشن من جهتها تصرّ على أنها هي من اشترت الخاتم لنفسها كما ابتاعت خواتم مماثلة لأخواتها الخمس. وتقول إحدى صديقاتها التي نشأت معها ومع اخواتها في جنوبالبرازيل ان جيزيل قد تبدو للبعض عفوية ولكنها تعد لخطة - لعبة للإيقاع بدي كابريو، لأنها تعرف ما تفعل. وتضيف أن بوندشن لا تدع نفسها تنبهر بأضواء الشهرة والنجومية، فعندما تعود الى مسقط رأسها تبدو كأي شابة من شابات الحي، وهي فتاة واقعية تستغل كل الفرص المتاحة لها عندما تسمح لها الظروف. ولكن كيف تم اكتشاف هذه العارضة الحسناء؟ تقول والدة جيزيل التي كانت تعمل في القطاع المصرفي ان ابنتها انتسبت الى حصة في مدرسة ذات نظام رصين وجدّي لتعلّم عرض الأزياء بهدف تحسين شكلها الجسدي. "وذات مرة انتقلت الحصة الى ساو باولو حيث قامت أستاذة بوندشن بلفت نظر ممثل شركة إليت إليها فكانت من هنا البداية والانطلاقة". اما طفولة جيزيل فكانت ممتازة، وقد ترعرعت بين شقيقاتها الخمس في ثلاث غرف نوم مع كلبين وأرنب و14 فأراً! منذ طفولتها كانت جيزيل ملقّبة بالزيتية النحيلة، كزوجة البحار بوباي في الرسوم المتحركة وكانت رياضية من الدرجة الأولى تعدُ باحتراف الرياضة لا الأزياء أو الموضة كما كانت روحانية مؤمنة جداً لا تنسى ان تقدم صلاتها اليومية. والدها يعمل متعهد بناء واحياناً كمستشار تجاري وهو أيضاً كاتب أصدر كتاباً بعنوان "كيف تبني نفسك"، أما علاقة جيزيل بالعائلة فهي حميمة جداً وقد سارعت عند شهرتها ولدى تحصيلها الثروة الى شراء منزل كبير لذويها. واليوم كيف تبدو جيزيل في رأي مصممي الأزياء؟ عندما ذاع صيتها في عالم الموضة بمقاييسها المثالية تأكد للجميع انها رائعة وممتعة وغير متطلبة وغير مصطنعة أو متكلفة وسهلة المزاج. وقيل عنها إنها الأكثر قرباً ومرحاً وذكاء بين عارضات الأزياء، بعدما اجتاحت أغلفة المجلات الفنية في شهر واحد. ولكن هذه الأقوال سرعان ما تبدلت لتحل مكانها اليوم عبارات تقول انها استغلالية ووصولية وأصبحت بحسب آراء الكثيرين اكثر طمعاً وجشعاً مطالبة بأرباح خيالية غير مكتفية بمبالغ معقولة. ويقول المصمم روبرتو كافيلي في هذا الإطار ان جيزيل أصيبت بمرض الطمع ولم ترتض بمبلغ 20 ألف دولار لدى تقديمها عرضاً له بل طلبت 30 ألف دولار إضافية. ويتوالى مسلسل الشكاوى ضدها، إذ شنّ مدير شركة إليت السابق جون كازبلانكاس هجوماً عليها عندما غادرت إليت لتنضم الى الوكالة المنافسة واتهمها بالاستغلال وقال: "صدمت لشدة جشعها وقلة إدراكها وتقديرها للأمور واحترامها للأشخاص الذين تعمل معهم بعدما كنت أعتقدها عفوية". ويتابع قائلاً "عندما كانت بوندشن تصعد سلم الشهرة في شركتنا أظهرت انانية وطمعاً ونكراناً للجميل لا يوصف". هذه الأقوال أكدها مصمم آخر هو هلموت لانغ عندما خرجت جيزيل من إحدى عروض أزيائه صارخة "لا وقت لدي لهذا" والسبب يعود الى أن المصمم لانغ زوّدها بتجهيز واحد فقط من الملابس. ومن الأخبار التي نقلت عنها انها كانت في الأشهر الستة الأخيرة وخلال تمارينها المهنية تصرخ: "أنا انسحب" مبدية انزعاجاً كبيراً مما تفعله، وكأنها تريد المزيد من الوقت لتمضيته برفقة دي كابريو. حتى انها توصلت الى التلميح بالاعتزال من مهنتها التي تكسبها أرباحاً بقيمة خمسة ملايين دولار سنوياً! أما هي فتقول جيزيل: "لم يتبق لديّ الكثير من السنوات للعمل والجميع يطمع في استغلال كل نشاطي وامتصاص طاقاتي، وأنا متأكدة بأن الفتيات هنا هنّ اكثر سعادة مني لأنهن يملكن الحرية في تصرفاتهن فيما أنا عليّ المكوث داخل الغرفة خلف ستائر سوداء خشية عدم التعرض لأي هجوم". قبل ان تصبح عارضة أزياء لم تكن جيزيل تشتم أو تدخن السجائر، فوالدها لم يكن يسمح لها بذلك. أما اليوم فهي تقوم بالاثنين معاً. وبالنسبة الى شهيتها فهي تعترف أنها تأكل مثل الخنازير وتحب التهام اللحوم. وتؤكد بوندشن بكل فخر انها لا تتعاطى المخدرات ولا تحتسي الكحول لأنها تريد ان تستمتع بحياة صحية جيدة. مهنة الأزياء جلبت الخير لبوندشن. ففي أقل من ثلاث سنوات حصلت على الشهرة والثروة والاستقلالية مما لم تحلم به قط. وبوندشن ذكية للغاية، تعلم ان مهنتها لن تدوم لها الى الأبد. وهي احياناً تتكلم عن انسحابها من هذا المجال لتعود وتعيش مع حيواناتها في مزرعة في البرازيل ولكن هذا الأمر مؤجل في الوقت الحاضر. ما تهتم به الآن هو اتباع نصائح والدها الذي أوصاها بأمرين هما: ثقي دائماً بنفسك، واسعي دائماً وراء ما تريدينه. وعلى رغم انها كانت تنعم وهي صغيرة بجو من الحرية في بلدتها الريفية حيث كانت حرة في إدارة وقتها والتصرف به كما تشاء، أي حرة في امتطاء الخيول واللهو والرياضة تراها اليوم تجد نفسها مقيدة جداً في قوانين عملها وشروط مهنتها المتعبة، ولذا يتوقع المقربون منها ان تبدي دوماً رغبتها في العودة الى ما كانت معتادة عليه في نشأتها.