بغداد - أ ف ب - احتجت بغداد بشدة أمس لدى الأمانة العامة للأمم المتحدة لأنها أوصت منظمة الصحة العالمية، و"لأسباب أمنية"، بتأجيل زيارة وفد من المنظمة للعراق، لدرس الآثار السلبية لاستخدام اليورانيوم المستنفد على الشعب العراقي. وأفادت "وكالة الأنباء العراقية" ان الاحتجاج ورد في رسالة سلمها مندوب العراق لدى الأممالمتحدة محمد الدوري الى الأمين العام كوفي انان، وطلبت تدخل الأخير والسماح لوفد المنظمة بالزيارة. وتابع الدوري ان "هذه الزيارة تكتسب أهمية كبيرة ليس فقط للعراق الذي يعاني الآثار الكارثية لاستخدام أسلحة اليورانيوم المستنفد، بل كذلك لدول المنطقة التي تواجه أيضاً اخطاراً محدقة بالبيئة والسكان". وأوضح ان "قرار الأمانة العامة تأجيل الزيارة لأسباب أمنية مؤشر جديد الى التسويف وسوء القصد الذي تتبعه اطراف فيها تخضع للهيمنة الأميركية، عندما يتعلق الأمر بخطوات جدية لانصاف العراق ووقف معاناة شعبه نتيجة الحصار والعدوان". وزاد: "في الوقت الذي يؤجل المسؤول الأمني في الأممالمتحدة هذه الزيارة المهمة لأسباب امنية، يعطي موافقات مفتوحة لعدد كبير من الموظفين الدوليين لزيارة العراق تحت غطاء برنامج النفط للغذاء". وحذر الدوري من أن "الآثار التي خلفها اليورانيوم ستستمر لأجيال اذا لم تزال آثار التلوث وتطهر البيئة في العراق ودول المنطقة من مخلفات هذا السلاح الاشعاعي الخطير". وكان وزير الصحة العراقي اوميد مدحت مبارك أعلن في 30 أيار مايو الماضي ان بغداد ومنظمة الصحة العالمية اتفقتا على تشكيل لجنة مشتركة، مهمتها وضع خطة لاثبات تأثير اليورانيوم المستنفد على صحة العراقيين. ويتضمن اطار الاتفاق ثلاثة أقسام، هي مراقبة الأمراض خصوصاً السرطان، والتشوهات وحوادث الاجهاض غير المبرر، التي يرى العراق انها قد تكون مرتبطة بالاشعاعات الناجمة عن اليورانيوم المستنفد، التي تؤدي الى تعديلات وراثية في النبات والانسان والحيوان. وتؤكد بغداد ان معدل الاصابة بمرض السرطان تضاعف أربع مرات في مناطق الجنوب التي تتعرض لقصف من الطائرات الأميركية والبريطانية.