} حقق ملك بلغاريا السابق سيميون الثاني عودة فريدة من نوعها الى السلطة في بلاده، رئيساً للوزراء نتيجة فوز حزبه في الانتخابات الاشتراعية. واعلن امس، قبوله تكليف الرئيس له تشكيل الحكومة. واللافت ان منتقديه بدأوا يأخذون عليه "شعبوية" طروحاته. وافق ملك بلغاريا السابق سيميون ساكسوبورجوتسكي الملقب سيميون الثاني امس، على تولي رئاسة الحكومة في بلاده، بعد شهر على فوز حزبه في الانتخابات الاشتراعية، وترشيح الحزب له لتولي المنصب. ووصف الملك السابق المهمة بأنها "صعبة ومعقدة للغاية"، وقال بعدما كلفه الرئيس البلغاري بيتار ستويانوف تشكيل حكومة جديدة، انه "يقبل الترشيح بكل حماسة واضعاً في المقام الأول الشعور بالمسؤولية وثقة الناخبين"، مؤكداً انه "بالارادة الطيبة ومساعدة الجميع، وبابقاء مصلحة الشعب فوق كل اعتبار، آمل بالنجاح في تحقيق وعودنا للناس". وأضاف: "ليكن الله حليفنا، ولينر لنا الطريق القويم في سبيل مصلحة الشعب". وكان الرئيس البلغاري التقى الملك سيميون الأحد الماضي، وكلفه رسمياً تشكيل الحكومة الجديدة، بعدما نال تنظيمه السياسي الذي أسسه في نيسان ابريل الماضي باسم "الحركة الوطنية لسيميون الثاني"، 120 مقعداً في البرلمان الذي يضم 240 نائباً، نتيجة انتخابات 17 حزيران يونيو الماضي. ووعد سيميون بمكافحة الفساد والفقر ورفع مستوى العيش للشعب البلغاري الذي هو الأكثر فقراً بين المرشحين للانضمام الى الاتحاد الأوروبي. ووصف خصوم سيميون وعوده بأنها "شعبوية" إذ انها تعد بزيادة معاشات التقاعد ورفع الأجور وتخصيص قروض من دون فائدة لأصحاب الأعمال الصغار. وترافق ذلك مع اعلان البنك الدولي الأسبوع الماضي، أن الحكومة البلغارية الجديدة حازت على قرض بمبلغ 50 مليون دولار، يتم سداده على 20 عاماً، لتمويل الأعمال الصغيرة وتطوير البلديات. وبسبب حاجة حزب سيميون على مقعد واحد كي يحصل على الغالبية المطلقة في البرلمان، قرر مشاركة حزب الأقلية التركية "حركة الحقوق والحريات" في الحكومة الجديدة. ويذكر ان حزب الاقلية التركية الذي يدخل للمرة الأولى في حكومة بلغارية، حاز على 17 مقعداً في البرلمان، وهو بذلك سيوفر غالبية مريحة لحكومة سيميون الثاني، توفر الثقة لها عند اجتماع البرلمان في 14 الشهر الجاري. وعندما يتسلم سيميون 64 عاماً رئاسة الحكومة رسمياً، فإنه سيصبح الملك السابق الأول في أوروبا الشرقية الذي يعود الى الحكم في بلاده، بعدما اضطر الى الفرار مع والدته من بلغاريا بعد الحرب العالمية الثانية وهو في التاسعة من عمره، أولاً الى مصر، ومن ثم تنقل في الكثير من الدول الأوروبية الى أن أستقر في اسبانيا وتعاطى الأعمال التجارية وقضى الحيز الأكبر من حياته. ومعلوم ان العرش انتقل الى سيميون الثاني إثر موت والده بصورة مفاجئة عام 1943 عندما كان في السادسة من عمره. وتولى السلطة في حينه من خلال وصي للعرش. وكانت بلاده في ذلك الوقت حليفة لألمانيا النازية، فاضطر بعد ثلاثة أعوام الى الفرار لدى احتلال القوات السوفياتية بلغاريا. ولم يتنازل سيميون الثاني عن عرشه أبداً، وعاد الى بلاده للمرة الأولى في زيارة عادية عام 1996. ومنذ مطلع العام الجاري، استقر في قصر "فرانيا" الملكي الواقع في احدى ضواحي العاصمة صوفيا، بعدما اعادته اليه الحكومة البلغارية.