} من منا لا يعرف ميني كوبر التي كانت من أكثر السيارات شهرة في العالم، ومن أكثرها مبيعاً خلال السبعينات؟ ميني أو موريس ماينور التي كانت السبب في ظهور السيارات السوبر صغيرة الرياضية، قدمتها شركتها في معرض باريس الأخير، لتعود فتدعو أهل الصحافة المتخصصة إلى قيادتها في مقاطعة بيروجيا الايطالية، حيث كان ل"الحياة" معها تجربة، تبين من خلالها أن ميني الجديدة حافظت على تصميمها الذي ميزها عبر السنين، إلا أنها أضافت الى كلاسيكيتها قلباً ألمانياً، مرده إلى مالكتها البافارية بي أم دبليو. يوم عرضت بي أم دبليو الألمانية شركة روفر للبيع، قررت الاحتفاظ ب"ميني". القرار لم يكن عشوائياً، بل نتج من دراسات وفية، ووُصف ب"الحكيم" لأسباب عدة، أبرزها ان ميني تملك في مجموعة انتاجها طرازاً واحداً هو ميني الصغيرة. والأخيرة، التي مضى عليها في الخدمة حوالى أربعين عاماً قدمت النسخة الأولى منها عام 1959 تتمتع بسمعة تحسدها عليها منافساتها، مردها إلى الرصيد العاطفي الكبير لدى الناس، الذي يمكن رده الى أمرين: العملانية الكبيرة التي تتحلى بها هذه السيارة، خصوصاً في المدن الكبيرة والمزدحمة، والسمعة الرياضية الجيدة التي حققتها من خلال مشاركاتها في سباقات السرعة والراليات الدولية، إذ حققت انجازات عدة، أبرزها فوزها في رالي مونت كارلو. شخصية قديمة "معصرنة" عندما قدم السير آليك إيسيغونيس سيارته ميني عام 1959، أعلن أنه يريد توفير سيارة تتحلى بقياسات خارجية صغيرة جداً، شرط أن تؤمن مساحات داخلية كبيرة، ما يجعلها تلبي متطلبات كل أنواع السائقين، بغض النظر عن أعمارهم وعن وجهة استعمالهم السيارة. وركز على أن تكون هذه السيارة مزودة محركاً بوضعية عرضية، وأن تكون مندفعة بالعجلتين الاماميتين. وبالفعل نجح ايسيغونيس في مشروعه هذا. والدليل المبيعات الهائلة التي حققتها ميني بفئاتها المتعددة على مر العقود الأربعة الماضية. أما اليوم، وبعدما انتقلت ملكيتها الى بي ام دبليو، فقررت الأخيرة ان تعيد احياء اسطورة ميني في قالب محدث، ظهرت نتائجه الأولى في معرض فرانكفورت الدولية للسيارات عام 1997، عندما قدمت الفئة الاختبارية منها، لتعود نتائجه شبه النهائية فتظهر في معرض باريس الدولي للسيارات 2000. وفي هذا السياق، يقول السيد فرانك ستيفنسون المسؤول عن مشروع ميني الجديدة لدى بي أم دبليو ان شركته قررت، عند بدء العمل على رسومات الجيل الجديد من ميني، أن تستغل الرصيد العاطفي لهذه السيارة، ما أدى بالتالي الى قرار المحافظة على الملامح العامة ل"ميني القديمة" ولكن بعد تطويرها أو "عصرنتها"، اذا صح التعبير. الناظر الى ميني الجديدة يجد تشابهاً كبيراً مع الطراز القديم، خصوصاً لجهة المقدم الذي ضم مصباحين اماميين دائريين، يضم كل منهما ثلاثة مصابيح مدمجة، وتتوسطهما فتحة تهوئة وسطية مشابهة لتلك التي اشتهرت بها ميني على مر السنين. إلا أن هذه الفتحة باتت مقسومة جزءين أفقيين، يفصل بينهما الصادم الأمامي المدمج الذي ضم في طرفيه مصابيح دائرية صغيرة تؤدي دور مصابيح الضباب الاضافية، الى جانب كونها تعمل إشارات للالتفاف. أما التصميم الجانبي الذي يحافظ على الشكل العام للتصميم نفسه في ميني القديمة، فيضم مساحات زجاج كبيرة تلف السيارة من جهاتها الأربع، وتخفي العواميد المعدن التي تحمل السقف، إضافة إلى المرايا الخارجية المثبتة على أبواب السيارة، بدلاً من أن تكون مدمجة بالزوايا الأمامية لزجاج الأبواب. ويحتوي التصميم المذكور أيضاً عدداً من عناصر التصميم المأخوذة من ميني القديمة، شأن مقابض فتح الأبواب والقطع الدائرية السود التي تلف فتحات الاطارات الأربعة، وتؤدي القطعة التي تربط بين تلك المثبتة في المقدم والمؤخر، دور التنانير الجانبية التي تسهم، بطريقة غير مباشرة، في التحكم بمجرى الهواء، تحت السيارة وحولها، لتعمل على زيادة نسبة تماسكها مع الطريق على السرعات المرتفعة. كذلك ورثت ميني من سابقتها خط الكروم العريض الذي يميز صادميها الأمامي والخلفي. ويلاحظ المرء وجود خط كروم رفيع يلف الجزء الأسفل من المساحات الزجاج، ويفصل بين جزءي السيارة العلوي والسفلي، ويتكرر ولكن بعد طلائه بالأسود في الجزء العلوي، وتحديداً عند الخط الفاصل بين المساحات الزجاج والسقف. ويتوافر سقف السيارة والمرايا الخارجية باللون الأبيض للسيا رات المطلية بالأحمر أو الأخضر، وباللون الأسود لباقي الطرازات، مع العلم ان مستهلك ميني الجديدة سيتمكن من الاختيار بين 14 لوناً خارجياً لها. أما في ما يتعلق بتصميم الواجهة الخلفية، فحافظ قسم التصميم ايضاً على المفهوم نفسه، إذ يمكن رجلاً يبلغ من العمر نحو سبعين عاماً أن يعرف هوية السيارة بمجرد النظر الى واجهتها الخلفية والى مقدمها أيضاً، وقد ضمت مصابيح خلفية مشابهة لتلك التي كانت تتزودها ميني أيام زمان، ولكن بقالب متطور يظهر في شكل واضح وجلي، من خلال زوايا هذه المصابيح التي تخلت عن الخطوط القاسية لمصلحة أخرى دائرية، شأنها للمكان المخصص للوحة السيارة، وهو يتوسط الواجهة الخلفية التي يؤدي جزء كبير منها دور الباب الموصل إلى مقصورة التحميل، وقد ضم منتصف القسم السفلي منها مصباحاً احادياً، خصص لإنارة الطريق عند الرجوع الى الخلف. ولا يتضمن صندوق الأمتعة اطاراً احتياطياً، إذ فضلت ميني أن تستغل حجم الصندوق البالغ 160 ليتراً للتحميل، وزودت الجزء السفلي منه علبة طوارئ تضم جهازاً لتلحيم الاطار، ومنفخاً كهربائياً، يمكن معهما تصليح الاطار المثقوب. أما لمن يفضل وجود الاطار الاحتياطي في السيارة، فأعلنت ميني انه متوافر بدلاً من مجموعة الطوارئ. ومع الحديث عن الاطارات، تتوافر ميني قياسياً مع عجلات معدن بقياس 15 إنشاً ملبسة بإطارات بيريلي بي 3000 يمكن الحصول عليها بفئة ال16 أو ال17 إنشاً مع اطارات ميشلان بايلوت. وهذه الاطارات مزودة رغوة تمكنها من السير، ولو فرغ الهواء منها. السلامة من الأولويات مع التصميم الأخاذ ل"ميني الجديدة"، لم ينس المصممون عوامل السلامة والأمان. ف"ميني" تقوم على مناطق هشة في الأمام والخلف تعمل في حالات الاصطدامات على التشوه لامتصاص قوة الصدمة وتشتيتها وبالتالي ابعادها عن مقصورة الركاب التي قويت جوانبها أيضاً. وعلى رغم هذه المناطق الهشة، نال الهيكل والبنية التحتية عمليات تقوية أسهمت في زيادة صلابة الهيكل وتحسين قدرته الالتوائية بمعدل ما بين ضعفين وثلاثة، بالمقارنة مع سيارات هذه الفئة. ولزيادة عوامل السلامة، جهزت ميني قياسياً بأربعة أحزمة امان بثلاث نقاط تثبيت مع قدرة شد تدريجي لركابها الأربعة وبمخدات هواء أمامية للسائق والراكب إلى جانبه اللذين سيتمتعان بمزيد من الأمان بفضل مخدتي الهواء الجانبيين اللتين تتوافران تجهيزاً قياسياً أيضاً. أما مخدات الهواء العلوية التي تمتد بين الزجاجين الأمامي والخلفي لحماية رؤوس الركاب الأربعة، فهي تابعة للائحة التجهيزات الاضافية. من ناحية اخرى، لم تنس ميني - أو بالأحرى بي أم دبليو - عوامل السلامة النشطة، شأن نظام "ايه اس اس" للتحكم الأوتوماتيكي بالتماسك، وجهاز "ايه بي اس" لمنع انغلاق المكابح المدعوم بنظامي "سي بي سي" للتحكم الالكتروني بقدرة الكبح في المنعطفات، و"اي بي دي" للتحكم بتوزيع قدرة الكبح بين الاطارات الأربعة تبعاً لتماسك كل منها مع الطريق. ويقوم نظام المكابح على الصحون مهواة في الأمام. كذلك تتوافر ميني اضافياً مع عدد من الأنظمة الالكترونية شأن نظام "ايه اس سي " تي" الذي يتحكم بمدى دوران الاطارات الأمامية الدافعة حول نفسها، لتوفير اقصى درجات التماسك، ونظام "دي اس سي" للتحكم الديناميكي بالتماسك عبر قراءة قوى التسارع والكبح التي تخضع لها السيارة في مختلف ظروف القيادة ومعالجتها لتوفير أفضل تماسك ممكن. مقصورة رياضية مميزة بناء ميني الجديدة على قاعدة عجلات بطول 467،2 متر أطول من القديمة بنحو 60 سنتم واعتماد محاور أمامية وخلفية عريضة نسبياً 458،1 متر في الأمام و466،1 متر في الخلف، مكن قسم التصميم من الخروج بمقصورة ركاب رحبة، مقارنة بقياسات السيارة الخارجية البالغة 6276،3 688،1 و408،1 متر لكل من طولها وعرضها وارتفاعها على التوالي. ويزيد من رحابة هذه المقصورة ان ميني خصصتها لأربعة ركاب فقط، وأمنت لهم مساحات أكثر من كافية، وبالأخص لرؤوسهم وأرجلهم وأكتافهم. وفي مواجهة رحابة مقصورة الركاب، بدت مقصورة التحميل صغيرة نسبياً، إذ لا يمكنها أن تستوعب أكثر من حقيبتين من القياس المتوسط الصغير، ولكن يمكن زيادة حجم التحميل عبر طي المقعد الخلفي، وهو ممكن بنسبة النصف. ويفيد مصممو ميني أنهم ركزوا عل توفير مقصورة رحبة لأربعة ركاب، ايماناً منهم بأن هذه السيارة موجهة الى جيل الشباب والمتزوجين الجدد، اضافة ا لى السائقين الراغبين في سيارة من الحجم الصغير لتنقلاتهم اليومية في المدن، وبالأخص الى أولئك الراغبين منهم في سيارة صغيرة ذات تأدية رياضية. في القسم الأمامي من المقصورة، يجد المرء لوحة قيادة تذكر بدورها بلوحة قيادة ميني القديمة، اذ ركزت فيها العدادات الرئيسة في وسط اللوحة، ومباشرة فوق الكونسول الأوسط الغني بمفاتيح تشغيل مختلف أجهزة السيارة، وقد اتخذت أشكالاً دائرية. وثُبت عداد كبير للاشارة الى دوران المحرك يمكن تعديل وضعيته لتأمين رؤيته في شكل أوضح مباشرة خلف المقود، في حين جمع باقي العدادات والمؤشرات الضوئية في أعلى الكونسول الأوسط. وسيطر الجلد والكروم على هذه اللوحة وامتد أيضاً ليشمل بطانات الأبواب ومقبضي علبة التروس ومكبح اليد، اضافة الى المقود الذي زود طرفاه مفاتيح خاصة يمكن عبرها التحكم بعمل جهاز الاستماع الموسيقي. أما المقعدان الأماميان فيوفران، الى الراحة، وضعية جلوس ممتازة، خصوصاً في ما يتعلق بمقعد السائق الذي يمكن تعديل حاله في مختلف الاتجاهات، ومنها الارتفاع، يدعم ذلك عمود مقود يمكن التحكم بدرجة ميلانه العمودية، ومساحات زجاج كبيرة تسهم في تأمين مستوى رؤية متقدم. وأولى قسم التصميم لدى ميني عناية كبيرة لعملانية لوحة القيادة التي يمكن قراءة عداداتها في سهولة كبيرة، ويمكن استعمال مفاتيح تشغيل مختلف أجهزتها من دون الحاجة الى رفع النظر عن الطريق، كونها في متناول يد السائق. مجموعة كبيرة من التجهيزات ميني الجديدة التي يعتمد تعليقها الأمامي نظام ماكفرسون في مقابل الأذرع المتعددة في الخلف الأخيرة مستعارة من بي أم دبليو زد 3 تتوافر مع مجموعة كبيرة من التجهيزات، شأن النوافذ والمرايا الكهربائية والمصابيح الأمامية العاملة بالكزينون وجهاز الملاحة عبر الأقمار الاصطناعية وماسحات الزجاج الأوتوماتيكية التي تعمل تلقائياً بمجرد استشعارها المطر، والمقصورة المبطنة بالجلد الفاخر، والفتح الكهربائي لغطاء صندوق الأمتعة، والعجلات المعدن الرياضية قياس 15 أو 16 أو 17 إنشاً التي تتوافر باللونين الأبيض أو الفضة، مع اطارات رياضية عريضة المداس بجوانب مخفوضة وجهاز مكابح يقوم على الصحون للعجلات الأربع الأمامية منها مهواة والمدعومة بجهاز ايه بي اس لمنع انغلاق المكابح، إضافة إلى جهاز الكتروني للتحكم بتماسك السيارة وتوازنها ونظام مراقبة ضغط الهواء في الاطارات. وفي هذا السياق، نشير الى أن ميني الجديدة التي ستتوافر منها فئة متدنية السعر نحو 14 ألف دولار اميركي تحمل تسمية "وان"، ستزود مجموعة من التجهيزات التي سبق ذكرها قياسياً، لتتمكن من دخول المنافسة من الباب العريض، خصوصاً أن هذه الفئة من السيارات لا تزال تلاقي اقبالاً كبيراً وبالأخص في الأسواق الأوروبية. أما فئة كوبر، فسيناهز سعرها 19 ألف دولار اميركي. محركان سيصبحان ثلاثة لمولودتها الجديدة التي ستصنع وتجمع في معامل أوكسفورد البريطانية، ستوفر ميني محركين يقومان على مبدأ الاسطوانات الأربع المتتالية، سعة 6،1 ليتر، زودت تقنية الصمامات المتعددة اي اربعة صمامات لكل اسطوانة. ويوفر هذا المحرك الذي اشترت بي أم دبليو حقوق تصنيعه من شركة كرايزلر الاميركية قدرة 90 حصاناً عند 5500 دورة في الدقيقة، مع عزم دوران يبلغ 140 نيوتن متر عند 3000 دورة في الدقيقة مع ميني وان. أما في نسخة كوبر، فيوفر هذا المحرك قدرة 115 حصاناً تتوافر عند مستوى 6000 دورة في الدقيقة، تنخفض الى 4500 عندما يتعلق الأمر بعزم الدوران الذي يبلغ حده الأقصى 149 نيوتن متر. وتنقل الحركة في النسختين المذكورتين الى العجلتين الأماميتين، عبر علبة تروس يدوية من خمس نسب أمامية متزامنة، يمكن الحصول عليها بنسخة "سي في تي" أو "تيبترونيك". أخيراً، يبقى أن نشير الى أن ميني أعلنت انها ستوفر، مطلع العام المقبل، فئة جديدة من سيارتها هذه ستحمل تسمية كوبر اس، ستجهز بمحرك ال6،1 ليتر نفسه، ولكن مع شاحن هواء توربو الأمر الذي سيرفع قدرته الى 164 حصاناً. [email protected]