من منا لا يعرف ميني كوبر التي كانت من أكثر السيارات شهرة في العالم ومن أكثرها مبيعاً خلال السبعينات؟ ميني أو موريس ماينور التي كانت وراء ظهور فئة السيارات السوبر صغيرة الرياضية ظهرت في معرض باريس الأخير بحلة نهائية لم تتخل معها عن المعالم التصميمية التي طالما ميزتها عبر السنين، ولكن بقلب ألماني مرده الى... بي ام دبليو. يوم قررت بي أم دبليو الألمانية أن تعرض شركة روفر للبيع، شاءت الاحتفاظ ب ميني. إلا أن هذا القرار لم يكن عشوائياً، بل نتج عن دراسات وافية واعتبر حكيماً لعدد من الأسباب، أبرزها أن ميني تملك في مجموعة إنتاجها طرازاً واحداً هو ميني الصغيرة. والأخيرة، التي مضى عليها في الخدمة نحو أربعين عاماً قدمت النسخة الأولى منها عام 1961 تتمتع بسمعة تحسدها عليها منافساتها، قوامها الرصيد العاطفي الكبير الذي تتمتع به، والذي يمكن رده الى شقين: أولهما العملانية الكبيرة التي تحلت بها هذه السيارة وبالأخص في المدن الكبيرة والمزدحمة، وثانيهما السمعة الرياضية الجيدة التي حققتها هذه السيارة من خلال مشاركاتها في السباقات المحلية والراليات الدولية. عندما قدم جون كوبر سيارته ميني عام 1961، أعلن أنه يريد توفير سيارة تتحلى بقياسات خارجية صغيرة جداً، شرط أن توفر مساحات داخلية كبيرة تجعل منها السيارة التي تلبي متطلبات مختلف أنواع السائقين، بغض النظر عن أعمارهم وعن وجهة استعمالهم السيارة. وبالفعل نجح كوبر في مشروعه هذا والدليل: المبيعات الهائلة التي حققتها ميني بفئاتها المتعددة على مر العقود الأربعة الماضية. شخصية قديمة "معصرنة" أما اليوم وبعدما انتقلت ملكية ميني الى بي ام دبليو، قررت الأخيرة أن تعيد إحياء أسطورة ميني في قالب محدث ظهرت نتائجه الأولية في معرض فرانكفورت الدولي للسيارات عام 1997 عندما قدمت الفئة الإختبارية من ميني، لتعود نتائجه شبه النهائية فتبرز في معرض باريس الدولي للسيارات 2000 الذي أقيم أخيراً في عاصمة الأناقة. وفي هذا السياق، يقول السيد فرانك ستيفنسون المسؤول عن مشروع ميني الجديدة لدى بي ام دبليو أن شركته قررت عند بدء العمل على رسومات الجيل الجديد من ميني أن تستغل الرصيد العاطفي لهذه السيارة، ما أدى بالتالي الى قرار المحافظة على الملامح العامة ل ميني القديمة، ولكن بعد تطويرها أو "عصرنتها" إذا صح التعبير. لذلك يجد الناظر الى ميني الجديدة تشابهاً كبيراً مع الطراز القديم وبالأخص لجهة المقدم الذي ضم مصباحين أماميين دائريين يحوي كل منهما ثلاثة مصابيح مدمجة. وتتوسطهما فتحة تهوئة وسطية مشابهة لتلك التي اشتهرت بها ميني على مر السنين. إلا أن هذه الفتحة باتت مقسومة جزءين أفقيين يفصل بينهما الصادم الأمامي المدمج الذي ضم في طرفيه مصابيح دائرية صغيرة تؤدي دور مصابيح الضباب الإضافية، الى جانب كونها تعمل كإشارات للالتفاف. أما التصميم الجانبي الذي حافظ على الشكل العام لتصميم ميني القديمة الجانبي، فيضم مساحات زجاج كبيرة تلف السيارة من جهاتها الأربع، وتخفي الأعمدة المعدن التي تحمل السقف، إضافةً الى المرايا الخارجية المثبتة على أبواب السيارة، بدلاً من أن تكون مدمجة مع الزوايا الأمامية لزجاج الأبواب. ويحتوي التصميم المذكور أيضاً عدداً من العناصر التصميمية المأخوذة من ميني القديمة، شأن مقابض فتح الأبواب والقطع الدائرية السود التي تلف فتحات الإطارات الأربعة، وتؤدي القطعة التي تربط بين تلك المثبتة في الأمام منها والخلفية، دور التنانير الجانبية التي تسهم بطريقة غير مباشرة في التحكم بمجرى الهواء تحت وحول السيارة لتعمل على زيادة نسبة تماسك السيارة مع الطريق، على السرعات المرتفعة. كذلك ورثت ميني من سابقتها الخط الكرومي الذي يفصل بين جزءيها العلوي والسفلي، في حين اعتمد تصميم السقف انحناء القسم الخلفي منه إلى أسفل، مسهماً في انسيابية السيارة. وفي هذا السياق، نشير الى أن سقف السيارة والمرايا الخارجية ستتوافر باللونين الأبيض أو الأسود، مع العلم أن مستهلك ميني الجديدة سيتمكن من الاختيار بين 14 لوناً خارجياً لها. أما في الخلف، فحافظ قسم التصميم على المفهوم نفسه، إذ يمكن رجلاً يبلغ من العمر نحو سبعين عاماً أن يعرف هوية السيارة بمجرد النظر الى مؤخرها والى مقدمها أيضاً الذي ضم مصابيح خلفية مشابهة لتلك التي كانت تتزودها ميني أيام زمان، ولكن بقالب متطور يظهر في شكل واضح وجلي، من خلال زوايا هذه المصابيح التي تخلت عن الخطوط القاسية لمصلحة أخرى دائرية، كما هي حال المكان المخصص للوحة السيارة والذي يتوسط الواجهة الخلفية. وهذه الأخيرة يؤدي جزء كبير منها دور الباب المؤدي الى مقصورة التحميل التي ضم منتصف القسم السفلي منها مصباحاً أحادياً خصص لإنارة الطريق عند الرجوع الى الخلف. السلامة من الأولويات مع التصميم الأخاذ ل ميني الجديدة لم ينس المصممون عوامل السلامة والأمان. ف ميني تقوم على مناطق هشة في الأمام والخلف تعمل في حالات الاصطدامات على التشوه لامتصاص قوة الصدمة وابعادها عن مقصورة الركاب التي تمت تقوية جوانبها أيضاً. وعلى رغم هذه المناطق الهشة، نال الهيكل والبنية التحتية نصيبهما من التقوية، ما أسهم في زيادة صلابة الهيكل وتحسين قدرته الإلتوائية بمعدل ثلاثة أضعاف، بالمقارنة مع سيارات هذه الفئة. ولزيادة عوامل السلامة جهزت ميني قياسياً كيسي هواء أماميين للسائق وللراكب إلى جانبه، ليتمتعا بمزيد من الأمان بفضل كيسي الهواء الجانبيين اللذين يتوافران كتجهيزات إضافية تضم أيضاً أكياس هواء علوية لحماية رؤوس الركاب الأربعة. مقصورة رياضية بناء ميني الجديدة على قاعدة عجلات بطول 305 سنتم مكن قسم التصميم من الخروج بمقصورة ركاب رحبة نوعاً ما. إلا أن قسم تصميم المقصورات لم يركز على تأمين مساحات كبيرة للجالسين في الخلف إذ لا يسمح المقعد الخلفي إلا بجلوس أشخاص من القياس الصغير، أو حتى لمقصورة التحميل التي لا يمكنها استيعاب أكثر من حقيبتين من القياس المتوسط. ولكن يمكن زيادة حجم التحميل عبر المقعد الخلفي الذي يمكن طي ظهره بنسبة النصف. وفي هذا السياق يبدو أن مصممي ميني الجديدة ركزوا على توفير مقصورة ركاب بقسم أمامي رحب إيماناً منهم بأن هذه السيارة موجهة الى جيل الشباب والمتزوجين الجدد، إضافةً الى السائقين الراغبين في سيارة من الحجم الصغير لتنقلاتهم اليومية في المدن، وبالأخص أولئك المتطلعين إلى سيارة صغيرة ذات تأدية رياضية. وفي القسم الأمامي من المقصورة يجد المرء لوحة قيادة تذكر بدورها بلوحة قيادة ميني القديمة، إذ تم تركيز العدادات الرئيسية في وسطها، ومباشرة فوق الكونسول الأوسط الغني بمفاتيح تشغيل مختلف أجهزة السيارة، وقد أخذت لنفسها أشكالاً دائرية. وبالعودة الى اللوحة نشير ثبت عداد كبير للإشارة الى دوران المحرك يمكن تعديل وضعيته لتأمين رؤيته في شكل أوضح مباشرة خلف المقود، في حين جمع باقي العدادات والمؤشرات الضوئية في أعلى الكونسول الأوسط كما ذكرنا. وقد سيطر الجلد والكروم على هذه اللوحة وامتد أيضاً ليشمل بطانات الأبواب ومقبضي علبة التروس ومكبح اليد إضافةً الى المقود الذي زود طرفاه مفاتيح خاصة يمكن عبرها التحكم بعمل جهاز الاستماع الموسيقي. وبالانتقال الى المقعدين الأماميين نشير الى أنهما يوفران، الى الراحة، وضعية جلوس متقدمة وبالأخص في ما يتعلق بمقعد السائق الذي يمكن تعديل وضعيته في مختلف الاتجاهات - ومنها الارتفاع - الأمر الذي يؤمن وضعية جلوس جيدة جداً للسائق، يدعمها عمود مقود يمكن التحكم بدرجة ميلانه العمودية، ومساحات زجاج كبيرة تسهم في تأمين مستوى رؤية متقدم. وأولى قسم التصميم لدى ميني عناية كبيرة لعملانية لوحة القيادة التي يمكن قراءة عداداتها في سهولة كبيرة، وبالتالي استعمال مفاتيح تشغيل مختلف أجهزتها من دون الحاجة الى رفع النظر عن الطريق كونها في متناول يد السائق. مجموعة كبيرة من التجهيزات ميني الجديدة التي يعتمد تعليقها الأمامي نظام ماكفرسون في مقابل الأذرع المتعددة في الخلف تعد الأخيرة من التقنيات المعتمدة في سيارات بي ام دبليو والتي لا تضمها عادة هذه الفئة من السيارات الصغيرة. وستتوافر مع حلول العام 2002 بمجموعة كبيرة من التجهيزات، شأن النوافذ والمرايا الكهربائية والمصابيح الأمامية العاملة بالكزينون وجهاز الملاحة عبر الأقمار الاصطناعية وماسحات الزجاج الأوتوماتيكية التي تعمل تلقائياً بمجرد استشعارها المطر والمقصورة المبطنة بالجلد الفاخر والفتح الكهربائي لغطاء صندوق الأمتعة والعجلات المعدن الرياضية، قياس 15 إنشاً، التي ستتوافر باللونين الأبيض أو الفضي، مع إطارات رياضية عريضة المداس بجوانب مخفوضة وجهاز مكابح يقوم على الأسطوانات القرصية للعجلات الأربع الأمامية منها مهواة، وهي مدعومة بجهاز أيه بي اس لمنع غلق المكابح إضافة الى جهاز إلكتروني للتحكم بتماسك السيارة وتوازنها، ونظام مراقبة ضغط الهواء في الإطارات و... وفي هذا السياق، نشير الى أن ميني الجديدة التي ستتوافر فئة مخفوضة السعر منها نحو 14 ألف دولار أميركي، ستزود مجموعة من التجهيزات التي سبق ذكرها قياسياً لتتمكن من دخول المنافسة من الباب العريض، خصوصاً أن هذه الفئة من السيارات لا تزال تلاقي إقبالاً كبيراً وبالأخص في الأسواق الأوروبية. ثلاثة محركات لمولودتها الجديدة التي سيبدأ تصنيعها وتجميعها في معامل أوكسفورد البريطانية ستوفر ميني ثلاثة محركات تقوم جميعاً على مبدأ الأسطوانات الأربع المتتالية، سعة 6،1 ليتر، وقد زودت تقنية الصمامات المتعددة، أي أربعة صمامات لكل أسطوانة. وتوفر المحركات الثلاثة قوة 90 و115 و160 حصاناً على التوالي تنتقل الى العجلات الامامية الدافعة عبر علبة تروس يدوية أو أخرى أوتوماتيكية تعتمد النظام المتتالي لنقل النسب. [email protected]