باريس - أ ف ب، رويترز - استمع القضاء الفرنسي امس، الى ابنة الرئيس جاك شيراك في قضية رحلات خاصة قام بها والدها ومقربون منه عندما كان رئيساً لبلدية باريس ودفعت نفقاتها نقداً. وكان القضاء استمع اول من امس، الى اربعة على الاقل من معاوني شيراك من اجل معرفة مصدر الاموال المستخدمة لدفع نفقات الرحلات، وما اذا كانت اموال رشاوى، خصوصاً انها استخدمت للانفاق على عطلات خارجية اتسمت بالترف. المدعوون للشهادة وأوضحت المصادر ان كلود شيراك ابنة الرئيس التي تعمل مستشارة اعلامية لدى والدها، مثلت بصفة شاهدة امام القضاء. وكانت الشرطة المالية استدعت قبلاً رئيسة مكتب الرئيس آني ليريتييه، اضافة الى رئيسة الامانة الخاصة للرئيس ماريان لوجاندر. كذلك استمع قاضيا تحقيق الى احد مستشاري الرئيس وهو موريس اولريش العضو في مجلس الشيوخ الفرنسي الذي ينتمي الى حزب التجمع من اجل الديموقراطية اليميني بزعامة شيراك. كما استمعت الشرطة الى احدى معاوناته وهي بريجيت مونيرا. ولم تؤد التحقيقات حتى الان الى اي ملاحقة قضائية. ويسعى القضاء الى تحديد قيمة الاموال التي استخدمها شيراك للقيام برحلات مع عائلته الى الخارج بين 1992 و1995، في وقت كان رئيساً لبلدية باريس. كما يسعى لمعرفة مصدر هذه الاموال، ولا سيما تأكيد اعلان الرئاسة انها من "الصندوق الخاص" للدولة، وهو مصدر تمويل موضوع في تصرف الرئاسة وغير خاضع للمراقبة. وأفادت الشهادات الاولى التي حصل عليها المحققون ان القيمة الاجمالية لهذه الرحلات التي سددت نقداً، تبلغ اقل من 4،2 مليون فرنك 370 الف يورو كتقدير اولي. كذلك يتساءل القضاة عن احتمال وجود روابط بين هذه الاموال وعمليات الاختلاس المفترضة في منح عقود عامة في منطقة ايل دو فرانس في وقت كان شيراك رئيساً لبلدية باريس 1977-1995. انقسام في القضاء تصدرت هذه المسألة صفحات الصحف الفرنسية، وذلك قبل عشرة اشهر من انتخابات رئاسية تعتبر حاسمة. واوردت صحيفة "لو باريزيان" الشعبية ان القضاء منقسم بشأن هذه المسألة، مشيرة الى خلاف في وجهات النظر بين قاضيي تحقيق حول امكان ان يرد شيراك، بحسب القانون، على اسئلة القضاة الذين يحققون في هذا الملف. ورفض شيراك استجوابه بشأن هذه القضية، استناداً الى حصانته الدستورية، لكنه نفى ارتكابه اي مخالفات. وقال مساعدون انه سيرد على تلك المزاعم خلال حديث تلفزيوني السبت المقبل، في الذكرى السنوية لتحطيم اسوار الباستيل. ولم يتضح بعد اذا كان المحققون سيسعون ايضاً الى استجواب الفرنسية الاولى برناديت شيراك.