} تواصلت حرب الرسائل بين اسرائيل من جهة، ولبنان وسورية من جهة ثانية، الى مجلس الأمن الدولي، في ظل الحملة الاسرائيلية على الأممالمتحدة بسبب شريط الفيديو الذي صوّرته قوات الطوارئ الدولية لسيارتين استخدمتا في خطف "حزب الله" ثلاثة جنود إسرائيليين في تشرين الاول اكتوبر الماضي، في وقت أمر الأمين العام للمنظمة الدولية كوفي أنان بإجراء تحقيق داخلي في شأن وقائع تصوير الشريط، من لحظة تصويره إلى الاتصالات بين ممثلي الأممالمتحدة في هذا الشأن. وأعلن أنان تمسكه برفض تسليم الشريط الأصلي إلى إسرائيل، كقرار نهائي، تجنباً لتعريض صدقية الأممالمتحدة للأذى. بعث السفير الاسرائيلي في الأممالمتحدة ايهود لانكري برسالة عنيفة إلى أمينها العام كوفي أنان ضد ترشيح سورية إلى مقعد في مجلس الأمن، وضد مواقف لبنان في الجنوب. وقال فيها ان "ليس من مصلحة اسرائيل تفاقم الوضع على الحدود الشمالية، لكنها مضطرة الى ممارسة حق الدفاع عن النفس لحماية حياة جنودها ومدنييها ولوضع حد للإرهاب الذي ينطلق من لبنان وسورية وترعاه الدولة". وحذر من "ان الحال المتفجرة التي لا تزال سائدة على الحدود الشمالية لاسرائيل يمكن ان تتدهور اكثر بما يؤدي الى تفاقم حال عدم الاستقرار الاقليمي". وقال إن خروقات خط الانسحاب التي يقوم بها "حزب الله" واستمراره في هجماته "يشكل تهديداً خطيراً للسلم والأمن على طول الحدود وفي المنطقة بأسرها". وزعم أن هجمات "حزب الله" تتم "بتواطؤ مع الحكومتين اللبنانية والسورية". وقال: "نظراً الى ان سورية محتلة بلداً مجاوراً وممولة للارهاب الذي يمارسه "حزب الله" وحامية للمنظمات الارهابية على اراضيها، فإن سياساتها تتعارض مع مبادئ الأممالمتحدة". وأضاف أن "على المجتمع الدولي التفكير جدياً في سلوك الحكومة السورية في ضوء ترشيحها الوشيك إلى عضوية مجلس الأمن". وهاجم "عدم نشر لبنان قواته على الحدود مع اسرائيل وعدم احترامه الخط الأزرق". وكانت طائرات حربية إسرائيلية انتهكت أمس، حرمة الأجواء اللبنانية، وحلقت جنوباً وشمالاً وخرقت جدار الصوت فوق بيروت وصور وطرابلس، للمرة الثالثة على التوالي منذ اعلان الأممالمتحدة تعليق اسرائيل مثل هذه الانتهاكات. وواصلت اسرائيل مطالبة الأممالمتحدة بنسخة غير معدلة لشريط الفيديو الذي التقطه جنود هنود يعملون في اطار قوات الطوارئ الدولية في جنوبلبنان لسيارتين استخدمتا في أسر "حزب الله" ثلاثة جنود اسرائيليين، ثاني يوم العملية في تشرين الأول اكتوبر الماضي، على رغم ابلاغ أنان رئيس الحكومة الاسرائيلية آرييل شارون رفضه اطلاع اسرائيل إلا على النسخة المعدلة من الشريط. وقال الوزير الاسرائيلي بلا حقيبة داني نافيه، في تصريح إلى الاذاعة الاسرائيلية: "سنواصل المطالبة بالنسخة غير الخاضعة للرقابة،لأن المسألة إنسانية، تتعلق بثلاثة من جنودنا خطفوا وليست مسألة سياسية. وعلى مسؤولي الأممالمتحدة ان يختاروا إما ان يقفوا في معسكر الارهابيين والمجرمين الدوليين وإما في معسكر ضحايا الارهاب". وكانت الولاياتالمتحدة أيدت ليل أول من أمس مطالبة إسرائيل الأممالمتحدة بإذاعة شريط الفيديو "كما هو من دون أي تدخل أو تعديل، لعله يقدم معلومات عن خاطفي الجنود". وقال المندوب الاميركي لدى الأممالمتحدة كاميرون هيوم اثناء جلسة مغلقة لمجلس الأمن: "يجب ان يذاع الشريط الذي التقطه جندي تابع لقوات حفظ السلام بعد يوم من الخطف، كما هو من دون أن يمس". وأضاف لوكالة "رويترز": "سيكون من الأفضل الافراج عن شريط الفيديو من دون أي تدخل، كما هو. إلا ان مبعوثين آخرين في الاجتماع، بينهم مبعوثو دول لها جنود في لبنان، قالوا إنهم لا يريدون التدخل في أي قرار اتخذه كبار مسؤولي الأممالمتحدة لأسباب تتعلق بأمن قوات حفظ السلام وحياد الأممالمتحدة". وقال أحد المبعوثين: انها "ليست مسألة سهلة". الى ذلك، تقدم لبنان بطلب الى الأممالمتحدة لتجديد انتداب مهمة قوات الطوارئ في الجنوب ستة أشهر أخرى، تبدأ من أول آب اغسطس المقبل، وأكد اهتمامه بوجودها وبدورها كمراقبة ومتابعة لما يدور على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية. وأوضح وزير الخارجية محمود حمود ان الطلب تضمن اشارة الى الخروق والاستفزازات الاسرائيلية الدائمة وحق لبنان في استكمال تحرير اراضيه. وأشار الى موضوع الألغام وضرورة العمل على ازالتها.كما تضمن اشادة بقيادة قوات الطوارىء و"القائمين على ادارتها وجنودها والبلدان المساهمة فيها لما يبذلونه من جهود وتضحيات نبيلة من اجل تنفيذ ولايتها".