عرفات اعتبر هدم المنازل جريمة اسرائيلية جديدة ... واسرائيل قصفت مخيم رفح خمس ساعات متواصلة . الجيش الإسرائيلي يدمر حياً كاملاً جنوب قطاع غزة ويشرد 25 عائلة فلسطينية

} دمرت قوات الاحتلال الاسرائيلي حياً سكنياً فلسطينياً كاملاً في مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين على الحدود الفلسطينية - المصرية وشردت نحو 200 لاجئ تحت جنح الظلام في عملية وصفها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ب"الجريمة" لتضاف الى "مجزرة هدم" مماثلة في مخيم شعفاط القريب من القدس في ساعات النهار، فيما تواصلت عمليات القصف والتوغل في اراضي السلطة الفلسطينية في أكثر من موقع حتى ساعات الصباح ما ادى الى اصابة شاعر فلسطيني برصاصة في بطنه اثناء جلوسه على مكتبه.
وسبق عمليات الهدم التي سويت خلالها بيوت نحو 25 عائلة فلسطينية اضافة الى عدد من المحال التجارية بالارض، قصف مكثف بالرشاشات الثقيلة وقذائف المدفعية على اهالي منطقة "بلوك O" في مخيم رفح.
أكد شهود عيان انهم استيقظوا على ازيز الرصاص وانفجار القذائف في حوالى الساعة الواحدة من فجر امس، وتواصل القصف لمدة خمس ساعات. ووصف الفلسطينيون حيهم السكني بتهكم انه "تعرض لهزة ارضية اسرائيلية".
واصيب ثمانية فلسطينيين معظمهم في الثلاثينات من العمر وطفل في الحادية عشرة من العمر وهو "اصم وابكم" بجروح مختلفة ادت الى تهتكات في عضلات وشرايين الاطراف فيما اصيب احد الشبان برصاصة في العنق ووصفت حالته بأنها "صعبة". واعلنت مصادر عسكرية اسرائيلية عن اصابة ثلاثة جنود اسرائيليين بجروح مختلفة وصفت جروح أحدهم بأنها خطرة أثناء توغل الجيش نحو 100 متر داخل الاراضي الخاضعة للسيادة الفلسطينية.
بيت ساحور
وتوغلت القوات الاسرائيلية عشرات الامتار في قرية بيت ساحور بعدما دمرت أحد حواجز قوات الامن الوطني الفلسطينية. وشملت العملية العسكرية قصفاً مكثفاً على محاور التماس في القرية.
ويرى الفلسطينيون ان الجيش الاسرائيلي ينفذ منذ ايام قرارات سرية اتخذتها قيادة الجيش والاذرع الامنية والعسكرية الاخرى في الدولة العبرية بالمضي قدما فيما يسمى ب"الحرب الموضعية الخفية" تحت جنح الظلام ويطالب الفلسطينيين "بوقف اطلاق نار تام" لتفادي ردود فعل دولية قوية على ما يجري على الارض. ووصفوا هذه العمليات بأنها تدخل في اطار سياسة "التطهير العرقي" خصوصاً وان رئيس بلدية القدس الاسرائيلي ايهود اولمرت أعد "وجبة تدمير" أخرى في محيط مدينة القدس مطلع الاسبوع المقبل تستهدف هذه المرة بلدة العيسوية المحاذية لمستوطنة "التلة الفرنسية" المقامة على اراضي المواطنين المحتلة عام 1967 كما افادت مصادر فلسطينية.
عرفات
ووصف الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ب"الجريمة" قيام اسرائيل بهدم منازل فلسطينية امس في قطاع غزة، وذلك لدى عودته الى رام الله الضفة الغربية من عمان.
وقال عرفات إن "العسكريين الاسرائيليين ارتكبوا جريمة جديدة"، مؤكداً "سنطالب بدعم عربي ودولي لوقف هذه الجرائم".
الملك عبدالله
وقال مسؤولون في عمان ان العاهل الاردني الملك عبدالله ندد امس بازالة اسرائيل منازل فلسطينية قائلاً إن مثل هذه الاعمال يزيد التوتر في الشرق الاوسط.
وأدلى الملك عبدالله بهذه التصريحات خلال محادثات اجراها في عمان مع الرئيس الفلسطيني تناولت تصاعد اعمال العنف بين الفلسطينيين واسرائيل.
وقال مسؤول إن الملك عبدالله "ندد بسياسة هدم السلطات الاسرائيلية للمنازل الفلسطينية واستمرار بناء المستوطنات في الاراضي الفلسطينية".
ونقل المسؤول عن الملك عبدالله قوله ان استمرار "العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني" سيزيد من تعقيد الوضع في المنطقة ويزيد من التوتر وعدم الاستقرار.
وقال الملك عبدالله إن على اسرائيل التقيد بالهدنة التي رعتها الولايات المتحدة والتي ينبغي ان تؤدي الى تنفيذ التوصيات التي وضعها السناتور الاميركي السابق جورج ميتشل.
وكان تقرير اعدته لجنة دولية برئاسة ميتشل دعا الى هدنة تتبعها فترة تهدئة واجراءات من اجل اعادة الثقة.
اعتصام
ونفذ الفلسطينيون اعتصاماً جماهيرياً في مخيم شعفاط الذي تعرض الى عمليات هدم جماعية امس الاول وشرع المشاركون في ازالة انقاض المنازل المهدومة تمهيداً لاعادة تشييدها في تحد لقرار البلدية الاسرائيلي.
وواصلت القوات الاسرائيلية استيلائها على منازل المواطنين وتحويلها الى ثكنات عسكرية بعد طرد اصحابها منها. وانضم منزل احد الفلسطينيين في قرية "كفر الديك" شمال الضفة الغربية الى اكثر من عشرين منزلاً تحولت الى مواقع عسكرية في قطاع غزة والضفة الغربية في مخالفة للاعراف والمواثيق الدولية.
واصيب الشاعر احمد يعقوب برصاصة في البطن جراء قصف اسرائيلي بالرشاشات الثقيلة على احد الاحياء السكنية في مدينة البيرة. وقالت مصادر اسرائيلية ان يعقوب كان يجلس على مكتبه في مؤسسة "بيت الشعر" في المدينة.
وفي هذه الاثناء، دعا كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الادارة الاميركية الى الاعلان فوراً عن وضع جدول زمني لتنفيذ توصيات لجنة ميتشل الدولية، مشيراً الى ان التأخير في وضع هذا الجدول يفسر في اسرائيل بأنه "ضوء اخضر للاستمرار في عدوانها".