أخيراً ظهر ممدوح مهران علناً وأمام الجميع لكنه اختار قلب الصحراء مكاناً لظهوره الأول، ولذرف دموعه، منذ أن تسبب بأكبر ضجة تشهدها مصر في شأن قضية تتعلق بالأقباط حين نشر منتصف الشهر الماضي في صحيفتي "النبأ" و"آخر خبر" اللتين يترأس تحريرهما معلومات وصوراً فاضحة عن قضية أتهم فيها القس السابق عادل سعد الله غبريال. واحتشد أكثر من ألف شخص يعملون في دار "النبأ" داخل الدار التي تقع في منطقة ابو رواش على طريق القاهرة - الاسكندرية الصحراوي. وتحول المؤتمر في أوقات الى مشاهد مسرحية، واستخدم مهران كل طبقاته الصوتية إذ هاجم وبكى، وسقط على الأرض ورفعه مساعدوه، وأبعد محاميه حين حاول أن يسدي اليه نصيحة. ذكّر مهران الحضور بماضيه و"كفاحه من أجل الوطن"، واشار الى أن "النبأ" باتت تحتل المرتبة الثالثة في أعداد التوزيع بين كل الصحف المصرية، وتحدث طويلاً عن تأييده للرئيس حسني مبارك "الذي أفسح مجال الحرية". ودافع مهران عن صحيفته ورفض وصفها بأنها صحيفة صفراء وأسهب في الإشادة بالبابا شنودة، وذكّر الحضور بمواضيع وتقارير نشرت في الصحيفة دفاعاً عن شنودة والكنيسة المصرية وأظهر صوراً تجمعه مع شنودة وعرض ميدالية تذكارية منحها الأخير اليه، ونفى أن يكون قصد الاساءة الى المقدسات القبطية أو التسبب في أزمة مع الاقباط. وأمعن في التودد الى لأقباط واجهش بالبكاء قائلاً: "بكيت وأنا أشاهد شريط الفيديو الجنسي للقس السابق وأصوات أجراس الكنيسة تقرع". قال إنه كان يتصور ان يسعد البابا شنودة بالنشر "على أساس ان الصحافة رقيب على الجميع وليست مهمتها التستر على الفساد". وحاول ايجاد باب يبقيه مفتوحاً لمصالحة مع الكنيسة، وأشار الى أن "النبأ" افردت لشنودة والكنيسة والاقباط مساحات أكبر من تلك التي افردتها للرئيس مبارك. وكان لافتاً أن محامين أقباط يترافعون دفاعاً عن الكنيسة في القضايا المتداولة حالياً في المحاكم ضد مهران، حضروا المؤتمر واستبعد هؤلاء إمكان مصالحة بين مهران والكنيسة بعدما تخطى الأمر حدود العلاقات الخاصة. ولم يخل حديث مهران من هجوم مضاد على الجهات التي اعتبر أنها وقفت ضده. وحين سئل عن الاشاعات التي ترددت عن حصوله على شريط الفيديو من أجهزة الأمن، أكد أن الاجهزة ظلت دائماً ضده اذ اعتقلته في فترة شبابه وأوقفت صحيفته قبل صدور حكم قضائي. وألمح الى صحف قومية تنشر صوراً فاضحة وأخرى احتلت مراتب متقدمة في تقرير اصدره المجلس الاعلى للصحافة عن التجاوزات الصحافية،. انتهى المؤتمر وظلت أسئلة كثيرة وجهت الى مهران من دون اجابات قاطعة مثل السؤال عما اذا كان تأكد أن القس السابق مارس الرذيلة داخل الدير، فرد قائلا: "الجواب في التحقيقات". وعن الطريقة التي عرف بها أن غبريال مارس الجنس مع خمسة آلاف سيدة، قال: "إذا قرأت التحقيقات ستصاب بالذهول". ولأنه لاحظ أن البعض لم يتأثر ببكائه، قال في لهجة حاسمة: "لست ممثلاً ودموعي حقيقية". وكي يكتمل المشهد الختامي أمسك مهران بالميكروفون وهتف بحياة مصر والوحدة الوطنية والمسلمين والاقباط والوطن، ووجد الحاضرون من الصحافيين والإعلاميين أنفسهم يرددون الهتافات خلفه.