أحال النائب العام المصري المستشار ماهر عبد الواحد أمس رئيس تحرير صحيفتي "النبأ" و"آخر خبر" الصحافي ممدوح مهران على محكمة جنح أمن الدولة العليا لمحاكمته بتهم تتعلق بما نشر في الصحيفتين من معلومات وصور فاضحة للقس سابق عادل سعد الله غبريال. وقرر رئيس محكمة جنوبالقاهرة المستشار علي عبد الشكور أن تتم محاكمة مهران بصورة عاجلة، محددا احدى دوائر محكمة أمن الدولة برئاسة المستشار أسامة محمد علي ليمثل مهران أمامها بدءاً من الأحد المقبل. وطالب المحامي العام لنيابة أمن الدولة العليا المستشار هشام بدوي في لائحة الاتهام بتطبيق أقصى العقوبات الواردة في قانون العقوبات في حق مهران والتي تصل الى 12 سنة سجنا. ووجهت النيابة الى الصحافي اربع تهم عقوبة كل منها ثلاث سنوات وهي: "بث دعايات مثيرة والتحريض بطريق النشر على ازدراء طائفة دينية ونشر صور فاضحة منافية للآداب العامة ونشر أمور تتعلق بقضية ما زالت تتداولها النيابة بالتحقيق". وكان مهران خضع مساء الاثنين لتحقيقات لدى النيابة استمرت حتى الصباح بسبب ما نشر يوم السبت الماضي في صحيفة "النبأ" عن قضية غبريال، وكذلك ما نشر في اليوم التالي في صحيفة "آخر خبر" عن القضية نفسها وأطلق بعدها بكفالة مقدارها عشرة آلاف جنيه لكون القانون المصري يمنع الحبس الاحتياطي على ذمة قضايا النشر. وخفت الحشود الأمنية أمس حول كاتدرائية الأقباط، في منطقة العباسية وسط القاهرة، والتي استمرت نحو اربعة أيام، كما قل كثيراً عدد شباب الاقباط الذين كانوا داخلها منذ تفجر الأزمة الاربعاء الماضي. وأعلن الانبا يؤنس الناطق باسم البابا شنودة أن الكنيسة ألغت أمس اللقاء الاسبوعي الذي يعقد مساء الاربعاء "حرصاً على استقرار حال الأمن وتفادياً لتدافع الاقباط لحضوره تفاعلاً مع الأزمة". وابدى يؤنس مجدداً رضاه عن تجاوب الأجهزة الرسمية والشعبية مع مشاعر الاقباط وأشاد بموقف شيخ الازهر الدكتور محمد سيد طنطاوي. وبدت الرغبة الرسمية في التصدي لمحاولات تنشيط الأزمة من جديد صارمة إذ سارع رئيس "وكالة أنباء الشرق الأوسط" محفوظ الأنصاري الى الرد على بيان اصدره "رئيس الاتحاد القبطي الاميركي" مايكل منير اتهم فيه اجهزة الأمن بتسريب شريط الفيديو الذي حوى الصور والمعلومات عن قضية غبريال الى الصحافي مهران. واستغرب الانصاري ذلك الادعاء "رغم وجود منير على بُعد عشرة آلاف كيلو متر عن مصر"، ولفت الى أن "مصر خرجت تدين وتستنكر. لم تكن التظاهرات قبطية فقط، بل تظاهرات جمعت المسلم والقبطي حول دير المحرق وكنيسته في اسيوط، وحول مقر البطرياركية في العباسية".