} تتجه السلطات المصرية الى منع كل الاصدارات التابعة لصحيفة "النبأ"، وتتجه الى الى احالة رئيس تحريرها على المحاكمة بتهم الاساءة الى طائفة دينية ونشر صور فاضحة وبث دعايات مثيرة وتكدير الامن الاجتماعى، وذلك في محاولة لاحتواء ردود الاقباط الغاضبة على تحقيق عن قس سابق. واعتبر بابا الاقباط الانبا شنودة ان ما نشر "محاولة لاثارة الفتنة في مصر"، داعيا "الى اعادة النظر في الصحف الصفراء". شهدت العاصمة المصرية تحركات عدة فهم انها تصب كلها في اتجاه قرار إغلاق صحيفة "النبأ" واصداراتها الأخرى. وكان نقل عن رئيس الحكومة الدكتور عاطف عبيد ان الحاكم العسكري اتخذ بالفعل، استنادا الى السلطة التي تمنحه اياها قوانين حال الطوارىء، قرار الإغلاق موقتا إلى حين الانتهاء من التحقيقات مع رئيس تحرير الصحيفة ممدوح مهران، لكن "وكالة انباء الشرق الاوسط" الرسمية وزعت خبرا افاد ان تصريحات عبيد تمت اساءة فهمها. واكد البابا شنودة، في مقابلة مع التلفزيون الرسمي،أن ما أقدمت عليه صحيفتا "النبأ" و"آخر خبر" من اتخاذ خطأ فردي وقع فيه قس مفصول للتشهير بدير للأقباط "أمر غير مقبول على الإطلاق"، معرباً عن اعتقاده بأن التصرف "محاولة لإثارة الفتنة في مصر". وعلق شنودة على ما نشرته الصحيفتان عن القس السابق عادل سعد الدين غبريال الذي يقضي حالياً فترة حبس احتياطي على ذمة القضية بتهمة ارتكاب أفعال فاضحة وابتزاز سيدات من ضحاياه، مطالبا الدولة "أن تعيد النظر في أمر الصحف الصفراء". وقال "كم من المجهودات تبذل لتأكيد الوحدة الوطنية وتعميقها وبث روح المحبة والتعاون بين الناس بمختلف دياناتهم ثم يقوم صحافي بنشر تقرير أو صور يهدم كل ما نبذله؟". ولفت إلى أن دير المحرق الذي زعمت الصحيفة أن الصور الفاضحة التقطت داخله "له مكانة كبيرة جداً لدى الأقباط لأنه كان آخر مطاف العائلة المقدسة حيث قضوا هناك نحو ستة شهور"، مشددا على أن إهانة الدير "تمثل إهانة شديدة للأقباط ورئيس الدير نفسه". واضاف "لجأنا للقضاء وأقمنا دعوى قذف علني لأن الصحيفة ذكرت أن الدير صار وكراً للدعارة، كما نشرت تفاصيل يستحيل حدوثها ورغم أن الصحيفة ربحت مادياً لإثارتها هذا الموضوع فإنها خسرت معنوياً وأضرت البلد". وكان شنودة التقى صباح أمس نائب رئيس الوزراء وزير الزراعة السيد يوسف والي في مقر كاتدرائية الأقباط، وأعرب والي خلال اللقاء عن أسفه لما نشرته "النبأ" و"أخر خبر" وتضمن إساءة لدير المحرق في أسيوط. وأطلقت نيابة أمن الدولة العليا أمس رئيس تحرير صحيفتي "النبأ" و"آخر خبر" ممدوح مهران بكفالة قدرها 10 آلاف جنيه بعد تحقيقات استمرت طوال الليل انتهت بتوجيه عدة تهم إليه بينها "بث دعايات مثيرة وعقوبتها السجن لمدة ثلاث سنوات والتحريض بطريق النشر على ازدراء طائفة دينية وعقوبتها السجن لمدة ثلاث سنوات، ونشر صور فاضحة منافية للآداب العامة وعقوبتها السجن لمدة ثلاث سنوات وغرامة لا تقل عن ثلاثة آلاف جنيه، ونشر أمور تتعلق بقضية ما زالت تتداولها النيابة بالتحقيق ومحاولة تكدير الأمن والسلام الاجتماعي وعقوبتها السجن لمدة ثلاث سنوات". وأكدت مصادر قضائية أن اطلاق مهران بكفالة على ذمة التحقيق في القضية المتهم فيها سيعقبه في غضون أيام قرار بإحالته على المحاكمة، مشيراً إلى أن النيابة لم تصدر قراراً بحبس مهران احتياطياً على ذمة القضية لكون القانون لا يجيز حبس الصحافيين احتياطياً على ذمة القضايا محل التحقيق. وكان مهران نشر في صحيفة "النبأ" السبت الماضي تقريراً عن قضية متهم فيها قس كانت الكنيسة الأرثوذكسية فصلته قبل خمس سنوات. وقبضت الشرطة عليه وأحالته على النيابة بتهمة ممارسة أعمال فاضحة وابتزاز سيدات. ونشرت الصحيفة صوراً فاضحة للمتهم مع ضحاياه، زاعمة أنها حدثت داخل دير المحرق في أسيوط، ما أثار غضب الأقباط الذين بدأوا مساء اليوم نفسه في التظاهر داخل كاتدرائيتهم التي تقع في منطقة العباسية وسط القاهرة. وتسبب إعادة نشر المعلومات نفسها في عدد أول من امس في صحيفة "آخر خبر" في تجدد احتجاجات الأقباط على رغم أن محكمة جنوبالقاهرة كانت أمرت بمصادرة عددي الصحيفتين. وأنكر مهران أثناء التحقيق التهم الموجهة اليه، مؤكدا أنه "كان يهدف إلى توعية المسيحيات بأساليب المنحرفين من أمثال غبريال حتى يتجنبوا التعامل معه وتفادياً لوقوع ضحايا جدد له". وذكر أن التقرير المنشور في "النبأ" "ركز على أعمال السحر والشعوذة التي كان يمارسها غبريال ومحاولته استغلال الدين لأغراض دنيئة". وشدد الصحافي على "أنه حريص على مشاعر الأقباط ولم يكن يقصد إثارتهم أو الإساءة لهم". وقال: إن "شريط الفيديو الذي حصل منه على الصور يباع في الأسواق وسلم النيابة نسخة من الشريط". وذكر أن صحافياً تحت التدريب سلمه له بعد أن حصل عليه من الأسواق، ورفض مهران كشف المصادر التي حصل منها على المعلومات عن قضية غبريال. وطرحت صحيفة "آخر خبر" في الأسواق أمس ونشرت ردود الفعل تجاه الأزمة التي تسببت فيها مع صحيفة "النبأ" وبينها التظاهرات في الكاتدرائية وبيان الكنيسة. وتعهد مهران أن يرد على كل ما أثير ضده في عدد الصحيفة الذي كان مقرراً أن يصدر اليوم قبل أن يعلن الحاكم العسكري وقف كل الإصدارات التابعة لدار "النبأ". وفيما باشر نقيب المحامين السيد سامح عاشور أمس إجراءات دعوى قضائية ضد مهران ودار "النبأ" موكلاً عن دير المحرق استنكر شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي بشدة "الإساءة إلى الأشقاء الأقباط" وأكد أن مصر "نسيج واحد"، موضحاً أن الشعب المصري "يرفض أي محاولة للإساءة إلى الأعراض أو الأخلاق"، وقال طنطاوي: إن "مصر ستظل بلد القيم الأصيلة والنبيلة التي ترفض الإساءة بكل صورها وأشكالها"، ومؤكداً "وقف الأزهر بقوة ضد كل ما ينشر ويكون فيه إساءة إلى أعراض الناس أو شرفهم"، واعتبر أن ما نشر في "النبأ" يثير "الفتنة في المجتمع"، وشدد على أن الأمر "لا يمثل إساءة للأشقاء الأقباط فقط وإنما إساءة بالغة إلى المجتمع المصري بأكمله". وبعث المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمين" السيد مصطفى مشهور برقية أمس إلى شنودة جاء فيها: "تألمنا وصدمنا بما نشر وهو بكل المقاييس يجافي أصالة وهوية وقيم وأخلاق الشعب المصري العريق الأصيل ويتعارض مع نبله وتقاليده العظيمة والتزامه العفة والتعفف، الأمر الذي أدى إلى الشعور بالسخط والاستنكار على المستوى الشعبي"، وأكد مشهور مساندة "مبادرة الجهات المسؤولة في الدولة في اتخاذ الإجراءات الرادعة لمواجهة ذلك التصرف المشين".