} دخلت قطر مرحلة جديدة في مجال صناعة الغاز بعدما وقع وزير الطاقة والصناعة القطري السيد عبدالله العطية أمس اتفاقاً "للاستثمار المشترك" بين شركتي "قطر للبترول" و"ساسول" من جنوب افريقيا. قال وزير الطاقة والصناعة القطري ان المشروع الجديد وهو الأول من نوعه في الشرق الأوسط، سيؤدي الى تحويل الغاز الى سوائل بترولية بطاقة 34 ألف برميل يومياً في المرحلة الأولى، مشيراً الى أن قطر ستكون عاصمة لانتاج السوائل البترولية. وتبلغ الكلفة الرأسمالية الكلية للمشروع نحو 800 مليون دولار. وقال العطية انه من المتوقع بدء تشغيل المشروع سنة 2005 لتحويل الغاز الطبيعي الى سوائل تستخدم "كوقود مصادق" للبيئة. وستقوم "قطر للبترول" بنسبة 51 في المئة وشركة "ساسون" 49 في المئة بتدبير التمويل اللازم لجزء كبير من متطلبات كلفة المشروع خلال الأشهر المقبلة قبل بدء الأعمال الهندسية والشراء والتشييد في أيلول سبتمبر 2002. وعلم ان الشركتين ستكونان مسؤولتين عن تنفيذ دراسة خاصة بالمشروع ستبلغ كلفتها مع الترخيصات 30 مليون دولار. وتم اختيار "شركة فوستر ويللر" للقيام بالدراسة التي ستستغرق 9 أشهر تعقبها مرحلة المناقصات التي ستستمر نحو 5 أشهر. يذكر انه كان تم في وقت سابق الانتهاء من دراسة جدوى المشروع في مدينة رأس لفان الصناعية. وقال مسؤولو "قطر للبترول" ان هذا المشروع الجديد يعتمد على استخدام تكنولوجيا شركة "ساسول" والاحتياطات الضخمة من غاز حقل الشمال كلقيم. وأوضحوا "ان البنية التحتية التي ستوفرها "راس لفان" وفوائد تكامل المشروع التي يتمتع بها الموقع والتحسينات التي أدخلتها شركة "ساسول" على عملية التصنيع منذ بدء المناقشات مع "قطر للبترول" عام 1996، أضافت ميزة قيمة للمشروع". ويقول خبراء في "قطر للبترول" ان المشروع سيستهلك نحو 330 مليون قدم مكعبة قياسياً يومياً من الغاز الطبيعي الجاف. وسينتج مشروع تحويل الغاز الى سوائل نحو 24 ألف برميل يومياً من وقود الديزل و9 آلاف برميل يومياً من النافتا. وأفاد المسؤولون القطريون ان مواد الوقود السائلة المنتجة من المشروع القطري لتحويل الغاز الى سوائل بترولية تمتاز بخلوها من المواد الكبريتية، وان للديزل رقم سيتان عالياً ونسبة قليلة من العطريات والتي تساعد بدورها في تقليل الانبعاثات الضارة مثل العوالق الدقيقة وأكاسيد النيتروجين والكبريت وأول أكسيد الكربون والهيدروكربونات. وقال العطية: "اننا فخورون بأن تكنولوجيا شركة "ساسول" لتحويل الغاز الى سوائل بترولية هي الأولى من نوعها التي ستستخدم في دولة قطر". ورأى ان ذلك يمثل "فرصة ممتازة لتطوير استخدامات أخرى لغاز حقل الشمال القطري باستخدام هذه التكنولوجيا الجديدة لإنتاج مواد وقود مصادقة للبيئة". وكشف وزير الطاقة، رداً على سؤال ل"الحياة"، ان هناك مفاوضات تجري مع "اكسون موبيل" في شأن مشروع ثان في هذا المجال تحويل الغاز الى سوائل بترولية. وأضاف ان "6 شركات تتفاوض حالياً لتنفيذ مشاريع مماثلة، وسنختار أفضلها"، مشيراً الى أن معظم انتاج المشروع الجديد سيذهب الى السوق اليابانية. من جهته، اعتبر باتريك ديفز المدير التنفيذي لشركة "ساسول المحدودة"، ان مشروع تحويل الغاز الى سوائل مع "قطر للبترول" هو "مشروع رائد في مجال استخدام تكنولوجيا SPD لتحويل الغاز الى سوائل"، مشيراً الى انه يجمع بين الخبرة الفنية والتجارية للشركة والرؤية المستقبلية لشركة قطر للبترول والموقع المثالي للمشروع في منطقة راس لفان". ويذكر ان حجم المبيعات السنوية ل"ساسول" التي تأسست عام 1950 كإحدى الشركات العالمية في مجال انتاج مواد الوقود السائلة والكيماويات من الفحم والنفط، يبلغ أكثر من 6 بلايين دولار.