يصل الرئيس الفرنسي جاك شيراك الى روسيا اليوم في زيارة رسمية يبحث خلالها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في محاور عدة تشمل العلاقات الثنائية والأمن في أوروبا وقضايا اقليمية تهم الطرفين، في مقدمها الشرق الأوسط والوضع العراقي وتطورات الموقف في مقدونيا. ذكرت مصادر ديبلوماسية روسية أن تطلعات كل من موسكووباريس إلى بناء "أوروبا جديدة" ستشغل حيزاً كبيراً من اهتمام الطرفين خلال اجتماع القمة الأولى في موسكو بين الرئيسين الفرنسي جاك شيراك والروسي فلاديمير بوتين. وكان الزعيمان بحثا خلال لقائهما في أيار مايو الماضي في تأسيس "فضاء اقتصادي اوروبي موحد" يشمل روسيا والاتحاد الأوروبي، وينتظر أن يستكملا في لقاء اليوم محادثاتهما في هذا الشأن. ويُعد "التكامل الأوروبي" أحد أهم توجهات السياسة الخارجية الروسية. وفي سياق العلاقات مع أوروبا تحظى مسألة الأمن الاستراتيجي في القارة الأوروبية باهتمام كبير من الطرفين، علماً ان مواقف الجانبين متقاربة في هذا الشأن، إذ كانت فرنسا أكدت حرصها على التزام معاهدة الدفاع الصاروخي للعام 1972 أساساً لضمان الأمن الأوروبي. وتعارض باريسوموسكو خطط واشنطن الهادفة إلى إقامة شبكة الدفاع الصاروخي التي وصفها الكرملين مراراً بأنها تهدم الحجر الأساس في الأمن الاستراتيجي. وتشكل العلاقة بين موسكو وحلف شمال الأطلسي أحد أهم محاور القمة، خصوصاً في ما يتعلق بمساع للأطلسي إلى التوسع شرقاً. وكانت موسكو عبرت عن استيائها من سياسة الأطلسي حيال القضايا الاقليمية، وعلى رأسها المسألة العراقية والموقف في مقدونيا. ويرى المراقبون الروس ان ممارسة الأطلسي والاتحاد الأوروبي ضغوطاً على القيادة الشرعية المقدونية لحملها على الرضوخ لمطالب المقاتلين الألبان يعد سابقة خطيرة، ويحذرون من أن الحركات الانفصالية في الكثير من الدول الأوروبية مثل ايرلندا وبلجيكا واسبانيا ستجد في هذه السياسة تشجيعاً لها. ويعتبر الموقف من العراق مسألة خلافية أخرى. ففي حين عارضت موسكو قطعاً ما يعرف ب"العقوبات الذكية"، سعت فرنسا إلى ردم الهوة بين روسيا من جهة والولايات المتحدة وبريطانيا من جهة أخرى. وعلى عكس المسألة العراقية تتطابق مواقف باريسوموسكو في ما يتعلق بالشرق الأوسط. وقال الرئيس الفرنسي لوكالة "ايتار تاس" الروسية قبيل مغادرته باريس ان الطرفين متفقان على ضرورة التزام تقرير "لجنة ميتشل" كاملاً، كونه يضع الأساس للعودة الى طاولة المفاوضات.