سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ينوي استغلال مضمون خطاب باول للمحافظة على ائتلافه وعدم اخلاء مستوطنات . شارون يبدأ وضع العراقيل امام المبعوثين الاميركيين بتوغل جديد في رفح وجرح فلسطينيين وهدم 20 منزلا
} واصلت قوات الاحتلال الاسرائيلي عمليات التوغل والقصف والقتل في صفوف الفلسطينيين بعد ساعات قليلة فقط من القاء وزير الخارجية الاميركي كولن باول خطابه الذي حدد رؤية الادارة الاميركية للصراع الفلسطيني-الاسرائيلي، ما حمل الفلسطينيين على مطالبة الاميركيين ب"ترجمة الاقوال بالافعال" والتحذير من وضع اسرائيل "العراقيل" امام المبعوثين الاميركيين المقرر وصولهم الى المنطقة غدا الخميس. توغلت قوات كبيرة من جيش الاحتلال الاسرائيلي تساندها الدبابات والجرافات تحت وابل كثيف من اطلاق النار جنوب مدينة رفح وتحديدا في مخيم بلوك O وبوابة صلاح الدين في الساعة الواحدة من فجر امس الثلثاء ودمرت عشرين منزلا سويت 18 منها بالارض. وجرح عدد من المواطنين ووصفت مصادر طبية جروح اربعة منهم بانها متوسطة وجروح شاب يبلغ الثالثة والثلاثين من العمر لم تعرف هويته بأنها خطيرة جدا اذ اخترقت شظايا قذيفة اسرائيلية ظهره. وفي الضفة الغربية، اكدت مصادر طبية فلسطينية ان الشاب ماهر دغلس 24 عاما قتل بدم بارد بعد اصابته بجروح اثناء اعتقاله من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي امام بلدته برقة غرب مدينة نابلس مساء اول من امس. وقالت المصادر ذاتها ان دغلس الذي ووري الثرى في جنازة مهيبة امس اصيب بعشرين رصاصة تركز معظمها في الرأس والصدر والبطن والقدمين. ووصف نبيل ابوردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الاجراءات الاسرائيلية الاخيرة بانها تهدف الى "نسف الجهود الدولية ووضع العراقيل امام المبعوثين الاميركيين الذين سيصلون الى المنطقة". وفيما قالت الاذاعة الاسرائيلية ان باول خضع للضغوط الاسرائيلية وامتنع عن "مطالبة اسرائيل بما لا تقدر ان تفعله"، واشارت بشكل خاص الى "شطب" الجملة التي اراد فيها باول الغاء فترة الاسبوع من الهدوء التام، تشير التقارير الاسرائيلية الى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون رحب بخطاب باول في محاولة لتجيير مضامينه لكسب الوقت والحفاظ على ائتلافه الحكومي والامتناع عن تقديم اي "تنازلات" اقليمية او اخلاء مستوطنات يهودية. وقالت التقارير ان شارون سيفعل ذلك بالايحاء بأن باول "ترك الكرة في الملعب الفلسطيني" وان على الفلسطينيين ان يقوموا بالخطوة الاولى "لوقف العنف" نهائيا. وسارع شارون الى القيام بعملية توغل عسكري جديد في رفح فجر امس فيما بدا وكأنه رد على خطاب باول وتأكيد لاستمرار السياسة ذاتها على رغم كلمات الترحيب والمديح لباول والرئيس الاميركي جورج بوش. وتشير الدلائل الى ان شارون سيقف عند مطالبة باول بوقف العنف والتحريض ولن يتجاوزها خدمة لاهدافه المعلنة ووعوده لليمين المتطرف المشارك في ائتلافه الحكومي. ويعيش المسؤولون الفلسطينيون والاسرائيليون على السواء ساعات ترقب قبيل وصول المبعوث الاميركي الخاص الجنرال المتقاعد انتوني زيني، اذ يطالب الفلسطينيون بمراقبين في الميدان لمتابعة اتفاق وقف النار الذي سيعمل على ان يتوصل اليه الجانبان. اما الاسرائيليون فانهم "يخشون" ممن نعتوه بانه صديق السعوديين والمصريين وفقا لما قالته مصادر اسرائيلية نقلا عن "اصدقاء اسرائيل في واشنطن". على الارض وبعيدا عن ديبلوماسية الكلام، شهدت مدينة رام الله مسيرة للاطفال في خطوة احتجاجية على اعتقال اطفال فلسطينيين في المعتقلات والسجون الاسرائيلية بما في ذلك المعتقلات المخصصة للسجناء الجنائيين. واكد رئيس مؤسسة الحركة العالمية لحقوق الاطفال جورج ابو الزلف ل"الحياة" ان سلطات الاحتلال الاسرائيلية اعتقلت 600 طفل فلسطيني منذ بداية العام الجاري وان 180 منهم ما زالوا رهن الاعتقال ويعانون من ظروف اعتقال سيئة جدا بما في ذلك تعرض اثنين منهم الى الاعتداء الجنسي. واوضح ابو الزلف ان جميع هؤلاء الاطفال تتراوح اعمارهم بين 14 و16 عاما ما يعتبر انتهاكا صارخا لحقوق الطفل. وعلى الارض ايضا، اكدت تقارير صحافية اسرائيلية ان "سلسلة الاجراءات والتسهيلات" التي اعلن وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعيزر تنفيذها بمناسبة شهر رمضان على الحصار المفروض على الاراضي الفلسطينية "ليست سوى حبرا على ورق"، واشارت الى ان معظم هذه القرارت لم ينفذ.