بدأ لبنان اجراءات عملية أمس، لوقف نشاط مراكز التخابر الدولي الخاصة، التي تحرم الخزينة اللبنانية نحو مئتي مليون دولار سنوياً. واتفق أركان الحكم على ملاحقة الضالعين في انشاء هذه المراكز، وقطع الخطوط الهاتفية الثابتة التي تستخدمها لتهريب المخابرات الواردة على لبنان، والخارجة منه. ويناهز عدد هذه المراكز العشرين، وكان مجلس الوزراء رخص لبعضها بين عامي 1995 و2000، على انها شبكات لاسلكية لنقل المعلومات وادارتها، فضلاً عن مراكز أخرى رخص لها بمراسيم وزارية. وهي مراكز تستخدم صحوناً لاقطة لخطوطها اللبنانية من محطات هاتف دولية في اميركا وأوروبا، وتتقاضى من الشركات الدولية مبالغ تقل عما يتوجب على الشركات للبنان في مقابل مرور التخابر الدولي عبر السنترالات الرسمية. وهذا يؤمن ربحاً للمراكز والشركات الدولية في حين تخسر الخزينة اللبنانية. وتوجد المراكز في بيروت وضاحيتها الجنوبية وكسروان وزحلة وزغرتا. وتقدر الخسائر بما يفوق المئة مليون دقيقة سنوياً. بيروت - "الحياة" - بحث رئيس الجمهورية اميل لحود مع رئيس الحكومة رفيق الحريري، في اجتماع عقداه في بعبدا أمس، في الأوضاع العامة في ضوء التطورات الأخيرة والجهود المبذولة لمعالجة الأوضاع الاقتصادية بعد القرارات التي صدرت أخيراً وتلك المتوقع صدورها في الأيام المقبلة. وأفاد بيان صادر عن القصر الجمهوري ان "البحث تطرق الى عدد من الاجراءات التي تنوي الحكومة اتخاذها لمنع التجاوزات الحاصلة في قطاع الاتصالات الهاتفية الدولية، وكذلك ما آلت اليه الاتصالات لتصحيح الأوضاع في شركة طيران الشرق الأوسط". وأطلع الحريري لحود على نتائج زيارته الأخيرة للقاهرة والمواضيع التي اتفق عليها مع المسؤولين المصريين. ووصف أجواء اللقاء بأنها "كانت ممتازة". وترأس رئيس الحكومة في السرايا الكبيرة اجتماعاً خصص لموضوع التخابر الدولي غير الشرعي، وحضره وزيرا العدل سمير الجسر والاتصالات جان لوي قرداحي، والنائب العام التمييزي القاضي عدنان عضوم، والأمين العام لمجلس الوزراء الدكتور سهيل بوجي، والمدير العام للاستثمار في وزارة الاتصالات أحمد بسام عويدات. ووضع المجتمعين في صورة المعلومات التي وفرتها الأجهزة الأمنية المختلفة لناحية أسماء الشركات والأشخاص والمراكز المشكوك في مشاركتها في قرصنة الاتصالات الهاتفية. وطلب من الجسر وعضوم "ملاحقة كل من تثبت التحقيقات ضلوعه في هذا الجرم"، ومن قرداحي "قطع الخطوط الهاتفية المستخدمة في عمليات القرصنة فوراً". وأكد قرداحي "أننا سلمنا النيابة العامة المعلومات المتوافرة ونحن في صدد قطع الخطوط غير الشرعية. هذا عمل متواصل، والحكومة جدية في مكافحة هذا الموضوع من جوانبه كافة". ويترأس الحريري اجتماعاً غداً في السرايا يحضره وزراء الدفاع خليل الهراوي والداخلية الياس المر والعدل، يخصص للبحث في تقارير أمنية عن عودة زراعة الحشيشة الى البقاع، واسماء مالكي الأراضي ومساحاتها التي تقدرها معلومات شبه رسمية بنحو 45 ألف دونم، ولاتخاذ الاجراءات لمكافحتها. وقال الحريري ل"الحياة" ان "هذه الاجراءات تتم في اطار ممارسة الدولة واجباتها حيال مواطنيها والمجتمع الدولي لدفعه الي القيام بواجباته". وعلم ان الحريري بحث عصراً مع القائم بالأعمال الأميركي في بيروت ديفيد هيل في هذا الأمر في اطار اتصالاته مع الدول الغربية والمنظمات الدولية لدعم الزراعات البديلة وانماء المناطق. وعرض النائب عمار الموسوي "حزب الله" خلال اجتماع لفاعليات بقاعية، ما دار خلال جلسات مناقشة الموازنة في المجلس النيابي، واللقاء الذي عقد مع الحريري على أثرها في حضور رئىس المجلس النيابي نبيه بري والتي "أثمرت التزام الحريري برنامج عمل للمناطق المحرومة قيمته 700 بليون ليرة بينها 300 بليون لبعلبك - الهرمل"، رافضاً "مبدأ مقايضة مطالب المنطقة وتنميتها بالسماح بزراعة المخدرات التي تمثل مشكلة تتحمل الدولة مسؤوليتها". وحذر من العودة الى "الفوضى التي دفعنا ثمنها مشكلات عائلية وخلافات وتخلفاً انمائياً واقتصادياً واجتماعياً". وقال النائب نادر سكر"اذا كانت الوعود تخديرية فنقول للحكومة ان عليك الرحيل قبل ان يرغمك الأهالي على ذلك". وأكد "حزب الله" في بيان يتعلق بقضية "ميدل ايست" ان "الحوار عاد ليحل محل منطق التحكم والاستعلاء". ودعا الى "عدم الوقوع مجدداً في دوامة التسويف والمماطلة".