اكد مصدر روسي ل"الحياة" ان هناك معلومات عن خطة اسرائيلية لاحتلال الضفة الغربية ومحاصرة قطاع غزة لإرغام القيادة الفلسطينية على القبول بمفاوضات "من نقطة الصفر". وقال المصدر الوثيق الصلة بالاجهزة الخاصة ان المعلومات المتوافرة تفيد بأن رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون وافق من حيث المبدأ على خطة تتلخص في احتلال الضفة الغربية وترحيل القيادات الفلسطينية منها الى غزة. واضاف ان شارون نظر في احتمال ترحيل الرئيس ياسر عرفات الى تونس إلا انه وجد صعوبة في تنفيذ هذه الخطوة، فقرر ضمن الخطة محاصرته في غزة براً وبحراً وجواً وتحقيق "الإغلاق الكامل" للقطاع لحين موافقة الفلسطينيين على شروط في مقدمها الشروع في المفاوضات من نقطة الصفر. واكد المصدر ان "كل شيء جاهز للتنفيذ ولم يبق الا الضغط على الزر"، إلا ان شارون تعرض الى ضغوط داخلية وخارجية لثنيه عن تنفيذ المخطط. وشدد المصدر على ان "العامل الخارجي هو الأهم". وقال انه يتمثل بالدرجة الأولى في الموقف المتشدد لوزير الخارجية الاميركي كولن باول. ويرى الخبير الروسي ان قرار التنفيذ سيرجأ على الأقل الى ما بعد 16 حزيران يونيو وهو تاريخ القمة التي سيعقدها في لوبلان الرئيس الاميركي جورج بوش ونظيره الروسي فلاديمير بوتين. ولكن المصدر الذي تحدثت اليه "الحياة" قال ان الاسرائيليين يمكن ان يتحركوا اذا "حصلوا على هدية مشابهة لتفجير تل ابيب". وألمح الى احتمال ان "يقدم شارون نفسه مثل هذه الهدية". وكانت "الحياة" نشرت السبت الماضي ان لدى حلف شمال الاطلسي والاتحاد الأوروبي معلومات عن خطة اسرائيلية لاقتحام الضفة الغربية وفرض طوق أمني شامل، بري وبحري وجوي، على قطاع غزة، واحتلال قلقيلية وطولكرم وبيت لحم وشمال الخليل. وكانت صحيفة "معاريف" العبرية نشرت في اليوم ذاته ان هدف شارون النهائي هو حصر السلطة الفلسطينية في غزة "وسنرى في ما بعد ماذا سنفعل بيهودا والسامرة الضفة الغربية، فقد نبحث في وضعها بعد 10 أو 15 سنة". ولفت الانظار ان صحيفة "ازفيستيا" الموالية لاسرائيل نشرت مقالاً طلبت فيه من شارون ان "يتحرك ويحسم" ولا يقتصر على توجيه ضربات انتقامية، بل يقوم ب"عملية شاملة وسريعة" لاحتلال الاراضي الفلسطينية التي "لن يكون من الصعب الاحتفاظ بها". ودعت الصحيفة تحديداً الى السيطرة على محيط المستوطنات في الضفة الغربية ومواقع "المقدسات اليهودية" ومصادر المياه والمواقع ذات الاهمية العسكرية. وعلى الصعيد الرسمي طلب وزير الخارجية ايغور ايفانوف من الجانبين "التقيد غير المشروط" بقرار وقف النار والانتقال لاحقاً الى تنفيذ المقترحات الواردة في تقرير لجنة ميتشل. ولوحظ ان الوزير تجاهل المبادرة المصرية - الأردنية التي كانت موسكو دعت الى "مزاوجتها" مع التقرير. ونشرت في موسكو امس مقاطع من رسالة وجهها بوتين الى نظيره المصري حسني مبارك ونقلها رئيس الوزراء السابق يفغيني بريماكوف. ولم توضح الدائرة الصحافية للكرملين سبب إرجاء الكشف عن مضمون الزيارة حتى الوقت الحاضر. الا انها ذكرت ان بوتين شدد على ضرورة "الحفاظ على استمرارية العملية السلمية وقاعدتها السياسية - القانونية المتمثلة في مبادئ مدريد والتفاهمات والقرارات القائمة". وقد تكون هذه اشارة مهمة الى ان موسكو لا توافق على مبدأ العودة الى "نقطة الصفر" في المفاوضات.