كشفت مصادر موثوق بها ل"الحياة" تفاصيل القصة الكاملة للاتصالات والاتفاق بين "حركة المقاومة الاسلامية" حماس والحكومة الاردنية الذي مهد لعودة الناطق باسمها ابراهيم غوشة. وشددت المصادر على ان الاتفاق نص على "عدم ممارسة غوشة اي نشاط سياسي واعلامي داخل الساحة الاردنية"، مؤكداً انه "ما زال رمزاً قيادياً في الحركة ولم يطرأ اي تعديل على دوره". وعلمت "الحياة" ان هناك اتصالات بين "حماس" والحكومة الاردنية لمتابعة التفاهم على عودة بقية المبعدين خالد مشعل وعزت الرشق وسامي خاطر. وروى المصدر تفاعلات 13 يوماً من الازمة بين الحكومة الاردنية و"حماس" تمسكت عمان خلالها بشروطها لحل الازمة المتمثلة في تنازل غوشة وبقية المبعدين الذين يودون العودة عن مواقعهم القيادية، واي صلة لهم بالحركة، او ان يقبلوا بالتنازل عن الجنسية الاردنية، ليحصلوا على جوازات سفر موقتة لمدة سنتين بدلاً من الجوازات الدائمة. وقوبلت هذه الشروط "برفض حاسم من حماس التي اكدت ان المواقع القيادية وادوار قياداتها ورموزها لا تمس وليست خاضعة للتفاوض مع الحكومة الاردنية او اي جهة اخرى". ورأت الحركة ان "من العيب لأي جهة او دولة عربية وقد قيل هذا للحكومة الاردنية ان تطلب من القيادات التخلي عن ادوارهم في الحركة التي تخوض نضالاً وطنياً ضد الاحتلال الصهيوني". وعلمت "الحياة" ان مندوباً عن السلطات الاردنية اجرى اتصالاً الثلثاء بممثل "حماس" وتم لقاء بينهما عرض خلاله المندوب رغبة الحكومة في حل الازمة. ووافق ان تبقي القيادات المبعدة على ادوارها وعضويتها في "الحركة" شرط ان "تلتزم عدم ممارسة اي نشاط سياسي واعلامي في الساحة الاردنية". وطلبت السلطات الاردنية من المكتب السياسي ل"حماس" الموافقة على مغادرة غوشة الاردن لمدة يوم او ثلاثة ايام على الاكثر الى اي بلد تراه الحركة مناسباً، ثم يعود الى الاردن، "في ظل توجيه من الملك ورسالة ملكية الى الحكومة تأمرها بالسماح بعودته كمواطن كامل المواطنة". وفي هذا الاطار اقترحت "حماس" على السلطات الاردنية ان تطلب من اليمن استئناف وساطته وبناء على ذلك اجرت الحركة اتصالاً "بالاشقاء اليمنيين وتمنت عليهم استئناف وساطتهم كانوا اعلنوا سحبها فأبدوا استعدادهم لاستقبال غوشة لمدة 3 ايام في صنعاء على ان يعود بعدها الى الاردن، لكنهم طلبوا ان تتصل بهم الحكومة الاردنية لترتيب الوضع". ووعد المندوب الحكومي بمتابعة الموضوع مع صنعاء. لكن "حماس" فوجئت في الحادية عشرة مساء الاربعاء الماضي باتصال اجراه مندوب عن السلطات الاردنية بممثل "حماس" ابلغه خلاله ان غوشة غادر مطار عمان الى صنعاء وانه "الآن في الجو برفقة ممثل عن السلطة الاردنية" فأجرت الحركة اتصالات طوال مساء الاربعاء حتى فجر الخميس مع الجهات المختصة في اليمن والقيادة اليمنية للاطمئنان لكن المسؤولين اليمنيين اكدوا ان الحكومة الاردنية لم تجر اي اتصال بهم وان احداً لم يعلمهم بأن غوشة متجه الى صنعاء. في غضون ذلك وصلت اخبار من مصادر حكومية اردنية ان غوشة غادر الى بانكوك وليس الى صنعاء، وشدد المصدر على "ان هذا كان مستهجناً ومستغرباً لان بانكوك لم ترد في اي حوار بين الحركة والحكومة، كما ان ترحيله الى بانكوك تجاوز للوساطة". وانتقدت "حماس" محاولات التشويش على موقفها وموقف غوشة وقال المصدر: "ان الاتفاق ارتكز على عدم ممارسة غوشة النشاط السياسي والاعلامي داخل الساحة الاردنية فقط".