اتخذت السلطة الفلسطينية سلسلة اجراءات امس، تنفيذاً لاتفاق وقف النار مع اسرائيل بموجب "وثيقة تينيت" واستعداداً لاستقبال وزير الخارجية الاميركي كولن باول خلال جولته الشرق الاوسطية الاسبوع المقبل. فاعتقلت عدداً من كوادر تنظيمات ناشطة عسكرياً، وحققت مع الناطق باسم حركة "الجهاد الاسلامي" عبدالله الشامي ثم أطلقته وصادرت عدداً من قذائف "هاون". في غضون ذلك أعلن المبعوث الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط وليام بيرنز بعد لقائه الرئيس ياسر عرفات امس ان "لا حل عسكرياً للنزاع" الفلسطيني الاسرائيلي. وكشفت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس امس انها وافقت على ان يوقف الناطق باسمها ابراهيم غوشة أي نشاط باسم الحركة اذا سُمح له بدخول الأردن، لكن عمان رفضت ذلك. ونُقل غوشة امس الى مكتب مدير مطار الملكة علياء لتأمين "إقامة أفضل له" مما أوحى بأن مشكلته لن تُحل قريباً. وأفاد مسؤول فلسطيني ان اجهزة الأمن اعتقلت في الايام القليلة الماضية عدداً من الناشطين الذين لم يلتزموا قرار وقف النار وصادرت قذائف "هاون" في قطاع غزة، ووجهت انذارات الى زعماء الفصائل محذّرة من خرق وقف النار. لكن الناطق باسم "حماس" نفى اعتقال أي من عناصر الحركة، مؤكداً "رفض الشعب الفلسطيني اعتقال من يقاوم الاحتلال". وقال امين سر حركة "فتح" في الضفة الغربية مروان البرغوثي ل"الحياة: "لن نصمت ولن نسمح باعتقال اي شخص من اي فصيل او حركة". وجرت محاولة لاعتقال الشامي منتصف ليل الجمعة - السبت، بعدما تلقى اتصالاً هاتفياً من مسؤول أحد الأجهزة الأمنية الفلسطينية يدعوه إلى المثول أمامه من أجل التحقيق معه بتهمة التحريض على العنف، فأبلغه أنه سيمثل أمامه في الصباح، ثم حضرت قوة من الشرطة إلى منزله في حي الشجاعية في غزة لتفاجأ بأن مئات من أنصار "الجهاد" والمواطنين تجمهروا حوله ليحولوا دون اعتقال الشامي، فعادت القوة إلى مركزها، وفي الصباح توجه الشامي إلى المركز، حيث جرى التحقيق معه في تصريحات أدلى بها خلال مهرجان أُقيم في غزة، اعتبرت تحريضاً على خرق وقف النار، ثم افرج عنه. وعلى صعيد التحرك الأميركي لتثبيت وقف النار، أعلن بيرنز، بعد لقائه عرفات، ان "لا حل عسكرياً للنزاع في الشرق الأوسط، ووحدها السبل السياسية قادرة على جعل الأمن يستتب ليعيش الجميع في صورة طبيعية". وزاد انه أكد مجدداً التزام الولاياتالمتحدة تطبيق تقرير "لجنة ميتشل" والأهمية التي تعلقها على احترام الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تعهداتهما الأمنية. غوشة إلى ذلك، كشف رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل ل"الحياة" في الدوحة أن الحركة عرضت على الحكومة الأردنية عبر الوساطة اليمنية "أن لا يمارس غوشة أو من يعود من المبعدين نشاطاً باسم حماس على الساحة الأردنية، لكن عمّان رفضت العرض". وذكرت مصادر أردنية مطلعة أمس أن غوشة المحتجز في مطار عمّان منذ تسعة أيام نقل إلى مكتب مدير المطار حيث تم "ترتيب مكان أفضل" لإقامته القسرية تحت إشراف طبيبين أردنيين. وأثارت هذه الخطوة انطباعاً بأن إقامة غوشة في المطار ستطول بعد رفضه عرضاً يمنياً لاستضافته في صنعاء، واصراره على دخول الأردن، على رغم رفض السلطات الأردنية السماح له بذلك إذا لم يتخل عن مسؤوليته في "حركة غير أردنية". ولم تظهر بوادر لتسوية "أزمة غوشة" التي تفاقمت بعد رفض عمّان أول من أمس السماح لطاقم الطائرة القطرية التي أقلته من الدوحة بالعودة إلى قطر.