دعا وزير الثقافة اللبناني غسان سلامة الى معالجة الخلافات الأخيرة بين رؤساء الجمهورية إميل لحود والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة رفيق الحريري بالتزام الدستور ولا سيما منه المادة 17 التي تنيط السلطة التنفيذية بمجلس الوزراء مجتمعاً. راجع ص6 وقال سلامة في حديث الى "الحياة" أمس ان "حصول التوترات بينهم طبيعي، لكن المقلق هو غياب الأعراف والجدران الدستورية التي تحتضنها"، مؤكداً "ان المادة 17 من الدستور لا تخضع للاجتهادات". وأوضح انه تناول هذا الموضوع خلال لقائه الرئيس بشار الأسد الأسبوع الماضي. ورأى تعليقاً على التحالف بين بري والحريري ان التحالفات في لبنان متحولة وظرفية. و"يجب محاكمة أي طرف يمارس التنصت على الهاتف وفقاً للقانون ومعايير يفترض وضعها تضبط هذا التنصت". واعتبر وزير الثقافة "ان وظيفة مزارع شبعا الاقليمية تقلصت بفعل الانتفاضة الفلسطينية". وجاء حديث سلامة غداة تصاعد الخلافات السياسية بين أركان الحكم التي تجلّت في جلسات المجلس النيابي انتقادات مبطنة من بري للاجهزة الأمنية ورئيس الجمهورية، ومداخلات عدد من النواب وحديث النائب باسم السبع عن التنصت على بري والحريري ونواب ووزراء وصحافيين وقضاة... وسط تناغم بين رئيسي المجلس والحكومة، كما أن نواباً آخرين حملوا على دور الاجهزة الأمنية في الحكم. ورأت أوساط قريبة من رئيس الجمهورية ان "ثمة اجواء مفتعلة أثيرت في المجلس النيابي لخلق حالة معينة من التوتر، ليست لمصلحة البلد". وذكرت ان هناك سيناريو من توزيع الأدوار بين بري والحريري حصل في الجلسات النيابية ضد الرئيس لحود... ومن المعروف ان موضوع التنصت ليس جديداً فهو أثير سابقاً ووضع قانون لأجله ولم يكن يسحق كل هذه الضجة التي افتعلت". وينتظر ان تجرى اتصالات بين لحود والحريري، من اجل التوقيع على مرسوم فتح عقد استثنائي للمجلس النيابي، كي يستكمل مناقشة الموازنة التي حال العدد الكبير للنواب طالبي الكلام دون انهائها الخميس الماضي، مع انتهاء العقد العادي للبرلمان. وأعلن الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله أمس انه أجرى اتصالاً بلحود هنأه فيه بسلامة العودة من فرنسا أول من أمس وشكر له مواقفه الى جانب المقاومة، فيما زار الحريري بري للتشاور. وأعلن وزير الدفاع خليل الهراوي ان عسكرة النظام في لبنان مستحيلة بسبب تركيبة المجتمع اللبناني. وعلق وزير الطاقة محمد عبدالحميد بيضون حركة أمل على الخلافات الرئاسية وهجوم موالين للحكم على بري باسم "المصادر" الأسبوع الماضي بالقول: "إن الذين يحاولون توتير الاجواء وافتعال ازمات لا يأخذون في الاعتبار حاجة البلد الى التوافق". وأضاف: "ان المصادر، باسم الدفاع عن الرئاسة الأولى، انما تخلق مشكلات لهذه الرئاسة لأن رئاسة الجمهورية وفقاً للدستور هي فوق الصراعات، وبالتالي فان خلق المشكلات لها يضعفها". ورأى ان "ليس من مصلحة رئيس الجمهورية ان يقال إن أحداً مختلف معه خصوصاً الرئاسة الثانية، ولا يظنن أحد انه اذا ضعفت رئاسة تقوى اخرى"، داعياً الى وقف لعبة المصادر لأنها تضعف الدولة ولا تزيد في هيبة أحد، وتجر الى ضعف الرئاسات الثلاث ومعها المؤسسات كلها". وطالب بمعالجة موضوع التنصت "بحسب النصوص القانونية ومنع اي جهاز من تجاوز صلاحياته القانونية". وينتظر ان يزور نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام لبنان اليوم للمشاركة في مهرجان ذكرى استشهاد الرئيس رشيد كرامي في طرابلس. ويلتقي خدام وقائد جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان اللواء الركن غازي كنعان لحود وبري والحريري ونائب رئيس الحكومة عصام فارس. لكن زيارته غير مرتبطة بخلافات الرؤساء لأنها مقررة قبل تفاقمها.