بغداد، واشنطن - أ ف ب، رويترز - دانت بغداد أمس قرار الحكومة والبرلمان التركيين تمديد مهمة الطائرات الاميركية والبريطانية في قاعدة انجرليك التركية، في اطار عملية "نورثرن ووتش" لمراقبة منطقة الحظر الجوي في شمال العراق، ودعت تركيا الى التوقف عن جعل اراضيها "منطلقاً للعدوان". ونقلت "وكالة الانباء العراقية" عن ناطق باسم وزارة الخارجية ان "هذا القرار يتناقض مع الادعاءات التركية بالحفاظ على وحدة اراضي العراق وسلامتها وعدم التدخل في شؤونه". وجددت الحكومة العراقية دعوتها الاممالمتحدة الى التدخل لوقف الغارات التي تشنها الطائرات الاميركية والبريطانية في شمال العراقوجنوبه. وفي رسالة الى الامين العام كوفي انان قال نائب رئيس الوزراء طارق عزيز ان العراق "يطالب الامين العام بالتدخل لدى حكومات تلك الدول لوقف عدوانها المتواصل على دولة مستقلة ذات سيادة". وكانت القيادة المركزية الاميركية أعلنت في بيان ان طائرات اميركية وبريطانية قصفت موقعاً للمدفعية المضادة للطائرات في جنوبالعراق أول من أمس رداً على "اعمال عراقية معادية" ضد قوات التحالف الغربي وطائراتها. من جهة اخرى صرح رئيس لجنة العلاقات العربية والدولية في المجلس الوطني البرلمان العراقي سالم الكبيسي بأن بلاده سترفض تمديد العمل ببرنامج "النفط للغذاء" شهراً آخر، مؤكداً ان بغداد لن تلتزم اي قرار لا يتضمن "صراحة" رفع الحظر الدولي. ونقلت صحيفة "الرافدين" الاسبوعية أمس عن الكبيسي ان بغداد "سترفض هذا التمديد لانه اخلال بمذكرة التفاهم التي وقعها العراق مع الامين العام للامم المتحدة ونصت على ان يكون التمديد في شكل دوري لستة شهور". ورأى ان العراق "أدى كل التزاماته ويبقى على مجلس الامن ان يرفض اي قرار او مشروع يصدر ولا يتضمن في شكل صريح رفع الحصار". واكد ان العراق "لا يلتزم أي قرار الا بالرفع الشامل للحصار، ولن يلتزم أي مشروع او قرار اذا لم يتضمن صراحة رفع الحصار". واكد ان المجلس الوطني سيرسل وفوداً الى دول "لشرح المشروع" الاميركي - البريطاني لتعديل العقوبات و"آثاره على الشعب العراقي وتهديده أمن العراق ومستقبله وسيادته والدول المجاورة له". وكان مصدر في المجلس أكد ان وفداً برلمانياً عراقياً برئاسة نائب رئيس المجلس عجيل جلال اسماعيل بدأ جولة تشمل مصر وسورية وليبيا، بينما توجه وفد آخر برئاسة امين سر المجلس غالب الجاسم الى اليمن والسودان ولبنان. واوضح ان الوفدين يحملان رسائل من رئيس المجلس سعدون حمادي تتعلق ب"المشروع الاميركي - البريطاني الخبيث". ونقلت صحيفة "الجمهورية" عن الجاسم ان الوفدين "سيحضان برلمانات تلك الدول على رفض المشروع الذي سيدخل المنطقة في ازمات تؤدي الى تهديد السلم والامن العالميين". وقال ان وفداً برئاسة نائب رئيس المجلس حامد الراوي سيتوجه الاسبوع المقبل الى المغرب والجزائر وتونس لتسليم رسائل من حمادي الى رؤساء برلمانات هذه الدول تتعلق بالمشروع. وفي الاطار ذاته يواصل وكيل وزارة الخارجية نزار حمدون جولة على شمال اوروبا، فيما يزور وكيل الوزارة نوري الويس المانيا.