رفضت الجزائر على نحو غير مباشر الاتفاق الإطار الذي اقترحه الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان، بدل خطة الاستفتاء الدولية، للحل في الصحراء الغربية. وحملت بعنف على الأمانة العامة واتهمتها ب "الخروج عن التزام عدم الانحياز والموضوعية" وبالعمل على "تحريف الوقائع والحجج" والتصرف ب "استهتار يدعو الى العجب". وقالت الحكومة الجزائرية في رسالة الى رئيس مجلس الأمن، انها "ترفض ان يجري استبعاد خطة التسوية" الدولية بموجب اتفاق هيوستن، وان مشروع الاتفاق الإطار "لا تعتبره الجزائر، ولن يسعها ان تعتبره بأي حال من الأحوال، أساساً لحل سياسي عادل ومنصف ودائم لمشكلة الصحراء الغربية". وتأتي رسالة الجزائر التي رفعها مندوبها لدى الأممالمتحدة السفير عبدالله بعلي، عشية انعقاد مجلس الأمن اليوم الثلثاء للبحث في تقرير الأمين العام كوفي أنان عن الصحراء وبمشاركة مبعوثه الخاص جيمس بيكر. وطالب بعلي أنان ان "يستنكر صراحة هذه التصرفات الخطيرة" التي ارتكبتها الأمانة العامة و"ان يتخذ في شأنها جزاءات صارمة". وجاء في الرسالة ان الأمانة العامة "تعمّدت ان تبيّن" ان خطة التسوية غير قابلة للتطبيق، كما "رفضت باستهتار غير مقبول ومن دون ان يكون لها بالطبع أي حق أو صلاحية، الاقتراحات البناءة التي تقدّم بها الى المبعوث الشخصي للأمين العام أحد طرفي النزاع، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب بوليساريو، من أجل التوصل تحديداً الى تذليل العقبات التي تعترض خطة التنفيذ". واضافت الرسالة ان مما "يتسم بالقدر نفسه من الاستهتار غير المقبول الذي ابدته ازاء اقتراحات بوليساريو، ان تضرب عرض الحائط الاعتراضات التي قدمتها الجزائر". وقالت ان الأمانة العامة "تصرفت باستهتار يدعو الى العجب" عندما وزّعت رسالة وجهها الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الى أنان وبيكر من دون الحصول على "موافقة صريحة" من الجزائر على توزيعها. واتهمت الامانة العامة أيضاً ان الأمانة العامة بانها "انحازت جهاراً في مسألة حساسة" و"ارتكبت أخطاء لا تحصى" و"فقدت صدقيتها" و"بيّنت انها لا تعمل بما فيه مصلحة جميع الدول الاعضاء". وفي شأن الاتفاق - الإطار المقترح، قال بعلي ان "الجزائر تظل ملتزمة تحقيق تسوية عادلة ودائمة في الصحراء"، وانها ترفض "استبعاد خطة التسوية من دون ايلائها الاعتبار الواجب" وانها تستمر في دعم جهود بيكر "شرط ان تندرج هذه الجهود في إطار البحث عن حلول حقيقية تقوم على العدل والانصاف".كما انها "ترفض اعتبار مشروع الحكم الذاتي الطريقة الوحيدة للتوصل الى تسوية النزاع". وفي مدريد، قال زعيم "بوليساريو" السيد محمد عبدالعزيز في مقابلة مع صحيفة "الموندو" الاسبانية ان "فرنسا لعبت دوراً غادراً وحاسماً في انحراف عملية الاممالمتحدة التي كانت تنص على اجراء استفتاء". وقال ان اقتراح انان "فرنسي - مغربي بتغطية من الاممالمتحدة" ويشكّل "اعلان حرب على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، ولا تترك أمامنا خياراً آخر سوى مواصلة كفاحنا المشروع".