استبق رئيس الوزراء الاسرائىلي ارييل شارون وصوله الى واشنطن ولقاءه المرتقب مع الرئيس جورج بوش غداً، بالتشديد على ضرورة التزام السلطة الفلسطينية وقفاً تاماً لاطلاق النار واعتقال "المطلوبين" الفلسطينيين. وفيما زار المبعوث الاميركي للشرق الاوسط وليام بيرنز القاهرة ثم الاردن في اطار الاعداد لزيارة وزير الخارجية الاميركي كولن باول، استشهد فلسطيني من كوادر "فتح" في انفجار، حملت السلطة الفلسطينية مسؤوليته لاسرائيل. وتوقف شارون امس في لندن حيث التقى نظيره البريطاني توني بلير قبل ان يواصل طريقه الى الولاياتالمتحدة. ورأى مراقبون ان تشدد شارون يعكس محاولة للتهرب من الاستحقاقات السياسية التي تواجهه في واشنطن من خلال التركيز على الشق الامني، اذ طالب السلطة بوقف تام للنار تليه فترة اختبار لوقف النار تدوم عشرة ايام قبل ان يبدأ حساب الاسابيع الستة من التهدئة والتبريد. كما طالب السلطة باعتقال "مطلوبين" فلسطينيين. وكرر مسؤول اسرائيلي على متن طائرة شارون المواقف نفسها، ورهن اي تقدم سياسي والانتقال الى المرحلة التالية من عملية السلام ب "وقف تام للعنف". واضاف ان اسرائيل سلمت السلطة الفلسطينية في 22 حزيران يونيو "قائمة باسماء نحو عشرة ناشطين فلسطينيين مطلوب اعتقالهم في خلال 24 ساعة"، موضحاً ان رئيس اجهزة الامن الاسرائيلية في ديشتر سلم هذه اللائحة الى الرئيس ياسر عرفات. في غضون ذلك، صرح المبعوث الاميركي وليام بيرنز عقب لقائه الرئيس حسني مبارك في القاهرة امس بأن باول سيعمل خلال جولته في المنطقة على تثبيت وقف العنف وبناء الثقة واستئناف المفاوضات السياسية بأقصى قدر ممكن، واضاف ان "المطلوب الآن تنفيذ توصيات "ميتشل" واضفاء الاستقرار وتخفيف الضغوط على الفلسطينيين واعطاؤهم بارقة امل"، مشيرا الى ان الوضع الآن افضل مما كان عليه قبل 3 اسابيع. وتوتر الوضع امس اثر استشهاد الفلسطيني اسامة الجوابرة 29 عاماً في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، بانفجار في غرفة الهاتف العمومي الذي كان يستخدمه. وقالت امرأة تسكن في المنطقة ان الجوابرة التقط سماعة الهاتف وبدأ يتحدث ثم انفجرت، وجرح في الانفجار طفل وشقيقته كانا ماريْن من المنطقة، فيما اتهمت السلطة الفلسطينية اسرائيل باغتياله، معتبرة ان العملية مدبرة. الى ذلك، اعتقلت "وحدة خاصة" اسرائىلية عشرة من "المطلوبين" الفلسطينيين ينتمي بعضهم الى حركة "فتح" بينما كانوا متوجهين من جنين الى نابلس. وقالت اذاعة الجيش ان الشرطة دققت في بطاقات هوية الركاب واعتقلت عشرة منهم بعد ان تبين انهم من الذين يلاحقهم جهاز "شين بيت". وتابعت ان اثنين منهم كانا يرتديان القلنسوة التي يرتديها اليهود المتدينون، ما يمكن ان يدفع الى الاعتقاد بانهما كانا يخططان للقيام بعمليات داخل اسرائيل.