دعا الاتحاد الأوروبي والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الى استعجال ايجاد حل سياسي للأزمة في الشرق الأوسط، وتطبيق "توصيات ميتشل"، وحذرت القمة الاوروبية في غوتنبيرغ من انهيار السلطة الفلسطينية إذا استمرت اسرائيل في اجراءاتها العقابية. وفيما اتهم الرئيس ياسر عرفات الدولة العبرية بعدم الالتزام بوقف النار، مجدداً دعوته الأممالمتحدة الى ارسال مراقبين دوليين، اعلنت اسرائيل ان حصارها الأراضي الفلسطينية باق و"ليس حالة موقتة"، وأنها لن تسمح للفلسطينيين بالعودة الى العمل داخل "الحزام الأخضر". واعتبرت عدم اقدام السلطة على اعتقال عناصر حركتي "الجهاد" و"حماس" خرقاً لبنود وقف النار. وقال مسؤول رفيع المستوى في الاممالمتحدة يرافق انان في جولته على الشرق الأوسط، في ايجاز أمام عدد محدود من الصحافيين في رام الله مساء أمس، ان الرئيس ياسر عرفات شرح للامين العام الخروق الاسرائيلية، وان اللجنة المركزية لحركة "فتح" وافقت على رغم ذلك على وثيقة تينيت وتقرير ميتشل كرزمة، ولكن يصعب اقناع الشارع الفلسطيني وتنظيماته بالاستمرار في هذا القبول اذا استمر الاسرائيليون في محاولة فرض شروط على كل خطوة ينبغي اتخاذها لتنفيذ التوصيات والوثيقة راجع ص 4. واشار المسؤول الدولي الى ان هناك خلافات على طريقة تنفيذ تلك التوصيات اذ يعمل السفير وليام بيرنز على ترتيب تتابع خطوات التنفيذ، بينما يحاول الاسرائيليون املاء شروط على الفلسطينيين في تنفيذ كل خطوة، فيما يطالب الفلسطينيون بتوازي الخطوات أو بتداخل بين الجانبين الأمني والسياسي. ولمح الى ان مسألة الرقابة على تنفيذ التوصيات لم تحسم بعد وان ثمة حديثاً عن "طرف ثالث" يتولاها وعن صعوبات في الاتفاق على تسمية الجهة أو الهيئة التي ستتولاها. وزاد ان الاممالمتحدة ترى ضرورة الرقابة كمفهوم لا بد منه، وان تقرير ميتشل يفترض وجودها. شرط قبول الطرفين بها. في السويد أبدى زعماء دول الاتحاد الأوروبي أمس تأييدهم الكامل لوقف النار، ودعا بيان أصدرته قمة غوتنبيرغ الى انهاء القتال ووضع حد للقيود المفروضة على تحركات الفلسطينيين وتجميد بناء المستوطنات. وجاء في البيان ان "هناك فرصة سانحة الآن" للخروج من المأزق، من خلال تطبيق "توصيات ميتشل". وكان المنسق العام للسياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا، وهو عضو في "لجنة ميتشل"، قدم تقريراً متشائماً الى القمة، حذر فيه من انهيار السلطة الفلسطينية إذا استمرت اسرائيل في تطبيق "اجراءاتها العقابية". وجاء في التقرير ان هناك ثلاثة أخطار: "انهيار السلطة، وتفشي اليأس بين الزعماء والشعب الفلسطيني، وزعزعة استقرار المنطقة وعودة الجماعات المتطرفة الى العمل". وزاد: "من الممكن تفهم هموم اسرائيل الأمنية، لكننا نتفق على أنه من دون وجود السلطة الفلسطينية ستعم الفوضى". ولاحظ ان "الوضع تدهور الى حدود لا تتيح وضع اطار سياسي وجدول زمني لاستئناف المفاوضات"، مشدداً على "أولوية تجنب نشوب حرب قبل البحث في العودة الى عملية السلام". الى ذلك، اعلن آفي بازنر الناطق باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ان "عرفات لم يصدر أوامر محددة لوقف النار، وعليه أن يلتزم بذلك في كل المناطق وليس فقط في المنطقة الخاضعة مباشرة لسلطته". واتهم الفلسطينيين بأنهم لم ينفذوا "البنود المهمة" في اتفاق وقف النار، التي تتعلق باعتقال عناصر "حماس" و"الجهاد" وجمع الأسلحة.