الامين العام للاتحاد الآسيوي لكرة القدم بيتر فيلابان لا يعرف رأسه من قدميه، والدليل التصريحات المتضاربة والمتباينة التي صدرت عنه في اقل من ساعة واحدة في شأن تصنيف المنتخبات المتأهلة للدور الحاسم من تصفيات مونديال 2002. السيد فيلابان ورفاقه اصدروا قراراً منذ اكثر من شهر وضع المنتخبين السعودي والاماراتي على رأسي المجموعتين المقررتين في الدور الثاني الفاصل بناء على نتائجهما السابقة في كأسي العالم وآسيا، واعترض البعض على وضع الامارات على رأس المجموعة الثانية وطالبوا بان تحل ايران محلها لأنها اكثر انجازات على الصعيد العالمي، بيد ان هذا المطلب قوبل بالرفض. واول من امس، وقبل اقل من 24 ساعة على سحب القرعة، خرج علينا فيلابان بتصريح اكد فيه ان ايران هى الأحق بقمة المجموعة... والسبب ان رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر اكد له لدى وجوده في بانكوك، حيث سُحبت القرعة، ان "تصنيف مستويات الدور الثاني يجب ان يأخذ في الاعتبار نتائج المنتخبات في الدورتين الاخيرتين من كأس العالم فقط لأن الفيفا يستند في هذه الحالات الى البطولات الاقرب زمنياً دائماً، ولا علاقة للبطولات الآسيوية بالامر"! ربما هدف هذا التصريح الى السعي وراء تمثيل آسيا بافضل منتخبات ممكنة، لكنه اضر بالتأكيد بفرص المنتخبات العربية في التأهل للنهائيات وخصوصاً الامارات. وبالتالي، فان تصريح الامين العام الذي اعتبر بمثابة القرار، لم يلق ارتياحاً من جانب المسؤولين عن الكرة الاماراتية، لأن التصنيف "الفيلاباني" الجديد انزل بهم من القمة الى المركز الثالث... فكان من حقهم ان يغضبوا وان يثوروا لاعتبارات عدة يأتي في مقدمها أنهم اعدوا العدة لملاقاة منتخبات تقل عنهم تصنيفاً في هذه التصفيات الحاسمة. وانبرى عضو لجنة المسابقات في الاتحاد الآسيوي، الاماراتي يوسف السركال للدفاع عن بلاده، وحسناً فعل لأنه اعاد الحق العربي المسلوب. وهو اجرى اتصالات سريعة مع اعضاء اللجنة التنفيذية الذين ايدوا موقفه وضغطوا بشدة على الامين العام الذي سرعان ما تراجع عن قراره واعاد الامور الى ما كانت عليه، وبقيت الامارات على رأس مجموعتها. التخبط المستمر في سياسات الاتحاد الآسيوي اصبح منهاجاً رسمياً لمسيرته وهو تكرر عشرات المرات في الاونة الاخيرة، وهذا ما يؤسف له فعلاً. لكن المهم ان تنجح المنتخبات الآسيوية العربية في الظفر بالمقاعد الثلاثة المؤهلة للنهائيات، خصوصاً ان القرعة التي سُحبت امس تسمح لها بذلك. اما بالنسبة الى شرق القارة الآسيوية فيكفيه كوريا الجنوبية واليابان مستضيفتا الحدث ومعهما "قرارات" فيلابان "البهلوانية" التي ساندته غير مرة لأنه لم يجد من يقف في وجهه ويثبت خطأه!