أعربت طهران وبيروت عن القلق من سياسة حكومة رئىس الوزراء الاسرائىلي آرييل شارون، وأكدتا تعزيز التعاون الثلاثي الايراني - السوري - اللبناني. وطغى الوضع المتأزم في الاراضي الفلسطينية المحتلة والمنطقة على المحادثات التي اجراها الرئىس الايراني محمد خاتمي ورئىس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، والتي جاءت لمناسبة تقديم التهنئة الى خاتمي باعادة انتخابه رئىساً لولاية ثانية. ولم يكن موضوع مزارع شبعا اللبنانيةالمحتلة مطروحاً في المحادثات، وفقاً لما اكده الحريري في رده على سؤال ل"الحياة" بعد لقائه خاتمي، فيما كرر الطرف الايراني موقفه من عمليات "حزب الله" في مزارع شبعا، إذ قال نائب الرئىس الايراني حسن حبيبي: "ان حزب الله لبناني مستقل، وان علاقة ايران به تتمثل في دعمه سياسياً". ورأى "ان طهران كانت سعيدة بسبب الانتصار الذي حققته المقاومة الاسلامية - ضد الاحتلال الاسرائىلي في جنوبلبنان - في ظل التعاون مع كل القوى والفاعليات اللبنانية". وأضاف "ان ما يهمنا هو ان ينتهي الاحتلال لكل الاراضي اللبنانية والسورية". وطرحت "الحياة" السؤال على نائب وزير الخارجية محمد صدر في شأن استمرار عمليات "حزب الله" في شبعا فقال: "ان هذه القضية تعود الى لبنان، حكومة وشعباً، وكل ما يقرره لبنان على هذا الصعيد سيكون موضع تأييد من ايران". وعن اعادة الانتشار السوري في لبنان قال صدر: "ان الامر متعلق بسورية التي نظرت في هذا الامر ورأت من المناسب ان تقوم بهذه العملية". وقالت مصادر لبنانية ل"الحياة": "ان اعادة الانتشار امر يعود الى لبنان وسورية". ورافق الحريري في زيارته الخامسة لإيران، رئىس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في خطوة لافتة، علماً ان هناك حالاً من الفتور بين "حزب الله" وجنبلاط في المدة الاخيرة. ووصف الحريري لقاءه خاتمي بأنه "كان ايجابياً جداً". وقال إن "توافقاً حصل على اعطاء الاولوية للوضع الفلسطيني لأن لُبّ الصراع العربي - الاسرائىلي متمثل في ما يحصل في الاراضي الفلسطينية المحتلة". وأضاف: "ان لبنان يعمل من اجل السلام والاستقرار والأمن، لكنه يرى ان اسرائىل لا تحترم المقررات الدولية ولا تريد تنفيذ قرارات الأممالمتحدة، ولا تحترم القانون الدولي". وكرر دعوة خاتمي الى زيارة لبنان، فرد الرئىس الايراني بأنه سيقوم بهذه الزيارة في اقرب فرصة ممكنة، موضحاً انه كان يأمل بالقيام بها قبل الآن. وكان الحريري اجرى محادثات مع حبيبي، وأعلن قبلها "ان النظرة الى مبادرة تينيت رئىس الاستخبارات الاميركية وتقرير ميتشل تتركز على مدى خدمتهما لتطبيق القرارات الدولية، اما اذا كان الهدف منهما تقزيم القرارات الدولية واختصارها فهذا امر غير ايجابي". وأضاف: "ان اي مبادرة يجب ان ترتكز على حل سياسي والا فلن يكتب لها النجاح". وشدد الحريري على التعاون القائم بين ايران وسورية ولبنان. وتطرق البحث الى القضايا الاقتصادية والاستثمارات المتبادلة بين لبنانوايران، وضرورة الاسراع في تطبيق الاتفاقات المبرمة بينهما، والبحث في الامور الهادفة الى دعم ومساندة الاوضاع الاقتصادية ودراسة اتفاق بين لبنانوايران فيه الكثير من التسهيلات، ويتخطى العقبات والمعوقات الادارية. ونقل الحريري عن خاتمي انه اعطى توجيهاته للمسؤولين للبدء باعداد مسودة اتفاق من هذا النوع.