أكد مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران آية الله علي خامنئي ان الانتفاضة الفلسطينية "بدأت تعطي ثمارها وأخذت اسرائيل تتحدث عن الدولة الفلسطينية. هذا يحصل نتيجة الانتفاضة وتصاعد تورط اسرائيل في عدوانها ضد الشعب الفلسطيني". وجاء كلام خامنئي اثناء لقائه أمس رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري الذي بدأ زيارة رسمية لطهران، وفي حضور اعضاء الوفد اللبناني ومسؤولين ايرانيين ابرزهم نائب الرئيس حسن حبيبي راجع ص5. ومن أهم النقاط على جدول أعمال محادثات الحريري في طهران انشاء خط انبوب لنقل النفط الايراني عبر العراق وسورية، الى لبنان، تمهيداً لاعادة تصديره منه الى أوروبا، وهو موضوع سيبحثه الحريري اليوم مع الرئيس محمد خاتمي. واستمر لقاء الحريري - خامنئي، الذي تخلله حوار حول أوضاع لبنان والمنطقة، خمسين دقيقة خلافاً للقاءات المرشد التي تستغرق عادة نصف هذه المدة، وأكد خامنئي أمام الحريري ان للبنان "الحق في استرجاع مزارع شبعا التي يطالب بانسحاب اسرائيل منها في الجنوب". وتابع خامنئي: "على اسرائيل ان تنسحب منها، وحتى اذا انسحبت من المزارع، على لبنان والمقاومة فيه أن يبقيا متأهبين، لمنع اسرائيل من مجرد التفكير في القيام بأي عدوان. ان خطر اسرائيل يبقى دائماً على لبنان والمنطقة، حتى لو انسحبت، وهي لا تحتاج الى ذريعة بل تختلقها، وعندما احتلت بيروت عام 1982 لم تكن هناك ذريعة". وعلمت "الحياة" أن خامنئي استطرد في حديثه عن الوضع الفلسطيني مؤكداً وقوف ايران "ضد توطين الفلسطينيين في لبنان وفي أي بلد خارج أرضهم، لأنه يشكل هدراً لحقوقهم". وأشار الحريري الى ان انتفاضة الشعب الفلسطيني أخذت روحاً من انتصار المقاومة على اسرائيل في لبنان، وانسحابها منه نتيجة هذه المقاومة، فرد خامنئي: "ما نراه في الأرض المحتلة من رفع لأعلام حزب الله وهتافات للمقاومة كان يحصل وكنا نراه في لبنان. لا حل للشعب الفلسطيني الا بالانتفاضة لأنها الأمل بالنسبة اليه". وأوضحت المصادر أن الحريري عرض الوضع في لبنان بعد الانسحاب الإسرائيلي، والإصرار على استعادة مزارع شبعا، وقال: "نجحنا في اطلاق الاعمار ونحتاج الى الدعم لبرنامج الحكومة في اعمار المناطق الجنوبية المحررة وتأمين البنى التحتية لها". وعلّق خامنئي قائلاً ان "إيران لن تتردد في دعمكم ومساعدتكم بمقدار امكاناتها". وركز على أهمية التعاون بين لبنان وسورية، محذراً من أن "اعداء لبنان يخططون من وقت لآخر من أجل ضرب هذا التحالف الذي كانت له ثماره في جنوبلبنان، كما حاولوا في السابق ضرب التلاحم بين المقاومة والدولة اللبنانية".