مونتريال - "الحياة" - كشفت وزارة الصحة الكندية أخيراً ان نسبة المدخنين ممن تتراوح أعمارهم بين 10 و12 سنة بلغت 13 في المئة وهؤلاء يدخنون بين سيجارة وأربع سجائر يومياً، في حين أن نسبة الذين تزيد أعمارهم عن 14 سنة تصل الى حدود 20 في المئة للصبيان في مقابل 40 في المئة للبنات. كما أظهرت دراسة نشرت حديثاً في كيبيك وشملت طلاب تسع مدارس ابتدائية تضم أربع منها نحو 2000 طالب وطالبة بينهم 784 يدخنون ما معدله بين 6 الى 10 سجائر في اليوم. أما المدارس الخمس الأخرى تضم 2216 تلميذاً وتلميذة فكانت نسبة المدخنين فيها بين 20 و25 في المئة. وتشير الدراسة الى ان البواعث الأساسية للتدخين لدى المراهقين تكمن اجمالاً في الدلالات الآتية: اعتقادهم ان التدخين يعبر عن حال من النضوج المبكر ويختصر مرحلة الطفولة، وتقليدهم لزملائهم المدخنين وسهولة الانقياد اليهم وتقاسمهم "متعة" السيجارة مع الجنس الآخر، وتأثرهم الشديد بالدعايات التلفزيونية المصورة التي تكون عادة مصحوبة بإغراءات جنسية رخيصة. ازاء ذلك تكثف الحكومة الكندية من حملات التوعية والارشاد والتوجيه في المدارس وتعقد الندوات التثقيفية المزودة بالأفلام الوثائقية في مراكز الشباب بغية تحصين الناشئة بنظام مناعة صحي يقيهم شر الوقوع في شرك التدخين والمدخنين. واللافت ان هذه الاجراءات الاحترازية والوقائية وما يرافقها من موانع قانونية يحظر القانون الكندي بيع السجائر لمن هم دون الثامنة عشرة تحت طائلة العقوبات التي تتراوح بين 500 و1000 دولار، لم تؤد الى نتائج ايجابية ملحوظة من شأنها وقف التدخين أو الحد منه. وخلافاً لتلك التدابير جميعها قام الدكتور جيل بوتي المسؤول عن برنامج "أوقف التدخين واربح" بتجربة هي الأولى من نوعها في كندا، تستأصل تدريجياً عادة التدخين المتفشية في صفوف المراهقين وتعتمد أساساً على وسائل الترغيب والاغراءات المادية والمالية التي أثبت فاعليتها أكثر من الوعظ والارشاد والردع بمختلف اشكاله. أما آلية العمل فهي بسيطة للغاية وتقضي بتسجيل الطلاب المدخنين في كل مدرسة من المدارس الابتدائية، كمرحلة أولى، وانقطاعهم عن التدخين لفترة ستة أسابيع توزع في نهايتها الهدايا الثمينة والمبالغ المالية التي تتراوح قيمتها بين 100 و5000 دولار. وقد بلغ عدد المسجلين لهذا العام 25 ألف تلميذ وتلميذة تتراوح اعمارهم بين 12 و16 عاماً.