لم يستغرب السعوديون عندما شاهدوا المدرب البرازيلي لويس فيليب سكولاري خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده عقب توليه مهمة تدريب منتخب بلاده خلفاً لإيمرسون لياو الذي اقيل بسبب النتائج الباهتة التي حققها منتخبه في بطولة القارات الاخيرة في اليابان وكوريا الجنوبية، وهي لم تتفاجأ عندما رأت صورته على اعمدة الصحف في اليوم التالي لتوليه هذه المهمة الصعبة، لكن الذي اختلط عليهم هو اسمه. السعوديون يطلقون عادة على المدربين واللاعبين الاجانب اسماء غير اسمائهم الحقيقة، ويبدلونها باسماء خفيفة وسهلة النطق. والامثلة على ذلك كثيرة فروبرتو ريفلينو لاعب منتخب البرازيل الشهير كان يطلق عليه في الملاعب السعودية ووسائل اعلامها "ريفو". والامر ينطبق على الكثيرين منهم، بمن فيهم مدرب البرازيل الجديد لويس فيليب سكولاري الذي كان يعرف بلويس فقط من دون ذكر باقي اسمه. وذكّر اختيار لويس كما يطلق عليه السعوديون بجملة من المدربين الذين عملوا في السعودية، وابتعدوا بمحض ارادتهم او ابعدوا قسراً من قبل ادارات الاندية. وسبق لسكولاري ان عمل في السعودية وتحديداً مع الاهلي والشباب، وقبل ذلك قاد منتخب الكويت الى الفوز بكأس الخليج العاشرة التي استضافتها في عام 1990، ودرب القادسية الكويتي بعد ذلك. والحديث عن "الشريف" سكولاري وهو الاسم الذي يعرف به لويس في البرازيل لشدته وصرامته، يجرنا الى الكلام عن الكثيرين من المدربين البرازيليين الذي عملوا في السعودية، بل ان البعض منهم تلمس خطواته الاولى في عالم التدريب فيها. ولالقاء المزيد من الاضواء على احوال المدربين البرازيليين الذين عملوا في المملكة وتركوها، سألت "الحياة" محمد السلومي، وهو يعمل مترجماً في نادي الاتحاد وشقيق حارس مرمى الهلال صالح السلومي، وسبق له ان رافق منتخب البرازيل عند مشاركته في بطولة القارات الثالثة على كأس الملك فهد التي استضافتها السعودية. والسلومي يجيد التحدث بالبرتغالية بصورة ممتازة، وهو على اطلاع كامل بما يدور في الملاعب البرازيلية. التسرع احياناً اوضح السلومي ان غالبية كبار المدربين الحاليين في البرازيل سبق لهم العمل في السعودية، والبعض منهم الغى عقده في شكل متسرع او بقرار عاطفي. وبنظرة الى مدربي المنتخب البرازيلي طوال السنوات السبع الماضية، نجد ان المدربين الذين اشرفوا على منتخب البرازيل سبق لهم العمل في السعودية. ففي كأس العالم 1994 قاد البرازيل المدرب كارلوس البرتو بيريرا، وهو من المدربين الذين لا يملكون سجلاً ناصعاً في بلده سواء لاعباً او مدرباً بل انه استمد شهرته من التدريب في الملاعب الخليجية، فهو قدم مع زاغالو مساعداً ثالثاً او مدرباً للياقة الى جانب شيرول، وعندما غادر زاغالو الكويت تسلم هو القيادة ونجح مع منتخب الكويت في تحقيق كأس آسيا للمرة الاولى والاخيرة حتى الآن. وصعد مع الكويت الى مونديال اسبانيا 1982، ثم غادر الكويت الى السعودية واشرف على تدريب المنتخب عام 1988 وحقق معه كأس آسيا الثامنة التي اقيمت في الدوحة ورحل، وعاد مرة اخرى ودرب السعوديين في مونديال فرنسا 1998. المخضرم عميدهم وتولى قيادة البرازيل بعد بيريرا المدرب العجوز ماريو زاغالو في مونديال فرنسا، وهو لسنوات طويلة في الخليج، فقاد الكويت الى الفوز بكأس الخليج الرابعة عام 1976. وعمل مدرباً في السعودية للهلال والنصر ثم المنتخب السعودي لكنه ابعد بعد فشله مع الاخضر في تحقيق نتائج ايجابية في بداية مباريات كأس الخليج السابعة في مسقط. وبعدها لم يعد الى السعودية، وهو يدرب فريق فلامنغو في الوقت الراهن. وبعد فشل زاغالو في الفوز بكأس العالم الاخيرة عين بدلاً منه واندرلي لوكسمبورغو، وهو الذي سبق له العمل مساعداً لمواطنه جوبير ابان اشرافه على تدريبه فريق الشباب السعودي، ولوكسمبورغو من قماشة المدربين الذين ينجحون مع الاندية ويفشلون مع المنتخب، والدليل انه سجل نجاحاً مع فريق بالميراس قبل التحاقه بالمنتخب. وبعد عودته نجح اخيراً مع فريق كورنثيانز وفاز معه ببطولة ساوباولو "باوليستا" وتأهل الى نهائي بطولة البرازيل مع جريميو وتعادل في المباراة الاولى خارج ارضه 2-2، وهو مهيأ للفوز بالمباراة الثانية والبطولة. وعندما اقصي لوكسمبورغو عين مساعده خوسيه كاندينو مدرباً لمباراة واحدة ثم رفض الاخير الاستمرار في تدريب البرازيل، وكاندينو اسم يعرفه السعوديون وخصوصاً الهلاليون الذين يعتبرونه افضل مدرب مر على فريقهم طوال تاريخ ناديهم... وسبق له الاشراف على المنتخب السعودي في تصفيات قارة آسيا المؤهلة لكأس العالم 1994، واقصي من منصبه بعد تعادل السعودية مع العراق 1-1 في المباراة قبل الاخيرة، وهو يدرب حالياً فريق بورتو غيزا. ثم اسندت المهمة للياو لكن تعيينه تم بخدعة بعد ان اعتذر في البداية سكولاري، لانه كان يطمح بتحقيق كأس الليبروتادورس مع فريقه كروزيرو، فعين الاتحاد البرازيلي لياو واجبره على لعب بطولة القارات بتشكيلة اختارها الاتحاد البرازيلي، وبعد فشل لياو في مهمته كلف سكولاري بالمهمة. والى جانب سكولاري هناك الكثير من المدربين الذين يتبوأون مهمات تدريبية في البرازيل وهم ناجحون في اعمالهم، ومن ابرزهم جويل سانتانا مدرب فريق فاسكو دا غاما البرازيلي، وهو سبق له ان عمل مدرباً للنصر... ولا يمكن للنصراويين ان ينسوا عروض فريقهم الممتازة معه، وعمل ايضاً مع الهلال لكنه لم يصب النجاح الذي حققه مع النصر ثم اشرف على فريق ثالث هو الاتفاق. ومن المدربين ايضاً باولو سيزار كاربيجاني الذي سبق له ان درب النصر عام 1985، وقاد منتخب باراغواي في مونديال فرنسا وهو حل بديلاً لسكولاري في تدريب كروزيرو. وبالنسبة الى سيباستياو لازاروني الذي درب البرازيل عام 1990، فهو عاطل من العمل بعد ان ترك بوتافوغو، وسبق له العمل مدرباً للاهلي والهلال في السعودية. وهناك ايضاً باتيستا الذي درب الهلال ويشرف حالياً على فريق بونتا بريتا، وهناك مدرب الرياض السابق سبينوزا الذي يدرب فريق فلومننزي، ولويبز الذي اشرف على منتخب الكويت عام 1984 ودرب الهلال قبل ثلاثة مواسم ويعمل مستشاراً لدى الاتحاد البرازيلي وعمل مع لياو قبل اقالة الاخير. فيما تقاعد من التدريب مانيللي مدرب الهلال والمنتخب السعودي، والداهية تيلي سانتانا الذي حقق معه الاهلي اخر بطولة محلية عام 1984، وهو الذي قدم معه البرازيليون اجمل عروضهم في مونديال 1982. ونختم بمدرب الاتحاد خوسيه اوسكار الذي عاد الى السعودية، وقاد الاتحاد الى ثلاثية الكأس والدوري المحليين والكأس السوبر السعودية - المصرية.