قررت شركة هيونداي الكورية، كونها تملك في مجموعتها سيارتي دفع رباعي، أن تستغل النجاح الكبير الذي حققته، ولا تزال، كل من سانتافي وغالوبر، بتوفير طراز جديد يندفع بالعجلات الأربع تحت اسم تيراكان. قرار صائب في ظل النمو الذي تشهده سوق سيارات الاندفاع الرباعي التي اتسعت أخيراً وبات الطلب عليها كبيراً. تيراكان هو الاسم الذي اعتمدته هيونداي لسيارتها الجديدة، وهو مشتق من كلمتي "تيرا" التي تعني باللاتينية الأرض، و"كان" التركية التي تلفظ "خان"، ومعناها الملك، ليعني اسم تيراكان الجديدة، على ما قال نائب الرئيس التنفيذي مدير العمليات الدولية لدى هيونداي كيم نوا ميونغ: ملك الأرض... كأنّنا بهذه السيارة "سيدة الأرض" الجديدة. وأضاف أن تيراكان تختلف كلياً عن سانتافي، فهي تقوم على هيكل خارجي مستقل ثبت على بنية تحتية معدن شاسي على شكل سلم، عبر ركائز مطاط مهمتها امتصاص الاهتزازات والإسهام في العزل الصوتي، الأمر الذي يجعلها سيارة دفع رباعي حقيقية. ومع النمو المضطرد لسوق سيارات الدفع الرباعي وازدياد الطلب عليها، كان لا بد لهيونداي من توفير سيارة جديدة من هذا النوع تكمل معها مجموعة سياراتها المنضوية تحت هذا اللواء، والتي لا تزال، إلى الآن، تفتقد سيارة دفع رباعي صغيرة. إلا أن "العملاق الكوري" قرر التوجه نحو سيارة من الحجم المتوسط، بعدما أجرى دراسات كثيفة على هذا القطاع أثبتت أن الاتجاه العام للراغبين في سيارة دفع رباعي يذهب إلى السيارات المتوسطة، كونها تتمتع بحجم خارجي متوسط يخفي مقصورة رحبة نوعاً ما ويوفر في الوقت نفسه مساحات للتحميل يحتاجون إليها. تصميم طليعي أبرز ما يطالعك عند النظر إلى تيراكان، زواياها الدائرية وهيكلها الصندوقي الذي تؤكد تفاصيله للناظر أن عوامل الانسيابية كانت من الأولويات حين تصميمه، لتبدو السيارة كأنها قادرة على اختراق الهواء في سهولة بالغة، مهما ارتفعت سرعتها، خصوصاً أن مقدمها اعتمد تصميماً انسيابياً دائرياً. فواجهتها الأمامية تقوم على مصابيح مثلثة الشكل ودائرية، في آن، تتداخل مع غطاء المحرك، في وقت تشمل فتحة التهوئة الوسطى الأمامية المخصصة لتبريد مقصورة المحرك قضباناً عمودية يتوسطها شعار هيونداي. أما الصادم الأمامي فيضم فتحة تهوئة مستطيلة مهمتها زيادة فاعلية تبريد مقصورة المحرك وأجهزة المكابح الأمامية، تحيط بها مصابيح دائرية مخصصة للضباب. أما خطوط الجوانب التي ارتأت هيونداي المحافظة على الطابع الكلاسيكي في تصميمها، فناعمة ومتناسقة مع تصميم الواجهة الخلفية، تذكر نوعاً ما بخطوط منافستها تويوتا لاند كروزر، وتشمل فتحات عريضة للإطارات الرياضية، بقياس 235 / 50 آر 15. وفي سياق الحديث عن التعليق، نشير إلى أنه مستقل للعجلات الأربع، ويعتمد في الأمام تقنية الشعب المزدوجة المدعومة بمحاور التوائية ونوابض معدن حلزونية مع مصاصات صدمات، تقابلها في الخلف تقنية الوصلات الخماسية مع نوابض معدن حلزونية ومصاصات صدمات. وسبق لهذه التقنية الخاصة بالتعليق أن أثبتت نفسها، كونها توفر لركاب السيارة راحة تعليق متقدمة من دون أن يكون الأمر على حساب التماسك الذي يعد من الأولويات في سيارات الدفع الرباعي. أما الواجهة الخلفية فتضم باباً كبيراً يفتح الى أعلى ويمكن عبره الوصول إلى مقصورة التحميل التي يوضع الإطار الاحتياطي تحتها. أما في الخارج فثبتت هيونداي المصابيح التي اعتمدت مبدأ تصميم الأمامية نفسه، فأخذت لنفسها شكلاً مثلثاً ودائرياً في آن. وتتمتع مقصورة التحميل بحجم كبير يبلغ 1170 ليتراً، يمكنها أن ترتفع الى 1955 بعد طي ظهر المقعد الخلفي كلياً. وإلى ما سبق، تتسم جديدة هيونداي هذه التي يفترض أن يبدأ تسويقها في العالم العربي هذا الصيف، بعوامل سلامة متقدمة، منها ما يشمل توافرها مع أكياس هواء وأحزمة أمان بقدرة شد تدريجي وبثلاث نقاط تثبيت لكل منها، ومنها ما يضم أجهزة تسهم في تحسين تماسك السيارة وبالتالي في حماية الركاب، شأن جهاز منع غلق المكابح وغيره. وفي الحديث عن الحماية الخاصة بالركاب، زُودت تيركان مناطق في المقدم والمؤخر، مهمتها التشوه التدريجي عند حصول حادث ما، بهدف امتصاص الصدمة وابعادها عن مقصورة الركاب التي دُعمت أيضاً بعوارض معدن مدمجة بالأبواب. مقصورة رحبة بناء تيراكان على قاعدة عجلات بطول 2.750 متر مكنها من التحلي بأبعاد خارجية معتدلة بلغت 4.710 و1.860 و1.790 متر لكل من طولها وعرضها وارتفاعها على التوالي، ما انعكس ايجاباً على مقصورة الركاب التي تميزت بدورها بمساحات كبيرة نسبياً، سواء للجالسين في الأمام أم في الخلف. فركاب تيراكان سيجدون متسعاً من المساحة لرؤوسهم وأكتافهم وأرجلهم وستزداد راحتهم بسبب المقاعد التي دُرست لتوفر راحة جلوس عالية بغض النظر عن المسافات التي يقطعونها فيها، خصوصاً أن وضعيتها مدروسة جداً. فهي مرتفعة، والأمامية منها تتحلى بقدرة على التحرك الأفقي والعمودي، وتدعمها مساحات زجاج كبيرة تحيط بالمقصورة من جوانبها الأربعة، وتزيد من الإحساس بالرحابة. ويدعم هذه العوامل عنصر مهم جداً، هو التصميم العام للمقصورة التي عمدت هيونداي الى تبطينها بالجلد الفاخر والخشب المصقول، معتمدة مبدأي الفخامة والعملانية في آن. فلوحة القيادة مثلاً توفر كل المعلومات التي يحتاج إليها السائق، ومصممة في شكل يسهل قراءتها واستعمال مختلف أجهزتها التي يمكن الوصول إلى مفاتيحها من دون الحاجة الى رفع النظر عن الطريق. محرك واحد لتيراكان، وفرت هيونداي محركاً واحداً من فئة الديزل العامل على المازوت، ويتكون من أربع أسطوانات متتالية، سعة 2.5 ليتر، وهو مزود، الى جهاز البخاخ الإلكتروني، جهازاً لشحن الهواء توربو، رفع قدرته الى 100 حصان تتوافر عند 3800 دورة في الدقيقة، يرافقها عزم دوران يصل الى نحو 245 نيوتن متر عند مستوى 2000 دورة. وتنتقل قدرة هذا المحرك، بواسطة مفتاح تحويل مثبت في أرضية الكونسول الأوسط، الى العجلات الخلفية أو الأربع عبر خيار بين علبتي تروس، إحداهما يدوية من خمس نسب أمامية، والأخرى أوتوماتيكية من أربع نسب يمكن تيراكان معها أن تنطلق من الصفر الى سرعة 100 كلم/س في 19.1 ثانية، في مقابل 20.1 ثانية للفئة المزودة علبة التروس الأوتوماتيكية. وأعلن نائب الرئيس التنفيذي لهيونداي أنها ستوفر خلال الصيف المقبل محركين جديدين، يعمل أحدهما على الديزل ويرجح أن يكون من 6 أسطوانات على شكل 7، سعة 2.9 ليتر، أما الثاني فيعمل على الوقود الخالي من الرصاص، ويتوافر بفئة تعمل بالوقود الذي يحتوي رصاصاً، ويتألف من 6 أسطوانات على شكل 7. إلا أن سعته ارتفعت لتبلغ 3.5 ليتر يتحكم بها عمودا كامة في الرأس يعملان على تشغيل الصمامات المتعددة. [email protected] هيونداي اتش سي دي 6 ... هل ترى النور؟ عمليات توسع هيونداي لم تقف عند حدود سيارات الدفع الرباعي. ففي معرض جنيف الأخير قدم العملاق الكوري سيارة اختبارية من فئة الرودستر حملت تسمية اتش سي دي 6، موجهة الى جيل الشباب الراغب في التعبير عن حريته. صممت اتش سي دي 6 في استوديوهات هيونداي في ولاية كاليفورنيا الأميركية حيث تقرر تزويدها صادمين أمامي وخلفي مصنوعين من الألياف الفحم مع محرك من ست أسطوانات على شكل 7، سعة 2.7 ليتر، بقدرة 215 حصاناً محرك الشقيقة سانتافي نفسه، مثبت بوضعية وسطية مائلة الى الخلف، الأمر الذي يفترض به أن يوفر لاتش سي دي 6 تماسكاً مميزاً. ويرتبط المحرك بعلبة تروس يدوية من ست نسب أمامية متزامنة وقصيرة، تعمل على رفع تسارع السيارة. ويظهر المحرك من خلال غطاء شفاف، ويبرَّد عبر فتحتي تهوئة جانبيتين احتلتا مكاناً بين بابي السيارة وعجلتيها الخلفيتين. واتش سي دي 6 مزودة نظاماً للإنارة يعتمد الألياف البصرية ويتحرك يميناً ويساراً، تبعاً لاتجاه الإطارات الامامية التي يبلغ قياسها، كما الخلفية، 245 / 45 مثبتة على عجلات معدن رياضية بقياس 18 إنشاً ومزودة نظاماً يمكنها من السير، ولو فرغ الهواء منها. أما مقصورة الركاب المعدة لشخصين، فمزودة لوحة قيادة تعتمد تجويفاً دائرياً كبيراً يضم عدادات السرعة ودوران المحرك وضغط الزيت وكمية الوقود المتبقية في الخزان، ويقابله كونسول وسطي تؤدي بنيته التحتية دوراً ايجابياً في عمليتي السلامة العامة وتماسك هيكل السيارة مع نفسه، وهو يضم مفتاحين دائريين كبيرين مقسمين مفاتيح صغيرة مهمتها التحكم بمختلف أجهزة السيارة.