اعربت مصادر الخارجية الاميركية امس عن "خيبة أملها" من عدم مشاركة مسؤولين امنيين فلسطينيين بارزين في الاجتماع الامني الذي عقد مساء الثلثاء، لكنها اكدت استمرار الجهود لاطلاق التنسيق الامني بين الفلسطينيين والاسرائيليين. واشارت هذه المصادر الى ان اجتماع السفير الاميركي في اسرائيل مارتن انديك والقنصل العام في القدس رون شلايكر مع فريق فلسطيني ألغي امس "نتيجة استمرار العنف"، مشيرة الى "الاستمرار في الاتصالات السياسية مع الطرفين". وكان متوقعاً ان يتوجه المبعوث الاميركي الى المنطقة وليام بيرنز امس الى الاردن وينتقل اليوم الى مصر قبل ان يعود الى واشنطن. واعتبر مسؤول اميركي ان بيرنز حقق انجازاً محدوداً هو موافقة الفلسطينيين على استئناف اللقاءات الامنية مع الاسرائيليين بمشاركة اميركية مقابل موافقة اسرائيلية على البحث في قضية اعادة الانتشار الثالثة المجمّدة "ولكن بعد تحقيق هدوء ميداني يمتد شهرين على الاقل تثبت السلطة خلالهما قدرتها على ضبط الوضع ميدانياً"، كما وعدت اسرائيل ببحث باقي متعلقات تقرير ميتشل بالتتالي وليس بالتوازي. راجع ص 4 لكن مصدراً ديبلوماسياً غربياً حذر في عمان امس من ان "استمرار العنف" بين اسرائيل والفلسطينيين "يهدد بإحباط التقدم الطفيف الذي تم احرازه تطبيقاً لتوصيات لجنة ميتشل لوقف التدهور الامني وتهيئة الاجواء لإعادة بناء الثقة بين الحانبين". واوضح المصدر انه "تم تحقيق بعض التقدم" خلال اللقاءات الامنية، لكن الطرفين "لا يزالان مصرّين على تطبيق انتقائي ومشروط للتوصيات". وشدد على ان واشنطن "تطالب بوقف فوري غير مشروط للعنف من الجانبين، مع الالتزام الكامل بكل جوانب توصيات ميتشل، بما في ذلك وقف النشاط الاستيطاني الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية". وزاد ان "من غير الممكن البدء بتطبيق التوصيات من دون تحقيق اقصى قدر ممكن من التنسيق الامني المباشر بين الجانبين بهدف فك الاشتباك قبل العمل لخلق اجواء تساعد في اعادة بناء الثقة". وأمل في ان يحقق اللقاء الامني، الذي كان مقرراً عقده مساء امس في غزة تقدماً في "وضع جدول زمني لتنسيق وقف النار بين الجانبين". وكان مقرراً ان يجتمع انديك وشلايكر مع فريق فلسطيني يضم الوزيرين صائب عريقات وياسر عبدربه ورئيس المجلس التشريعي احمد قريع، لكن الاميركيين اجّلوا الاجتماع في انتظار اجابات اسرائيلية عن اسئلة فلسطينية عن تشكيل لجان اخرى متعلقة بتقرير ميتشل، عدا اللجنة الامنية. وقال عريقات: "ابلغنا الجانب الاميركي ان الاجتماع أُجّل لأن الاسرائيليين لم يعطوا الاجوبة المطلوبة عن قضيتي وقف الاستيطان والحصار". واوضح مسؤول فلسطيني ان الاجتماع الغي لان الاميركيين غضبوا بعد رفض العقيد جبريل الرجوب رئيس جهاز الامن الوقائي في الضفة الغربية حضور اجتماع ليل الثلثاء.