أول الكلام: من لوحات الشاعرة اللبنانية/ هناء الأمين خاتون: - أن لا تلدك اليقظة كلما لامسك الموت كيف تعرف جحافل الحدقات التي تسقط وحيدة؟! - لا تخشى الإعصار أنت رقدته!! أثارته "إنعاظات" كلامية رماها بعض الكَتَبة في صحفنا الناطقة بالضاد، وهم يلومون المقاومة الفلسطينية على تنفيذ العملية الاستشهادية التي استهدفت نادياً ليلياً في عاصمة الكيان الصهيوني... واختار الكاتب المكي/ نجيب عصام يماني نقطة حوار منبره اليوم ليردّ على تلك الانعاظات: العزيز/ أبو وجدي: ليس هناك مصيبة على الأمم والشعوب أكبر من الإعلام السلبي، وتتضاعف المصيبة وتزيد إذا كانت في مثل زماننا المعوج هذا، ونحن العرب أصحاب النصيب الأكبر في هذا الاعوجاج... حلقة في سلسلة هواننا وذلنا واستكانتنا، وتداعي الأمم علينا من كل جانب!! تعلّمنا: انه في سبيل الأوطان يهون الدم وترخص الروح وتستحبُّ الشهادة، وعايشنا حركات الشعوب العربية في تحررها من الاستعمار وهيمنته... سمعنا عن صور البطولات والتضحيات الفدائية التي كانت ضد المستعمر، تجري في الشوارع ومخيمات الأعداء حباً في الوطن وفداء له، تقف خلفها نخبة من الكُتَّاب والأدباء تشد من أَزْر المناضلين، وتبثُّ روح الحماس فيهم، ولا زالت كلمة المليون شهيد حيَّة في ذاكرة التاريخ مجسدة بطولة شعب في استرداد حقه... ومع تزايد الأعمال الفدائية لشباب فلسطين ضد الغاصب المحتل متمثلة في هذه الانتفاضة المباركة التي زلزلت الكيان الاسرائيلي وجعلته في حيرة من أمره، وأوقفت اميركا على ضفيرة شعرها المفرود لاسرائيل... في هذا الوقت الحرج، والدم الفلسطيني يسيل حاراً، تنبري بعض الأقلام المستسلمة لتقول: إن عملية النادي الليلي بتل أبيب، عملية خاطئة في كل شيء!! وتبكي أقلامهم حزناً على هؤلاء الشباب الاسرائيلي الغرَّ الصغير/ الذاهب في نهاية عطلة الاسبوع ليلهو ويمرح، وينبسط... وقد تناست هذه الأقلام ان هناك المئات من الشباب الفلسطيني الغر الصغير: دمرت بيوتهم على رؤوسهم، وجرفت ذكرياتهم ولعبهم والبقية الباقية من طفولتهم، دون رحمة... وان الطائرات والمقاتلات والدبابات والصواريخ والقنابل المحرمة دولياً كانت تستخدم ضد أطفال: سلاحهم الحجارة!! إن مَنْ كتب منتقداً هذه العملية حزناً على شباب اسرائيل، نسأله: أين ضميره من موت الطفل/ محمد الدرة، والرضيعة/ إيمان حجو، على رأس مئات الشهداء؟! إذا نسوا لحاجة في أنفسهم... فإن التاريخ لا ينسى أطفال مدرسة البقر، وقانا، وجنوب لبنان، وقرية قبية الفلسطينية، وصبرا وشاتيلا... ولنتذكر جيداً ما قاله الحاخام اليهودي عوفاديا عندما سأله جندي اسرائيلي عن الموقف تجاه العرب المدنيين الذين لا يحملون سلاحاً؟! فرد عليهم الحاخام: بأنه ينبغي عليه قتل مَنْ يجده من هؤلاء العرب، لأنهم خنازير، وما كان الله ان يخلقهم أصلاً!! هذه هي النظرة لنا... وما ضبط النفس الذي مارسته اسرائيل هذه المرة إلا من أجل عيون الدولار، فعينها على المعونة الاميركية التي قررها كلينتون وأوقفها بوش، وتقدر ب800 مليون دولار، وليس حباً في السلام، ولا حفاظاً على أرواح الفلسطينيين!! وباطل من يُشبِّه عملية "تل أبيب" بالعمليات المشبوهة للعصابات الصهيونية ضد اليهود لإرغامهم على الهجرة الى اسرائيل... ان هذه العملية أثرت في كيان مغتصب ظالم، وهزمت اسطورته، وأجبرت أميركا على التدخل مرة أخرى في عملية السلام في المنطقة، وفتحت عيون العالم: ان هناك قضية وفيها رائحة الظلم!! إن الجهاد ضد اليهود واجب، وقتالهم فرض... وإن الفلسطينيين أصحاب حق، وصاحب الحق له كل الحق في استخدام جميع الطرق للوصول الى هدفه وغايته، وليس هناك أجمل ولا أشرف من تحرير الأرض واستعادة الحق... فكُفُّوا أقلامكم وهُمْ بخير إن شاء الله!!