بدأ الرئيس جورج دبليو بوش جولته الأوروبية الأولى أمس، وسط انتقادات أوروبية حادة لسياسته للحد من تلوّث البيئة وتخلّيه عن "معاهدة كيوتو"، وكذلك وسط مخاوف من مشروعه، "إبن حرب النجوم"، القاضي ببناء شبكة صواريخ في الجو وعلى الأرض لحماية الولاياتالمتحدة في هجوم بصواريخ عابرة للقارات. وتخشى أوروبا من هذا المشروع الذي يعني تخلي واشنطن عن معاهدة الحد من التسلّح الموقعة مع موسكو في 1972. راجع ص 8 وزار بوش الذي ترافقه زوجته لورا وعدد من كبار المسؤولين في إدارته على رأسهم وزير الخارجية كولن باول، الملك خوان كارلوس في مدريد، ثم أجرى محادثات مع رئيس الوزراء الإسباني خوسيه ماريا أثنار. وصدر بيان مُشترك إثر المحادثات أكد فيه بوش وأثنار اتفاقهما على الحاجة الى "استراتيجية أمنية شاملة للتصدي لخطر الصواريخ الباليستية". وقالا انهما يُشاركان في "عملية مشاورات" تشمل كافة الأطراف المعنية بالمشروع الأميركي للتصدي للصواريخ والذي قد يجر الى سباق تسلّح جديد بين موسكووواشنطن. ولا شك ان هذا الموضوع سيكون محور محادثات بوش اليوم في بروكسيل مع قادة حلف الأطلسي. كذلك سيكون الموضوع واحداً من أبرز الملفات المطروحة في لقائه مع قادة الاتحاد الأوروبي في قمتهم المقررة الخميس في غوتنبرغ في السويد حيث اعتقلت السلطات أمس خمسة أشخاص بتهمة "التخطيط لتخريب" القمة الأوروبية - الأميركية. وبعد توقفه الجمعة في بولندا، ينتقل الرئيس الأميركي الى سلوفينيا السبت حيث سيعقد قمته الأولى مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وبالطبع، سيكون مشروع "إبن حرب النجوم" الأميركي محور محادثاتهما، إضافة الى العديد من المواضيع الدولية. ويسعى الرئيس الأميركي في جولته الحالية، أساساً، الى اقناع حلفائه الأوروبيين بقبول مشروعه الصاروخي. لكن يُنتظر ان يسمع انتقادات حادة لسياسته البيئية، خصوصاً بعد إعلان رفض بلاده "معاهدة كيوتو" للعام 1997 والتي تسعى الى الحد من زيادة حرارة الأرض بفعل الغازات التي تُفرزها المصانع. وبرر بوش رفضه المعاهدة بأنها تؤذي الصناعة الأميركية. وقال وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين أمس: "إذا كان لدى الأميركيين نظاماً أفضل من كيوتو، فعليهم ان يشرحوه لنا". وتعّرض بوش لانتقادات حادة في أوروبا بسبب سياسة بلاده في خصوص عقوبة الإعدام. وهو كان برر أول من أمس تنفيذ بلاده حكم الإعدام بتيموتي ماكفاي المدان بتفجير المركز الفيديرالي في أوكلاهوما 168 قتيلاً، مما فجّر حملة انتقادات في الأوساط الأوروبية المعارضة لعقوبة القتل. ودافع الرئيس بوش مجدداً أمس في مدريد عن عقوبة الإعدام قائلاً انها "خيار الشعب الأميركي". لكن خوسيه ماريا أثنار رد، في مؤتمرهما الصحافي المشترك، قائلاً ان بلاده الغت عقوبة الإعدام وانه شخصياً يُعارض هذه العقوبة. وشدد بوش، من جهته، على انه "يرفض ان يسمح بأي قضية تعزل أميركا عن أوروبا".